“الذهب يحطم الأرقام القياسية ويثير الجدل: فقاعة أم ملاذ من العواصف الاقتصادية؟

الصنارة نيوز – خاص

 

قفزت أسعار الذهب في السوقين المحلية والعالمية إلى مستويات غير مسبوقة، وسط حالة من الانقسام في الأوساط الاقتصادية حول ما إذا كان هذا الصعود يشكّل فقاعة مؤقتة أم تحولًا استراتيجيًا نحو المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل الضبابية الاقتصادية العالمية.

 

ففي الأردن، ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية، حيث بلغ سعر غرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا في السوق المحلية – نحو 86.30 دينارًا أردنيًا للبيع، فيما وصل عيار 24 إلى نحو 95.90 دينارًا، وسجّل عيار 18 حوالي 72.00 دينارًا، وذلك بحسب نشرة النقابة العامة لأصحاب محلات تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات.

 

ويُعزى هذا الارتفاع القياسي، وفق محللين، إلى تزايد الإقبال العالمي على الذهب في ظل تراجع الدولار وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية خلال العام المقبل، إلى جانب تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، ما جعل المعدن الأصفر الوجهة الأكثر أمانًا للمستثمرين والمؤسسات المالية.

 

وأكد خبراء اقتصاديون لـ”الصنارة نيوز” أن “الأسواق تشهد موجة طلب غير مسبوقة على الذهب نتيجة تراجع الثقة بالأصول المالية التقليدية”، مضيفين أن “المشهد الحالي لا يمكن وصفه بفقاعة بعد، لكنه يحمل ملامح سلوك مضاربي يستدعي الحذر”.

 

في المقابل، يرى خبراء آخرون أن الأسعار الحالية قد تجاوزت مستوياتها المنطقية، مشيرين إلى أن استمرار الصعود بالوتيرة نفسها “قد يؤدي إلى تصحيح سعري حاد” في حال تراجعت المخاوف الجيوسياسية أو تغيّرت سياسات البنوك المركزية.

 

ويُجمع المراقبون على أن الاتجاه المستقبلي للذهب سيعتمد على قرارات السياسة النقدية الأميركية، ومستوى التوترات الجيوسياسية، واتجاهات الدولار، في وقتٍ يترقب فيه المستثمرون ما إذا كان هذا الارتفاع يمثل بداية عصرٍ جديدٍ للذهب أم نقطة الذروة قبل انفجار فقاعة محتملة.