عيادات مستشفى الأميرة بسمة تعاني من الاكتظاظ

صنارة نيوز - 2018-11-26 09:32:45

 تعاني عيادات مستشفى الأميرة بسمة في إربد، من اكتظاظ بأعداد المراجعين جراء نقص في اطباء الاختصاص والأجهزة الطبية، وسط استقبال العيادات ما يزيد على ألفي مراجع يوميا.
ويضطر المراجعون الى الانتظار ساعات لحين وصول دورهم لدى الطبيب، فيما تبدأ معاناة جديدة للمراجعين بعد ذلك، عند قيامهم بتسعير الأدوية والاصطفاف بشكل طوابير لحين المحاسبة على أثمان الادوية، اضافة الى اضطرارهم الى الاصطفاف في طوابير لحين صرف العلاجات اللازمة.
وتعاني العيادات من نقص في أطباء الاختصاص، وخصوصا في عيادات العظام والكلى والمسالك والعيون وامراض القلب والدم والشرايين والجهاز الهضمي.
ويقول معاذ شلول، انه يراجع عيادة العظام منذ اكثر من 4 أشهر، بعد اصابة نجله بكسر في إحدى قدميه، حيث يضطر الى الانتظار اكثر من ساعة لحين وصول الدور لابنه في العيادة، وبعدها يضطر الى الاصطفاف بطابور نافذة الصيدلية من اجل تسعير العلاج، وبعدها يذهب ويصف مرة أخرى على نافذة المحاسبة من أجل دفع المبلغ المالي للوصفة الطبية وبعدها يعود مرة اخرى للصيدلية من أجل صرف الادوية.
واضاف ان المراجع يضطر الى الاصطفاف بطوابير المراجعين اكثر من 4 مرات متتالية لحين استكمال جميع الاجراءات، داعيا الى ضرورة حصر تلك الاجراءات بنافذة واحدة حتى يتمكن المراجع من إنجاز عمله بسرعة وحتى لا يمضي في العيادات ساعات لحين استكمال علاجه.
واكدت مراجعة أخرى- طلبت عدم ذكر اسمها- أن عيادة العظام تشهد ازمة مراجعين يوميا، حيث تضطر الى الانتظار ساعات لحين وصول الدور اليها، مشيرة الى انه عند دخول المراجع الى الطبيب فأن الطبيب بالعادة يطلب صورة أشعة للمريض لتبدأ بعدها معاناة اخرى والوقوف في طوابير امام نافذة المحاسبة، وبعدها يضطر المراجع الى الانتظار لساعات امام مركز الاشعة لحين الحصول على صورة أشعة.
واشارت الى ان هناك نقصا في اطباء الاختصاص والمعدات الطبية في معظم العيادات، اضافة الى وجود ضغط كبير على المختبرات، موضحة ان هناك اطباء يقومون باعطاء مواعيد للمراجعة تمتد الى اكثر من 6 أشهر، الامر الذي يتطلب من الجهات المعنية زيادة اعداد الكادر الطبي للمستشفى لمواجهة الاكتظاظ.
واقر مدير مستشفى الاميرة بسمة الدكتور محمد بني ياسين، بوجود اكتظاظ في بعض العيادات، مرجعا ذلك الى قيام اغلب المراجعين بمراجعة العيادات في الفترة الصباحية فقط، في حين يغفلون الفترة المسائية والتي تمتد من الساعة الواحدة لغاية الساعة الرابعة مساء.
واشار الى انه تم التعميم على جميع اطباء الاختصاص باعطاء مواعيد للمراجعين المقيمين في مدينة اربد في الفترة المسائية والمراجعين من خارج المدينة مواعيد صباحية، للتخفيف من الاكتظاظ الذي تشهده العيادات يوميا، داعيا المراجعين الى ضرورة التعاون من اجل تقديم احسن الخدمات وتمكين الطبيب من تشخيص الحالة بشكل دقيق.
ولفت الى ان طبيب العظام يضطر الى مشاهدة اكثر من 100 حالة يوميا، بالرغم من وجود 3 اطباء في العيادة في الفترة الصباحية والمسائية، مؤكدا ان ازدحام المراجعين يربك العمل، وبالتالي عدم قدرة الطبيب على التعامل مع الحالة المريضية بالشكل الصحيح.
