تعليق اليافطات الانتخابية: مهنة موسمية للشباب
صنارة نيوز - 2016-09-01 05:43:08عمان- يتطلب إنجاز الدعاية الانتخابية للمرشحين للمجلس النيابي الثامن عشر تعليق يافطات في الشارع من أفراد وجماعات، ما يوفر فرص عمل موسمية، تبدأ مع إطلاق الحملات الانتخابية وتنتهي في يوم الصمت الانتخابي، بانتظار انتخابات مقبلة.
والصمت الانتخابي هي عملية تأتي مباشرة بعد نهاية الحملة الانتخابية على أن تتواصل على امتداد نهار اليوم (24 ساعة) يمنع خلالها على كافة الأحزاب والقوائم الائتلافية ممارسة أي نشاط في إطار حملتها الانتخابية. ويمنع منعاً باتاً على المرشحين القيام بأي عملية تندرج ضمن الترويج والدعاية وكسب ودّ الناخبين. والإخلال بعملية الصمت الانتخابي يمكن أن يترتب عليه عقوبات جزائية يمكن أن تصل إلى حد الإطاحة بالقائمة المخالفة للمرسوم.
وفي الوقت الذي يعمل فيه العديد من المتطوعين من أنصار المرشحين في حملاتهم الانتخابية، ومنها تعليق اليافطات، الا أنها تشكل مهنة موسمية، مجدية للبعض.
وتباين مقدار ما يتقاضاه المشتغلون بتعليق اليافطات، خلال محاولة "الغد" الحصول على معدل أجور هذه المهنة الموسمية، بسبب تفاوت حجم الدعاية الانتخابية من مرشح لآخر، ووجود سماسرة يعتبرون حلقة وصل بين المرشح ومسؤولي حملاتهم الانتخابية، وبين العاملين في تعليق اليافطات.
وتقوم آلية العمل في هذا المجال من خلال تقديم مبلغ مقطوع للسمسار، الذي بدوره يتعاقد مع مجموعات للعمل، تأخذ كل مجموعة حسب عدد أفرادها ما بين 50-150 دينارا أو أكثر من ذلك بقليل، مقابل استئجار سيارة وتعليق الصور واليافطات، أو أجرة واضحة على المتر الواحد، ففي حال كانت اليافطات من القماش تصل إلى 7 دنانير للمتر الواحد.
وتجري الانتخابات النيابية في 20 أيلول (سبتمبر)؛ حيث بلغ العدد الإجمالي للمرشحين لانتخابات المجلس النيابي الثامن عشر، 1268 يتوزعون على 227 قائمة، بما يقل بمقدار 24 مرشحا عن الأرقام المعلنة سابقا، وثلاث قوائم أقل من العدد الذي أعلنته الهيئة مع انتهاء موعد الترشيح.
وقال مسؤول حملة انتخابية مع أحد المرشحين، محمد خالد، إن الحملة تفضل التعامل مع سماسرة لسهولة العمل معهم بعيدا عن الأفراد الذين يتطلبون وقتا وجهدا أكبر في التواصل معهم.
واضاف أن مقدار ما يتقاضاه السمسار يختلف من مرشح لآخر، حسب ما رصده المرشح لحملته الانتخابية، وحسب الدائرة التي يتنافس بها.
وبين خالد أن السمسار لحملتهم الانتخابية تقاضى 5 آلاف دينار لتعليق يافطات في بعض الشوارع.
ورفض سمسار في عملية تعليق اليافطات التصريح عن حجم المبلغ الذي يتقاضاه من حملة أحد المرشحين، باعتباره سرا من أسرار المهنة، كما قال لـ "الغد".
بدوره، قال أحد العاملين في تعليق اليافطات ويدعى طارق احمد إن دخول السماسرة على خط المهنة أفقدها الجدوى الاقتصادية منها.
وحسب طارق، يأخذ السمسار مبلغا مقطوعا لكل الحملة الانتخابية، ويدفع "الفتات" للعاملين معه، موضحا انه يعمل في هذا المجال كمصدر دخل إضافي لتأمين مصروفه، فيما يصل دخله في المناسبة الواحدة بين 10-25 دينارا.
بدوره، قال الخبير الاقتصادي الدكتور قاسم الحموري إن العمل في الانتخابات يعتبر من المهن الموسمية التي يعوّل عليها الشبان لتأمين متطلباتهم خلال فترة زمنية محددة.
وأضاف أن هذا العمل لا يشكل ثروة لهم، لكنه يساعدهم في تأمين مصروفهم للدراسة في حال كانوا طلابا، أو يشكل مصدر دخل مباشر لهم لتأمين مصروف العاطلين عن العمل منهم.
وبين الدكتور الحموري أن هناك فائدة أخرى غير مادية يكتسبها المشتغلون في الحملات الانتخابية، تتمثل بانخراطهم في سوق العمل، والوعي السياسي، واكتسابهم خبرة من الاحتكاك بالسوق.