جيش الاحتلال الإسرائيلي هدد بتدمير مبنى في قطاع غزة تُخزَّن فيه آلاف القطع الأثرية.
صنارة نيوز - 14/09/2025 - 11:41 am
المعهد الفرنسي للكتاب المقدس والآثار (École Biblique) نقل القطع الأثرية الأهم إلى مبنى آخر، إلا أن معظم المجموعة بقيت في مكانها. وقال أحد علماء الآثار في المعهد: “أنقذنا جزءًا كبيرًا، لكن العديد من القطع تحطمت أو فُقدت”.
وبحسب ما أفاد المعهد، فإن التهديد جاء يوم الأربعاء، إذ هدد جيش الاحتلال بقصف المبنى الذي يحوي أكبر مجموعة أثرية في قطاع غزة. خلال اليومين الماضيين نفذ علماء الآثار عملية لإنقاذ أهم القطع من المخزن، لكن أغلب المجموعة لم تُنقل وباتت مهددة بالاندثار. ,وفق ما اعلنت صحيفة هارتس العبرية
مساء الأربعاء نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال بالعربية، أفخاي أدرعي، بلاغ إخلاء خاص لعدة مناطق في مدينة غزة، من بينها مجمّع مبانٍ مميز بخريطة الجيش بالرقم 787 في حي الرمال. في هذه المنطقة يوجد مبنى من عشرة طوابق، تستخدم طابقه السفلي منذ أكثر من عقد كمخزن لعلماء الآثار. وبحسب بعض المصادر في المعهد، فقد وجّه الجيش إنذارًا محددًا بشأن المبنى في إطار هدم أبراج سكنية خلال الأسبوع الماضي. وعلى بعد 400 متر فقط من المبنى دمّر سلاح الجو برجًا سكنيًا آخر.
بعد تلقي الإنذار، لجأ مسؤولو المعهد إلى الحكومة الفرنسية للتدخل لمنع القصف. وأفادت مصادر مطلعة أن فرنسا واليونسكو والبطريرك اللاتيني في القدس ساعدوا في تأجيل الضربة من أجل السماح بنقل المخزن. وبعدها بدأ علماء الآثار بعملية الإخلاء، لكنهم واجهوا صعوبات بسبب نقص الشاحنات المتاحة في القطاع، والطرق المدمّرة، وغياب مواد لتغليف القطع، إضافة إلى خطر تحطيمها أثناء النقل أو نهبها من السكان.
القطع الأثرية الأهم نُقلت إلى كنيسة داخل مدينة غزة، على أمل أن يمتنع الجيش عن قصفها هناك. وقال رينيه ألتر، عالم آثار يعمل مع المعهد، لصحيفة الغارديان: “أنقذنا جزءًا كبيرًا، لكن في عمليات الإنقاذ دائمًا تُفقد أشياء ويُواجه المرء خيارات مؤلمة. العديد من القطع تحطمت أو فُقدت، لكنها صُوِّرت أو رُسمت، وبالتالي يبقى العلم محفوظًا. ربما هذه ستكون الآثار الوحيدة المتبقية من آثار غزة، في الكتب والمقالات والمكتبات”.
المعهد الفرنسي (École Biblique) يُعد من أقدم وأكبر المؤسسات التي تبحث في التاريخ الأثري لقطاع غزة، وفي مخازنه تراكمت آلاف القطع الأثرية. وبحسب بيان صدر عنه يوم الخميس، يشمل المخزن نحو 180 مترًا مكعبًا من مكتشفات خمسة مواقع أثرية في القطاع، منها فخاريات، فسيفساء، وأدوات معدنية. وفي يناير/كانون الثاني 2024 دخل الجيش الإسرائيلي إلى المخزن، التقط جنوده صورًا بداخله، بل ودعوا نائب مدير سلطة الآثار الإسرائيلية لزيارته.
وجاء في رد جيش الاحتلال: “في إطار الجهود لتمكين حركة السكان والمنظمات الدولية إلى جنوب القطاع، يُسمح بنقل مخازن تابعة للمجتمع الدولي ومحتوياتها. المخزن المذكور معروف لجهات الجيش، وفي إطار الحوار مع المنظمة تم السماح بإخلاء محتوياته التي تضم قطعًا أثرية وفخاريات مسيحية. وبناءً على ذلك، نُقلت القطع الأثرية والفخاريات إلى مكان آمن بالتنسيق مع وحدة تنسيق أعمال الحكومة في غزة”