عمارين: متحف الأردن يؤرخ للحضارات على أرض المملكة
صنارة نيوز - 2016-09-18 05:02:22عمان- قال مدير عام متحف الأردن، إيهاب عمارين، "اننا سنعمل على جعل متحف الأردن بوابة السياحة الأردنية، لانه الأقدر على تقديم المنتج السياحي الأردني للعالم، لما يحتويه من إرث تاريخي يصل إلى أكثر من 1.5 مليون سنة ".
وبين عمارين، في مقابلة مع الـ"الغد"، أن المتحف هو مؤسسة ومركز لحفظ وتوثيق الآثار والتراث الأردني، بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية والشريك الرئيسي دائرة الآثار العامة، وذلك لأن جميع القطع والمقتنيات الاثرية المتواجدة في المتحف مستعارة من دائرة الآثار العامة.
واشار عمارين إلى أن المتحف حاليا يحتوي على 3500 قطعة أثرية معروض منها حوالي 1000 قطعة؛ حيث ان الهدف الرئيسي للمتحف هو عرض القطع الاثرية التي تحاكي العصور والحقب التي مرت على الأردن ولتعريف الزائر إلى المتحف بالارث التاريخي الذي تتميز به الأردن.
وبين عمارين أن متحف اللوفر يتفاوض حاليا مع الحكومة الأردنية لاستعارة تمثال عين غزال (وهو تمثال مزدوج) من متحف الأردن لعرضه في متحف جديد منوي افتتاحه مطلع العام المقبل في العاصمة الفرنسية باريس، مبينا انه سيتم وضع التمثال في قاعة منفردة.
وبين عمارين أن قاعات المتحف تتضمن قطعا من العصور الحجرية والعصور البرونزية والعصور الحديدية والفترات الكلاسيكية والكلاسيكية المتأخرة والفترة الهلنستية 332 – 63 ق م.
كما تغطي القطع الأثرية الفترة النبطية 312 ق م – 106 م والحضارة النبطية حوالي 100 ق م – حوالي 500م والفترة الرومانية 63 ق م – 324 م والفترة البيزنطية 324 – 636 م.
واضاف عمارين أن الأردن لديه مخزون أثري كبير، ففي كل يوم يُعلن عن اكتشاف جديد تعمل الجهات المعنية على استخراجه، وترجع بعض القطع الاثرية في الأردن إلى حوالي 2.3 مليون سنه قبل الميلاد وهذا يدل على أن الأردن لديه جذور تاريخية عميقة.
وبين عمارين ان المتحف يعرض هذا الارث التاريخي لطلاب المدارس؛ حيث أن هنالك تركيزا كبيرا لدى المتحف على طلاب المدارس حتى نرسخ في الاجيال القيمة التاريخية التي يتمز بها الأردن عن باقي دول العالم والمنطقة.
وعن القطع الأثرية المعروضة في المتحف، أكد عمارين أن متحف الأردن يعرض في قاعاته جميع الحقب التي مرت على الأردن؛ حيث أن لدى المتحف أكبر تماثيل بالحجم وبالشكل الإنساني في العالم وهو تمثال عين غزال والذي وجد في منطقة عين غزال ويزيد عمره عن 10 آلاف سنة، والغريب بالامر عن باقي تماثل الاخرى التي نشاهدها أن تمثال عين غزال ليس منحوتا كباقي التماثيل وانما مصنوع من الجبصين، علما بأن الجبصين مادة تصنع بمواد كيماوية ودرجة حرارة تزيد على 900 درجة مئوية، والسؤال هنا كيف تمكن الإنسان قبل 10 آلاف سنة أن يشعل نيرانا بهذه الدرجة العالية ويصنع مادة الجبص، وهذا يدل على أن هنالك ابداعا في الصناعة كانت على الارض الأردنية قبل حوالي 10 آلاف سنة.
واضاف عمارين أن هنالك قطعة اثرية في متحف الأردن على شكل "تابلت" تعود إلى العصور الحديدية، هذا التابلت عليه كتابات، وهي ليست مقروءة لعدم معرفة اللغة المكتوبة عليها رغم مشاهدتها من الكثير من خبراء الآثار العالميين.
وقال عمارين اننا نحاول في متحف الأردن ان نوصل رسالتنا إلى الجميع؛ حيث ان المتحف عمل منذ تأسيسه على تقديم حوالي 109 فعاليات ونشاط في مجالات متعددة، كما ان المتحف يعمل على عقد شراكات متواصلة مع المؤسسات التعليمية، ولدينا شراكة مع مجموعة من الجامعات المحلية اضافة إلى شراكة ومذكرات تفاهم مع متاحف عالمية ومتاحف محلية لانشاء فعاليات مشتركة، وتم تسجيلنا في مركز المتحف العالمي وهذا إنجاز كبير للأردن، ومنصة عالمية سنعمل على استغلالها في ايصال الموروث التاريخي الأردني للعالم.
