نهاية مأساوية للكاتب الأكثر جدلية توحد الأردنيين ضد الاغتيال السياسي
صنارة نيوز - 2016-09-26 08:39:11 نهاية مأساوية وصادمة للرأي العام الأردني شهدتها حياة الكاتب السياسي والصحفي ناهض حتر، الذي سقط مضرجا بدمائه امام قصر العدل صباح امس، في حادثة اغتيال سياسي هي الأولى من نوعها في الأردن منذ عدة عقود.
56 عاما قضاها الكاتب والصحفي الجدلي حتر في هذه الحياة، لكنه لم يتوقع أن تكون نهايته المأساوية صباح أمس، بهذه الطريقة البشعة، التي وحدت اغلب الاردنيين، حتى من مخالفيه سياسيا وفكريا، ممن دخل معهم مرارا في نقاشات وخلافات سياسية وفكرية، قبل ان تعمي الكراهية قلب مجرم، لم يؤمن بتعددية وتنوع المجتمع الاردني، ولا بقضائه وقانونه، واستل حقده و"قانون الغاب" الخاص به، ليحكم وينفذ قراره على صاحب فكر ورأي، وعلى أدراج قصر العدل وبيت القضاء الأردني العريق!
المرحوم حتر، من مواليد 1960، كان درس علم الاجتماع والفلسفة في الجامعة الأردنية، قبل أن يكمل تعليمه في الدراسات العليا، في فلسفة الفكر السلفي المعاصر، وعرف من خلال مقالاته وكتاباته السياسية والفكرية والانثربولوجية، أثار جدلا واسعا بين مؤيديه ومخالفيه مرارا، لكن الخلاف والتباينات بين الخصوم والمختلفين بقيت دائما في اطارها السلمي، وتحت مظلة القانون وحرية التعبير الذي يضمنها القانون والدستور.
5 رصاصات، 4 منها في الرأس والصدر، والخامسة في الساعد الأيمن، دوّى صداها صباح امس في طول البلاد وعرضها، بعد ان شكلت هذه الجريمة سابقة خطيرة باغتيال كاتب سياسي على خلفية آرائه وأفكاره.
حتر كان قدم عدة دراسات ومقالات في التكوين الاجتماعي الأردني، كما قدم بحوثا فكرية في الإسلام السياسي والفكر القومي والتجربة الماركسية العربية.
سبق ان تعرض حتر، وهو عضو الحزب الشيوعي الاردني السابق، للسجن، في مرحلة الأحكام العرفية، ومرة في العام 1996، على خلفية مواقفه من قضية الخبز، فيما اتهم في العام 1998 مجهولين بالاعتداء جسديا عليه، دخل على إثرها في سلسلة عمليات جراحية وعلاجية، وفي العام ذاته غادر البلاد إلى لبنان، قبل أن يعود للإقامة في عمان لاحقا.
وتعتبر جريمة قتل حتر أول جريمة اغتيال صحفي داخل الأردن، في تاريخ المملكة، فيما تعد أول جريمة اغتيال سياسي منذ عدة عقود.
كان حتر عام 1998 ناشر صحيفة الميثاق الأسبوعية، وكتب فيها موضوعات خاصة عن تاريخ الحركة الوطنية الأردنية، الأمر الذي عرضه، وفق ما قاله حتر في ذلك الوقت، إلى "الاعتداء عليه". أما الانعطافة الحقيقية في حياة حتر، فكانت قبل نحو شهرين، عندما عمد إلى إعادة نشر رسم اعتبر أنه يتطاول على الذات الإلهية، فتم تحريك قضية بحقه وأوقف على خلفيتها نحو شهر، قبل أن يفرج عنه بتاريخ الثامن من الشهر الحالي مقابل كفالة عدلية.
وأوجدت إعادة النشر، جدلا كبيرا في الشارع الأردني، خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رأوا في ذلك "دعوة للفتنة والطائفية"، مطالبين بتطبيق القانون بحقه، فيما عمد ناشطون إلى التضامن معه، على اعتبار أنه "ضحية لقضية حريات رأي وتصفية حسابات سياسية".
وترأس حتر جمعية "الإخاء السورية الأردنية"، قبل أن تسحب الحكومة ترخيصها، حيث اعتبر الراحل حينها أن هذا الإجراء ينبثق عن موقف "سياسي بحت".
وتميزت مواقف حتر السياسية، بأنها حادة وجدلية، ما أدى إلى مواجهته بمعارضة شرسة من قبل أطياف عديدة في المجتمع، فيما لاقى قبولا على الجانب الآخر من أطياف رأت أن طروحاته تنسجم معهم.
من أبرز مؤلفات الفقيد : "دراسات في فلسفة حركة التحرر الوطني"، و"الخاسرون: هل يمكن تغيير شروط اللعبة؟"، و"في نقد الليبرالية الجديدة، الليبرالية ضد الديمقراطية"، و "وقائع الصراع الاجتماعي في الأردن في التسعينيات"، و"الملك حسين بقلم يساري أردني"، و"المقاومة اللبنانية تقرع أبواب التاريخ"، و"العراق ومأزق المشروع الإمبراطوري الأميركي".