واوضح بني ياسين ان الاطباء يبذلون قصارى جهدهم لمعالجة جميع الحالات التي تراجع العيادات، مؤكدا ان ادارة المستشفى تعاقدت على نظام شراء الخدمات مع العديد من الأطباء لمواجهة الاكتظاظ ونقص اختصاصات في بعض العيادات، الامر الذي خفف من الاكتظاظ الذي كانت تشهده العيادات في أوقات سابقة. واشار الى ان وزارة الصحة متعاونة بتوفير أي طبيب اختصاص على بند شراء الخدمات، اضافة الى التمديد إلى أطباء آخرين وخصوصا في التخصصات الفرعية كتخصصات القلب والشرايين والأوعية الدموية والعظام والباطنية وغيرها.
وقال إن وزارة الصحة قامت بابتعاث أطباء من خرجي كليتي الطب في جامعتي اليرموك والتكنولوجيا ببعثات داخلية على هذه التخصصات، والذين سينهون متطلبات الاختصاص خلال سنتين ليتم رفد المستشفيات التحويلية والمركزية بهم.
وقال بني ياسين ان ادارة المستشفى قامت بالعديد من الاجراءات للتخفيف من الاكتظاظ داخل العيادات، ومنها تطبيق نظام جديد لمنح الوصفات الطبية للامراض المزمنة، من خلال اعطاء المريض 3 وصفات لتغطي احتياجاته لثلاثة شهور بدل من الاجراء القديم الذي كان بشكل شهري، اضافة الى انه بامكان المريض صرف العلاجات للأدوية المزمنة من خلال المراكز الصحية الشاملة القريبة من منطقته، والتي توفر ما نسبته 90 % من هذه الأدوية كالسكري والضغط .
وردا على سؤال حول اضطرار المراجعين للوقوف في اكثر من نافذة، اكد بني ياسين أن إدارة المستشفى قامت بتعزيز كل طابق بـ 3 محاسبين ووضع تسعيرة العلاج على الوصفة الطبيبة من قبل شباك المحاسبة حتى لا يضطر المراجع للعودة مرة أخرى الى الصيدلية من أجل تثبيت التسعيرة عليها، اضافة الى تطبيق نظام المناداة الآلي في الصيدلية على المرضى لاستلام العلاجات.
واكد بني ياسين أن ادارة المستشفى ومديرية الصحة خاطبت مجلس المحافظة، من اجل رصد  مليون دينار بموازنتها للعام المقبل، من أجل بناء طابق اضافي للعيادات، وذلك للتخفيف من الاكتظاظ وايجاد مساحات اضافية لنقل بعض العيادات التي تشهد اكتظاظا، داعيا الى ضرورة ادراج هذا المشروع في موازنة المحافظة لأهميته.
واشار الى انه تم ربط صور الأشعة والمختبرات الكترونيا مع الطبيب المختص على نظام "الباكس" حيث يقوم المراجع بعمل التصوير والذهاب فورا إلى الطبيب دون الحاجة أن يكون هناك صورة أشعة يحملها المراجع، الأمر الذي سرع وخفف من الاجراءات، وخصوصا وأن صورة الأشعة كانت في السابق بحاجة الى وقت من أجل استخراجها، مما خفف من معاناة المراجع وتنقله من طابق لآخر وخصوصا كبار السن.
وقال بني ياسين، إن النية تتجه حاليا لتخصيص ممرات خاصة لكبار السن وذوي التحديات الخاصة في العيادات للتخفيف عليهم في ظل عدم قدرتهم على الانتظار لفترات طويلة.
وفيما يتعلق بنقص الادوية، اكد بني ياسين ان جميع الادوية في المستشفى متوفرة وتم التعميم على الصيدليات في حال وجود نقص أن يتم مخاطبته فورا من أجل تأمينها، مؤكدا أنه في حال لم يتوفر العلاج الأصلي يتم توفير البديل فورا وفي حال عدم وجوده نهائيا يتم صرفه على حساب التأمين الصحي.