حتر و "الغاز" صدمتان أردنيتان في أسبوع

صنارة نيوز - 2016-09-29 05:12:53

عمّان- كان الأسبوع الحالي صادما للوجدان الشعبي بحدثين كبيرين، خصوصا الحادثة الأولى، التي اعتبرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي "طعنة في ظهر الأردنيين"، مرورا بإعلان توقيع اتفاقية الغاز مع إسرائيل، وانتهاء بإعلان تشكيلة حكومة الدكتور هاني الملقي أمس.
والحال أن هذا الأسبوع لم يكن سهلا على الأردنيين الذين صدموا صباح الأحد الماضي بجريمة اغتيال الكاتب ناهض حتر، وهو الخبر الذي كان كفيلا بهز مشاعر الكثيرين.
وكان واضحا لمتتبعي "فيسبوك" مبلغ الجرح في النفوس، حيث ظهر الأسى في منشوارت كثيرين تداولت صور الراحل حتر، تعلوها كتابات تظهر حجم الألم.
واقترنت حركة الاحتجاج على اغتيال حتر بدعوات لوقف المنشورات التحريضية التي تحمل في طياتها خطابات الكراهية، واستبدالها بمنشورات تحض على التسامح والتفاعل، ومن ذلك نشر فيديو لصلاة مشتركة أقيمت بين مسلمين ومسيحيين على روح الراحل حتر أمام قصر العدل قبل أيام.
ويظهر في الفيديو أردنيون مسلمون ومسيحيون يضيئون الشموع في الرقعة التي فارق فيها حتر الحياة، ويرتلون آيات من الإنجيل ويقرأون الفاتحة، وعلا هذا الفيديو تعليق مكتوب عليه: "هذا هو الأردن".
ولم يقلّ حجم الألم على حادثة اغتيال حتر، عن ما اعتبرها ناشطون "صفعة أخرى" شعر بها الأردنيون، وظهرت في مدونات ناشطين، وتتمثل بالإعلان عن توقيع اتفاقية الغاز بين الأردن واسرائيل، وهي اتفاقية علق العديدون عليها على صفحاتهم بانها "انتهكت كرامتهم".
"#الدم-ما-بصير- غاز و#غاز-العدو--احتلال".. هاشتاغات تصدرت عناوين "فيسبوك" خلال اليومين الماضيين وظهرت في المنشورات التي اقترنت بحالة غضب واسعة على خلفية اتفاقية الغاز، وأعلن ناشطون تبرؤهم منها، داعين الى حركات احتجاجية مناهضة لها ومطالبة بإسقاطها.
"عارفين صوت ال تك تبع كبسة الكهربا؟ بعد #صفقة-العار رح يصير طااخ.. يعني كبستك عالكهربا راح تترجم لكبسة جندي صهيوني عالزناد بصدرك أو بظهرك".. هذه واحدة من المنشورات الغاضبة التي نشرت على "فيسبوك" تعليقا على اتفاقية الغاز، ناهيك عن منشورات وصفت حال الأردنيين الآن "كمطبعين يدعمون آلة الجندي الإسرائيلي بطريقة مباشرة، لقتل مزيد من الشعب الفلسطيني الأعزل".
وشملت حالة الغضب تلك اعتبار "فيسبوكيين"، أن اتفاقية الغاز "تنكر لدماء الشهداء الأردنيين في فلسطين، الذين كان آخرهم الشهيد سعيد العمرو، وقبله الشهيد القاضي رائد زعيتر".  
إلى ذلك استغرق "فيسبوكيون"، طوال اليومين الماضيين بالتخمين والتنقيب ببورصة بمن سيحظى بحقائب وزارية، وذلك بعد استقالة حكومة الملقي الاولى، وتكليف الملقي بتشكيل أخرى جديدة.
ويعد بقاء الوزير ناصر جودة، الذي استلم حقيبة وزارة الخارجية لمدة ثمانية أعوام، أكثر ما شغل "الفيسبوكيين"، فيما يتعلق بالتشكيل الوزاري، متسائلين عن إمكانية استمراره في حمل هذه الحقيبة، أم أنه ستكون هناك "مفاجأة لا عالبال ولا عالخاطر"، وفق أحد المنشورات.
كما دار لغط واسع حول مصير نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات في الحكومة المرتقبة، والتي صدرت الارادة الملكية السامية بالموافقة عليها امس، حيث دعا عديدون لرحيل الوزير الذنيبات على خلفية قضية تعديل مناهج المدارس، فيما دافع آخرون عن الرجل وعن التعديلات التي طرأت على المناهج.
لكن فور إعلان تشكيلة حكومة الملقي أمس، سارع ناشطو "فيس بوك" لتقييم الأسماء المكلفة بالحقائب الوزارية، معتبرين أنها "شهدت تغييرا سطحيا وشكليا، وكأنها مجرد تغيير حقائب وليس تشكيلة جديدة".
على هذا المنوال وصف البعض الحكومة الجديدة بأنها "حكومة بلا لون ولا طعم ولا رائحة"، فيما قال آخر "جننونا من مبارح (الثلاثاء) وهم بحكوا عن مفاجآت وطلعت المفاجأة إنه ما في مفاجأة".
وكتب أحد الناشطين: "معالي ناصر جودة... ألف ألف ألف مبروك.. صبرت ونلت"، في حين كتب آخر "تيتي تيتي مطرح ما رحتي مطرح ما جيتي".. وكتب ثالث: "أبارك للشعب الأردني على الحكومة القديمة الجديدة.. نفس الوجوه.. والأسماء ..أحلى حكومة وأحلى ناس ..الله يوفق.. ويستر من القادم..".