المسرب الشمال ... قيادة بنكهة نسائية
صنارة نيوز - 14/09/2025 - 11:16 am
كتبت منار الزواهرة
المسرب الشمال.... قيادة بنكهة نسائية
*هذا المقال من وحي الخيال الواقعي ومن باب الفكاهه ليس إلّا ... ولا ينطبق على جميع السيدات
يا سادة، يا كرام، افتحوا آذانكم وأعينكم، لأننا أمام ظاهرة كونية لا يستطيع أن يفسرها علم الاجتماع ولا علم الفلك ولا حتى خرائط غوغل مابس " النساء ... والمسرب الشمال "
ذلك المسرب الذي خُلِق أساساً لتجاوز البطء وللسرعة والانطلاق، فإذا به يتحول إلى "مسرح الحياة النسائي" حيث تُكتب أعظم الملاحم الكوميدية.
المسرب الشمال عند الرجال يعني: "أسرع طريق للهروب من الزحمة" لكن عند النساء؟ هو "ممرّ للعلاقات العامة" هناك تخرج كل مهاراتهن في الحديث، في التفكير، في المكياج، وأحياناً في الرد على مكالمة فيديو جماعية، أو لحل مشكلة عائلية كونية بينما السيارة تسير بسرعة حلزون متقاعد.
السرعة القصوى؟؟ لا... بل هي سرعة مدروسة: "40 كم في مسرب سرعته المقررة 100كم بالساعة "و كأنها تقول لك: "خلّيك وراي… أنا بقرّر إيقاع حياتك". "
هل لاحظتم أنّ إشارة "الغماز" عند بعض النساء في المسرب الشمال ليست إشارة، بل "نيّة مؤجَّلة"؟
تشغّل الغماز الأيسر لمدة 10 دقائق، ثم تكتشف أنك ما زلت خلفها ولم يتحقق شيء، وربما فجأة، بلمسة واحدة، تنتقل إلى المسرب اليمين! وكأن الغماز كان مجرد زينة ضوئية لإضفاء أجواء رومانسية على الطريق.
يا سادة بعض النساء يتعاملن مع المسرب الشمال كما لو أنه امتداد طبيعي لصالون التجميل ، تضع الكحل وتصلح الحاجب وتلتقط سيلفي بعذر أنّ الضوء في هذا المسرب "أوضح" والطريق كله واقف خلفها ينظر أن تنتهي من رسم خط الآيلاينر .
فالمسرب الشمال يشبه الزواج..... كيف ؟؟؟
أنت تدخل فيه متحمساً، وتظن أنك ستسير بسرعة وتصل إلى هدفك، ثم تكتشف أنك عالق، محاصر، ممنوع من التجاوزكل مرة تفكر بالانسحاب، تتردد لأنك لا تعرف ما ينتظرك في المسرب الآخر وهكذا، يمر العمر وأنت بين "دعسة بنزين" وبين "صبر أيوب"
أجمل ما في النساء في المسرب الشمال هو الحوار، تجلس إحداهن في السيارة تُجري مكالمة مع صديقتها، على سبيكر السيارة و تقول لها: "تعرفي شو صار مبارح" ؟
وأنت خلفها تضغط على الزامور وتقول في نفسك: "نعم جميعنا نعرف…" أزمة جديدة بسببك ""
ايضاً هناك شبه غريب بين الحكومات العربية وبعض النساء في المسرب الشمال، كلاهما يحتل المكان المخصص للسرعة كلاهما لا يتركك تتجاوز كلاهما يصرّ على أن يمشي على راحته بينما حياتك كلها معلّقة خلفه.
النساء والمسرب الشمال… علاقة أزلية لا يفسرها العلم .. هي ليست مجرد قيادة، بل فلسفة !! فلسفة تقول أن العالم يمكن أن ينتظر، والطريق يمكن أن يصبر، والسرعة ما هي إلا وهم في عقول الرجال المستعجلين.
فإن أردت أن تفهم حقاً معنى الصبر، لا تدخل دورة "اليوغا" ولا تقرأ في كتب الحكمة ، فقط قُدْ سيارتك خلف سيدة في المسرب الشمال… وستخرج فيلسوفاً، أو مجنوناً، أو الاثنين معاً.