الزواهره تكتب : الأردن خسر مباراة… فَخَسِر الجاحدون أخلاقهم

صنارة نيوز - 20/12/2025 - 11:48 am

 

كتبت : منار الزواهرة 

ليس غريبًا أن تخسر مباراة، الغريب بل المقززأن تخسر ثم تُسحَب إلى محكمة سبّ جماعي، تُجلَد فيها بلدًا وشعبًا ومنتخبًا لأنهم تجرؤوا على الوصول، المنتخب الأردني بلغ النهائي بعرق جبينه، خاض حتى النفس الأخير، وخسر بفارق لا يعيبه… لكن ما عاب المشهد فعلًا هو الانفجار القذر الذي تلا صافرة النهاية.

دعونا نخلع القفازات .. الأردن لم يصل صدفة، ولم يتسوّل مقعدًا، ولم يركب موجة، وصل لأنه عمل بصمت، لأن لاعبيه لعبوا برجولة، لأنهم لم يملكوا جيوش ضجيج بل امتلكوا قلوبًا وهذا بالضبط ما أزعجكم. 

"المشكلة ليست في الخسارة… المشكلة أن الأردن كسر احتكار المشهد"

كسر الفكرة الكسولة بأن النهائي محجوز لأسماء بعينها ، كسر منطق الاستعلاء.. كسر الضجيج بالعمل.. وعندما خسر؟ خرج بكرامة. لا نواح، لا شماعات، لا صراخ ، وهنا—هنا تحديدًا—انفجرت العقد.

فجأة صارت كرة القدم ذريعة للسبّ... فجأة صار الأردن هدفًا ... فجأة انكشف المستور

ومن بين أكثر الأصوات نشازًا، منصات وأبواق محسوبة على المنتخب المغربي قررت أن تستبدل الروح الرياضية بالتهكم، والاحترام بالتقليل، وكأن وجود الأردن في النهائي “إساءة شخصية” فبدل أن يقال: منافس قاتل بشرف—سبوّا وشتموا... وهنا لا نتحدث عن تنافس، بل عن سقوط أخلاقي متلفز. 

والأقبح؟ أن جزءًا من هذا السباب جاء من أناس فتح لهم الأردن أبوابه دائمًا، لا مرة ولا ظرفًا، فتحها يوم كانت مغلقة في وجوههم، وشاركهم أمانه وشارعه ولقمته. الأردن لم يسأل يومًا: من أنت؟ سأل فقط: ماذا تحتاج؟
ثم حين تعثّر رياضيًا، كان الردّ: شتيمة.

هذه ليست وقاحة عابرة… هذا نكران مكتمل الأركان

الأردن لم يسرق بطولة .. لم يدهس أحدًا .. لم يتعالَ

كل “ذنبه” أنه حضر، وأن حضوره أربك ميزان الغرور.

ارفعوا أصواتكم كما شئتم  ... الضجيج لا يصنع حقيقة...والسخرية لا تمحو إنجازًا... والسبّ لا يغيّر سجلًا كُتب بالعرق.

الأردن خسر مباراة…وانتم خسرتم الحدّ الأدنى من الأخلاق، وأنتم تظنون أن الشتيمة بطولة، وأن التقليل انتصار، وأن الجحود “موقف” 
الأردن سيبقى—لأنه بلد لا يحتاج إذنًا ليكون كبيرًا
ومنتخبه سيعود—لأنه فريق تعلّم كيف يخسر بكرامة قبل أن يتعلم كيف يفوز

المنتخب الاردني خسر مباراة وهذا يحدث للكبار ، لكن ما حدث بعد الصافرة كشف حقيقة مُخجلة أن بعضكم لا يحتمل رؤية غيره واقفًا، ولا يعرف الوفاء، ولا يميّز بين المنافسة والوضاعة. 

.

الأردن الذي فتح بابه لكم، وأعطاكم أمانًا حين كنتم بلا أمان، صار فجأة هدفًا للسبّ لأن فريقه خسر؟

اعلموا هذا جيدًا: 
البلد الذي يُهان من جاحديه لا يسقط… بل يُسجِّل أسماءهم في خانة العار

الأردن لا يُقاس بنتيجة، ولا يُكسَر بتعليق، ولا يُهان بمن نسي من احتواه ... خسرنا مباراة، لكنكم خسرتم شيئًا أخطر
سقطتم بلا حكم… وبلا شرف… وبلا عودة.