اوربا تمنع اوكرانيا من انهاء حربها مع روسيا

صنارة نيوز - 14/09/2025 - 11:46 am

خلصت المفاوضات الروسية الاميركية التي جمعت في الاسكا الرئيس الاميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم 15 آب اغسطس المنصرم،  الى ضرورة وضع حل جذري للصراع الروسي الاوكراني الممتد عسكريا منذ 4 سنوات.

هذا التوافق ، والذي طالما دعت اليه روسيا، ووافقت عليه ثم تراجعت عدة مرات غريمتها اوكرانيا، يهدف الى تدارك الحلول السطحية، والابتعاد عن الهدن المؤقته، والدخول في مرحلة سلام دائمة يعرف كل طرف من اطراف الصراع حدوده، وواجباته تجاه الطرف الآخر.

الملاحظ، ان ترامب وبوتين، وضعا اسسا لهكذا حل، وتم اطلاع الطرف الاوكراني عليها،  والذي ابدى من جانبه موافقته عليها، قبل ان ينقلب كالمعتاد على الاقتراحات ويرفض الحلول ، ويخترع مشاكل وازمات، يلصقها بروسيا، وكان آخرها اتهام مسيرات موسكو باختراق الاجواء البولندية، وقبلها باطلاق صواريخ الى عمق الاراضي البولندية، ليتضح في النهاية ان الصواريخ اوكرانية، ويتم لملمه الملف واغلاقه بعد اكتشاف الحقائق.

 

في كل مناسبة يتم فيها التوصل الى مبادئ سلام بين الجانبين، بدعم واقتناع اميركي، تبدا الدول الاوربية وعلى راسها فرنسا وبريطانيا والمانيا، بلعب دور الوسواس في اذن الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي، الذي يتراجع عن تعهداته، ويبدأ بالصراخ مطالبا بدعم من اوربا واميركيا، على غرار ما يتم تقديمه لصديقته اسرائيل،  محاولا تصوير الخطر الروسي بالمدمر، الذي سيعم القارة الاوربية والعالم ان لم يتم ايقافه عند الحدود الاوكرانية، وهذا الامر يحتاج الى دعم مالي وعسكري كبيرين.

 

الدول الاوربية من مصلحتها اطالة امد الحرب، حتى لو كانت على حساب الشعب الاوكراني، ومدخراته، فهي عاجزة عن تحسين اوضاع شعوبها الاقتصادية، في ظل التضخم وغلاء المعيشة، والمشاكل الاجتماعية والانسانية، حيث تريد شماعة – الخطر الروسي- لتحميلها اسباب هذه الازمة، بل وتعمل على تصوير هذا الخطر بانه سينعكس سلبا على الشعوب الاوربية ، والعالم ان لم يكن هناك تضحية في البداية ، وتم تغطيه هذه السعارات باقامة ما يعرف بـ تالف الراغبين  وهدفه منع اي حل سلمي في المنطقة ، والابقاء على اسباب الصراع، بعد تعطيل ما تم التوصل له في جولات الحوار في اسطنبول.

 

لقد خضع زيلينسكي لدورات اقامها له قادة اوربيين في فن ادارة الحوار مع ترامب بعد اللقاء الشهير بينهما يوم 28 فبراير- شباط في البيت الابيض، وتوترت العلاقة بين الطرفين الى ان دجن الاوربيون صديقهم الاوكراني، ليعود محاورا على الهوى الترامبي.

بالتزامن تتسارع المؤتمرات والندوات الدولية التي يتم دعوة عشرات الدول لبحث الازمة الاوكرانية، لتصل في النهاية وكانها تحالفات ومجموعات تؤيد اوكرانيا، وتدعمها، ويتم توريط الدول خاصة في العالم الجنوبي لاتخاذ مواقف سياسية بعد الخروج ببيانات مؤيدة لنظام زيلينسكي من جهة، ومحاولة لتوريطها لتقديم دعم مالي وعسكري للجيش الاوكراني

 

القناعة الاميركية في الآسكا، ترسخت باستحالة هزيمة روسيا استراتيجيا، بعد ان ايقنو التقهقر الذي يعاني منه جيش زيلينسكي، وحجم الفساد الذي ينخر المؤسستين العسكرية والسياسية، والانهيار الكبير الذي يعاني منه المجتمع الاوكراني، وبات ثمة قناعة بعد الحوار بضرورة ترسيخ نظام دولي جديد للامن الجماعي.

 

في ميزان العلاقات فان – لموسكو مواقف داعمة للمواقف العربية خاصة في الصراع مع الاحتلال والمطالبة باقامة دولة فلسطينية ، واحتضان جولات للحوار بين التنظيمات الفلسطينية، والتنديد بجرائم اسرائيل وتدعو لحل المشاكل الاقليمية اعتمادا على توازن المصالح، خلافا لاوكرانيا التي طالما شاطرت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بابادة الشعب الفلسطيني ودعته للقضاء على الاطفال الارهابيين في غزة كما وصفهم زيلينسكي نفسه.