وأكد عمارين اننا نطمح لاستكمال قصة الأردن منذ مليون ونصف قبل الميلاد، وحاليا يتم الإعداد لقصة الأردن خلال الفترة الإسلامية، وهي فترة ثرية جدا، ونعمل على ذلك من خلال البحث عن القطع الأثرية التي تمثل الاحداث الاسلامية التي مرت على الأردن وهذا يحتاج إلى سنوات.
وعن حماية المتحف من أي اعتداءات، قال عمارين "لدينا نظام حماية كاف في متحف الأردن؛ حيث يوجد حوالي 75 كاميرا موزعة في جميع انحاء المتحف ومركز العرض، وتلك الكاميرات مربوطة إلكترونيا مع مركز التحكم والسيطرة التابع لمديرية الأمن العام، بالاضافة إلى ذلك لدينا تعاون مع مؤسسة المتقاعدين العسكريين لحراسة ابواب المتحف، إضافة إلى متتبعات الحركة من خلال حساسات على ابواب قاعات العرض والمستودعات، كما تم وضع غازات سامة في حال تم الاعتداء والسرقة في منطقة المستودع.
واشار عمارين إلى أنه من الممكن ان نحافظ على موروثنا التاريخي من دون أي حماية ومن خلال زرع الوعي لدى طلاب مدارسنا بأهمية الموروث التاريخي للأردن طارحا مثالا على أن أحد زوار المتحف كتب بعد خروجه من المتحف ومشاهدة مجموعة من القطع الأثرية التي تحاكي العصور والحقب الاثرية "انا افتخر انني أردني"، وهذا أمر في غاية الاهمية واعتبر ذلك أهم من أن نضع حراسا وتكنولوجيا لحراسة آثارنا.
وأوضح عمارين أن فكرة المتحف بدأت بإنشاء متحف وطني لعرض كنوز الأردن الأثرية والتراثية، وفي العام 1980 عقد المؤتمر الدولي الأول لتاريخ وآثار الأردن برعاية الأمير الحسن بن طلال في أكسفورد، وأوصى المشاركون بإنشاء متحف وطني.
وتبع ذلك تشكيل "جمعية التراث الأردني" العام 1989 برئاسة الأمير الحسن وعضوية عدد من المهتمين ومندوبي المؤسسات الحكومية والجامعات، ووضعت هذه الجمعية الأسس التي تطورت لتصبح المفاهيم العامة للمتحف.
أما التمويل فقد توفر العام 1999 عندما وقعت الحكومة الأردنية اتفاقية قرض مع الحكومة اليابانية لتمويل "مشروع تطوير القطاع السياحي" ومن أهم مكوناته "المتحف الوطني".
وأشار عمارين الى ان المتحف مؤسسة رائدة على المستوى الاقليمي تعنى بالحفاظ على التراث الثقافي والحضاري الأردني وتقديمه بأفضل الصور وبحيث يحكي قصة الابداع الإنساني في الأردن على مر العصور.
وقال عمارين "نسعى من خلال متحف الأردن إلى تمكين الشعب الأردني من تقدير والحفاظ على الهوية الوطنية ودراسة وفهم تأثير التفاعل الإنساني مع البيئة على مر العصور وجمع وتوثيق التراث الثقافي الذي يحكي تاريخ الأردن على مر العصور وأن يكون موقعا سياحيا متميزا يقدم خريطة الأردن السياحية بطريقة ابداعية شاملة وأحد أهم الادوات نقل الرسالة عن الأردن لمدة تزيد على 1.5 مليون عام تتخللها العديد من محطات الابداع العلمي والحضاري".
وأضاف عمارين أن من ضمن أعمال ومهام المتحف إتاحة الفرصة للجمهور لزيارة المتحف والاطلاع على معالمه تشجيعاً للسياحة الأثرية وتعزيزاً للانتماء الوطني وإقامة البرامج التعليمية لرفع سوية الوعي بالتراث التاريخي والحضاري والطبيعي لدى المواطنين وإعداد برامج تدريب العاملين في المتحف وتأهيلهم في المجالات التي تتعلق بعمل المتحف.
ويقيم المتحف أيضا، وفق عمارين، معارض خارج المملكة ويشارك في المعارض الخارجية ضمن أنشطة التبادل الثقافي عربياً ودولياً للتعريف بالتراث الحضاري الأردني وترويج السياحة الأثرية وتبادل الخبرات العلمية والتدريبية مع المؤسسات والمعاهد الوطنية والعربية والدولية والتعاون معها في هذا المجال واعداد برامج لتشجيع السائحين على اطالة مدة إقامتهم في المملكة.
وكان عمارين، قال في تصريح سابق لـ"الغد"، أن عدد زوار المتحف بلغ 11 ألف زائر مقارنة مع 8500 زائر خلال فترتي المقارنة. وأن "عدد زوار المتحف ارتفع بنسبة 29 % خلال النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي".
وأوضح عمارين أن زوار متحف الأردن منهم سياح أجانب وأردنيون ومقيمون، إضافة إلى طلاب مدارس وجامعات. ولفت إلى أن المتحف شهد خلال العام الحالي إقبالا كبيرا.