منتدى يكشف عدد المتضررين بالأردن من تعليق المساعدات الأميركية
صنارة نيوز - 17/02/2025 - 12:58 pm
الصنارة نيوز/
أكد منتدى المنظمات غير الحكومية الدولية في الأردن (جيف) في تقييم صدر أخيراً حول التأثيرات الأولية لتعليق المساعدات الأميركية الإنمائية لـمدة 90 يوما على هذه المنظمات، أنّ عدد الأفراد الذين ستتوقف عنهم الخدمات، سواء من الأردنيين أو اللاجئين، يبلغ نحو 35.5 ألف شخص، مشيرين إلى أنّ هناك 5.6 مليون فرد تدعمهم برامج المنظمات غير الحكومية الممولة من حكومة الولايات المتحدة لعام 2025 سيتأثرون أيضاً.
وذكر التقييم أن التمويل الذي قدمته حكومة الولايات المتحدة للمنظمات غير الحكومية الدولية للشركاء كمساعدات إنمائية وتوقف 90 يوما بلغ حوالي 3.8 مليون دولار، أما تمويل الأمم المتحدة المخصص لبرمجة المنظمات غير الحكومية للعام 2025 فبلغ حوالي 8.7 مليون دولار.
ووفق التقييم، فإنّ الأرقام الواردة متغيرة، ومن المتوقع أن تزيد مع مرور الوقت، كما أنّ تقييم التأثير هذا يستند إلى بيانات 26 منظمة إنسانية وتنموية في المملكة، ولا يعكس التأثير الكامل لتجميد التمويل.
قلق من تفاقم الإعاقات
وبحسب التقييم، فإنّه سيتم حرمان ما لا يقل عن 7 آلاف فرد من الخدمات الصحية السريرية الحرجة خلال الـ90 يومًا من بدء أمر الإيقاف، ويشمل ذلك الخدمات الطبية المقدمة، بالاشتراك مع الخدمات الصحية الحكومية في العيادات الحكومية، خصوصاً وأنّ الحكومة تمتلك "قدرة محدودة على سد الفجوات".
وتشمل الخدمات المتأثّرة خدمات الصحة العقلية النفسية الاجتماعية، والخدمات السريرية الرئيسة التي تم إيقافها، وتوفير الأدوية النفسية للمرضى.
كما سيتم حرمان الأفراد الذين يحتاجون إلى خدمات إعادة التأهيل البدني، وإلى أطراف صناعية لاستئناف الوظيفة الطبيعية أو شبه الطبيعية، أو أولئك الذين يحتاجون إلى أجهزة مساعدة وعلاج إعادة التأهيل والأدوية والجراحات ذات الصلة من هذا الدعم في جميع أنحاء المملكة.
وأوضح أنّ "المنظمات غير الحكومية لعبت دورًا حاسمًا في توسيع قدرة الحكومة على دعم الأشخاص ذوي الإعاقة"، وبدون القدرة على الدعم الوطني، هناك قلق من أن الإعاقات قد تتفاقم بشكل غير ضروري، وبأن الإعاقات الثانوية قد تتطور إذا لم تستأنف الخدمات.
وجاء في التقييم أنّ إيقاف خدمات الدعم النقدي والمالي الذي يقدم لتطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة كجزء من مشروع على مستوى البلاد يساعد أكثر من 11190 شركة، مشيرا إلى أنّ هذا سينعكس على أكثر من نصف القوى العاملة في القطاع الخاص في الأردن، ومع استمرار التوقف، فإنه يخاطر بالتأثير سلبًا بشكل مباشر وغير مباشر على 55 ألف أسرة، و30 ألف موظف في المستقبل.
كما انعكس القرار على دعم وعلاج أكثر من 1000 لاجئ سوري معرضين للخطر يحتاجون إلى علاج شهري ورعاية لإدارة الأمراض غير المعدية، مع الإشارة إلى أنّ ا"لمنظمات غير الحكومية مقدم خدمة أساسي للاجئين السوريين الذين يسعون إلى رعاية الأمراض غير المعدية".
كما توقف شراء الإمدادات والمعدات الطبية المنقذة للحياة المخصصة لـ13 منشأة رعاية صحية أولية عامة، وتم إلغاء المدفوعات النقدية للخدمات الصحية للنساء الحوامل لرعاية ما قبل الولادة وما بعدها، فضلاً عن خدمات الطوارئ والإحالات، ودعم القبول في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة في المناطق الحضرية، حيث تعد المساعدة النقدية للمنظمات غير الحكومية أمرًا بالغ الأهمية للوصول إلى خدمات الصحة العامة.
برامج مهددة بالتوقف
وجاء في التقييم أنه تمّ إيقاف إدارة الحالات لـ 116 حالة عنف قائم على النوع الاجتماعي وخدمات الاستشارة لـ 2555 ناجيا من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
كما توقفت برامج المساعدات النقدية متعددة الأغراض الإضافية للاجئين السوريين في المناطق الحضرية وغير المخيمات، وهذا يعني أن ما لا يقل عن 2000 فرد ممن يتلقون مساعدات المأوى الطارئة سيواجهون الإخلاء أو التهديد بالإخلاء مع وجود قنوات محدودة للجوء القانوني وقدرة محدودة على تلبية الإيجار، بالإضافة إلى أنّه لن يتم تلبية الاحتياجات الإضافية المتعلقة بإعادة بناء المأوى على المدى الطويل.
وأكد المنتدى أنّ تعليق المساعدة يأتي في وقت يفكر فيه اللاجئون بالعودة إلى سورية مع وجود مخاوف بشأن الأمن والظروف في مناطق العودة، وبالتالي "يمكن أن يصبح تجميد التمويل عاملاً في دفع اللاجئين إلى بيئة غير آمنة وغير مؤكدة".
يشار هنا الى أنّه في 20 كانون الثاني يناير 2025، وبعد فترة وجيزة من تنصيبه، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الأمر التنفيذي "إعادة تقييم وإعادة تنظيم المساعدات الخارجية للولايات المتحدة".
ونص الأمر التنفيذي على "وقف مؤقت لمدة 90 يومًا للمساعدات الإنمائية الخارجية للولايات المتحدة لتقييم الكفاءات البرامجية، والاتساق مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة"، ومُنح وزير الخارجية الأميركي سلطة التنازل عن التوقف المؤقت لبرامج محددة، ومنذ ذلك الحين أبلغ داخليًا أن الإعفاءات تُمنح لـ "مساعدات غذائية طارئة" و"احتياجات إنسانية منقذة للحياة".
الغد