لماذا تغيب الاندماجات عن الشركات العقارية في بورصة عمّان رغم الأزمات المتفاقمة؟
صنارة نيوز - 18/11/2025 - 10:03 am
الصناره نيوز - خاص
تتجاوز الشركات العقارية المدرجة في بورصة عمّان العشرين شركة، إلا أن معظمها يعاني من أزمات مالية متراكمة، في حين لا تتمتع سوى فئة محدودة منها بإدارات فعّالة ووضع مالي مستقر. ورغم أن الاندماج يعد حلًا استراتيجيًا لإعادة الهيكلة وتعزيز القوة السوقية، إلا أن هذا الخيار لا يزال غائبًا عن المشهد العقاري في سوق رأس المال الأردني.
تُظهر البيانات المالية للشركات العقارية المدرجة عجزًا واضحًا في السيولة لدى العديد منها، وتراجعًا في الأرباح أو تحولًا للخسائر، وهو ما يعكس تباطؤ القطاع العقاري عمومًا بسبب الظروف الاقتصادية وارتفاع كلف التمويل والتشغيل. كما تسجّل البورصة تداولات ضعيفة على أسهم هذه الشركات، تعكس ضعف ثقة المستثمرين بهذا القطاع.
وعلى الرغم من أن الاندماج قد يشكل مخرجًا منطقيًا لتعزيز الكفاءة التشغيلية وتحسين الميزانيات، إلا أنه لا يزال خيارًا غير مطروح بشكل جدي، لأسباب أبرزها تباين مصالح المساهمين الذين يخشون فقدان السيطرة أو تغيّر نسب الملكية بعد الاندماج، ما يجعلهم يفضلون الاستمرار منفردين رغم التحديات، بالإضافة إلى ضعف البنية التشريعية المحفّزة التي تفتقر للحوافز والإعفاءات، فضلًا عن غياب الرؤية المستقبلية لدى بعض الإدارات التي تكتفي بإدارة الأزمة بدلًا من اتخاذ قرارات استراتيجية. كما تشكل التقييمات المالية غير العادلة بين الشركات عقبة في التوصل لاتفاقات مرضية للطرفين، خاصة مع تذبذب قيمة الأصول العقارية.
ومع ذلك، يبرز عدد قليل من الشركات التي تمتلك إدارات محترفة وأصولًا قوية، استطاعت الحفاظ على سيولة مالية مقبولة وتوجيه استثماراتها نحو مشاريع مدروسة، ويمكن أن تشكل هذه الشركات نواة لعملية اندماج أوسع تُعيد رسم خارطة القطاع.
ويرى خبراء أن الوقت قد حان لتحريك ملف اندماج الشركات العقارية. فالاندماج يمكن أن يخلق كيانات أكبر وأكثر قدرة على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية، ويمنح السوق ثقة جديدة، ويُحدّ من حالة التشظي الحالية. إن إعادة النظر في التشريعات وتقديم حوافز للاندماج، إلى جانب تحفيز الإدارات على تبني استراتيجيات طويلة المدى، قد يكون الطريق الأمثل لإنقاذ هذا القطاع الحيوي وإعادته إلى دائرة النمو.
أي اندماج ناجح اليوم سيكون نواة لقطاع عقاري مستدام غدًا، فالأسواق القوية تُبنى من خلال كيانات موحدة ورؤى مشتركة.



