من جدران السجن إلى قوائم المطلوبين… القصة الكاملة لرابح الخليل
صنارة نيوز - 14/09/2025 - 11:26 am
من جدران السجن إلى قوائم المطلوبين… القصة الكاملة لرابح الخليل
تشهد الأوساط الأمنية والإعلامية في كندا تضاربًا في الأنباء حول مصير المجرم الكندي الشهير رابح "روبي" الخليل، بعد أن ترددت تقارير عن توقيفه في إحدى الدول العربية، بينما لم تصدر السلطات الكندية أي تأكيد رسمي بهذا الشأن، مكتفية بالإشارة إلى أنه ما زال مدرجًا على قوائم الملاحقة الدولية.
الخليل، المنحدر من عائلة فلسطينية–كندية، ارتبط اسمه منذ سنوات بعالم الجريمة المنظمة، وبرز كأحد الوجوه البارزة لتحالف "وولف باك" الذي يُعد من أخطر التكتلات المافيوية في أميركا الشمالية. وجهت إليه تهم عدة، من بينها الاغتيالات الموجهة وتهريب المخدرات وغسل الأموال، إلا أن أكثر ما أثار الرأي العام الكندي كان نجاحه في تنفيذ عملية هروب مثيرة من السجن تحولت إلى قصة أشبه بالسينما. ففي الثاني والعشرين من يوليو 2022، كان الخليل محتجزًا في مركز نورث فريزر بريترايل بمقاطعة بريتش كولومبيا، وهو سجن يخضع لإجراءات أمنية مشددة، غير أن رجلين ظهرا في زي مقاولين تمكنا من الدخول بطريقة عادية، وخدعا الحراس ليصلوا إلى جناحه مباشرة. لم تستغرق العملية سوى دقائق معدودة، خرج بعدها الخليل عبر البوابة الرئيسية بلا مقاومة تُذكر، تاركًا خلفه ذهولًا واسعًا وتساؤلات عن كيفية تمكن أحد أخطر المجرمين من الإفلات بهذه السهولة.
خلال ساعات قليلة، تحوّل اسمه إلى العنوان الأبرز في نشرات الأخبار، ووضعت السلطات الكندية مكافآت مالية كبيرة مقابل أي معلومة تقود إليه، كما أُدرج في قائمة "BOLO 25" الخاصة بأخطر الهاربين، وأصدر الإنتربول بحقه إشعارًا أحمر لملاحقته عبر العالم. لكن الهروب لم يكن سوى فصل جديد في سجل طويل، فقد اشتهر الخليل باستخدام الهويات المزيفة والتحالف مع شبكات متعددة للسيطرة على تجارة المخدرات، واستغلال الموانئ لتمرير شحنات ضخمة تحت غطاء شركات تجارية، إضافة إلى غسل الأموال عبر أنشطة ظاهرها قانوني.
ورغم تضارب الأنباء بشأن اعتقاله مؤخرًا، فإن مجرد الإشارة إلى توقيفه في دولة عربية يعكس حجم التعاون الدولي في مواجهة شبكات الجريمة العابرة للحدود، ويطرح تساؤلات عميقة حول خطورة هذه الشبكات وقدرتها على اختراق الأنظمة الأمنية والاقتصادية. بالنسبة للأردن والمنطقة، فإن هذه القصة تشكل تذكيرًا بأهمية تعزيز الشراكات الأمنية لمكافحة تهريب المخدرات والتصدي للجريمة المنظمة، بما يحمي المجتمعات ويصون استقرارها.