انقسامات وفشل استخباراتي داخل صفوف الجيش السوداني

صنارة نيوز - 11/09/2024 - 11:57 am

كشفت تسريبات مزعومة بين قيادات الجيش السوداني وجود انقسامات داخله وفشل استخباراتي، بالإضافة إلى سيطرة الإسلاميين على مراكز القرار، ما تسبب في هزائم عسكرية على الأرض وخسائر جسيمة، مع استمرار الحرب ورفض الجيش لمحاولات التوصل إلى اتفاق.

يتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسريبات صوتية بين قيادات في الجيش السوداني، تتضمن توجيهات ميدانية وتظهر خللا استخباراتيا وأزمة كبيرة تتعلق بتعدد مراكز القرار داخل الجيش وسيطرة جناح الإخوان العسكري بقيادة علي كرتي وكتائب البراء وتوجيهاتهم المباشرة لهيئة القيادة الموجودة في منطقة وادي سيدنا العسكرية، التي يشرف عليها ياسر العطا مساعد قائد الجيش عبدالفتاح البرهان.

ورغم أنه لم يتم التأكد من صحة التسريبات الصوتية إلا أنها تتوافق مع العديد من تقارير وسائل إعلام دولية ومصادر محلية تؤكد وجود انقسامات وفشل إداري واضح داخل صفوف الجيش. وتصاعدت الاتهامات للحركة الإسلامية، المعروفة بكونها مرجعية دينية لنظام الرئيس السابق عمر البشير، بالسيطرة على قرار المؤسسة العسكرية في السودان، وفق ما تقوله تنظيمات سياسية سودانية.

وتتهم قوى الحرية والتغيير، وهي تحالف مدني كان يقود البلاد قبل سيطرة الجيش على السلطة في 25 أكتوبر 2021، الحركة الإسلامية بإشعال الحرب الحالية في السودان. وأشار القيادي في الحرية والتغيير عثمان عبدالجليل، في تصريحات صحفية سابقة، إلى أن “عناصر النظام السابق يسيطرون على مفاصل القرار داخل الجيش”، ويستدل على ذلك بـ”أنهم يرفضون مبدأ التفاوض لحل الأزمة، الأمر الذي انعكس على مواقف الجيش خلال محادثات منبر جدة بينه وبين الدعم السريع”.

وانضم عناصر كتيبة البراء بن مالك، التي يقودها المصباح أبوزيد، إلى القتال بجانب الجيش بعد أيام من اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023. ويشير أبوزيد في صفحته على موقع فيسبوك إلى أن عناصر الكتيبة “تلقوا تدريبهم بواسطة الجيش السوداني، وفي ظل دستوره وقانونه”.

غير أن مصادر مطلعة أكدت أن كتيبة البراء بن مالك أصبحت لاحقا تتخذ قرارات عسكرية مفصلية، دون الرجوع إلى قيادة الجيش، كما أن هناك حديثا يتردد على نطاق واسع ويفيد بأنها تدير منصات لإطلاق المسيّرات، دون أدنى تنسيق مع قيادة الجيش.

وأضافت أن سيطرة النظام السابق على قرار الجيش تقود إلى أحد احتمالين، إما قطع الطريق أمام إتمام أي اتفاق سلام، أو عرقلة وتعويق تنفيذ الاتفاق حال إتمامه؛ فكلما توفرت فرصة انتهزتها الحركة الإسلامية بالسودان محاولةً تصدر المشهد السياسي والسيطرة على السلطة.

وأشارت التسريبات المزعومة إلى حدوث حالات عصيان واسعة في أوساط الضباط خصوصا في منطقتي أم درمان وشندي العسكريتين، وتجاهلهم لأوامر البرهان والقيادة الموجودة في بورتسودان. وأكدت التسريبات سيطرة كتائب البراء بالكامل على عمليات إدارة الهجمات الجوية ما أثار غضبا واسعا في أوساط الضباط المهنيين التابعين للجيش. وذكرت أن السقوط المتلاحق للمدن والمناطق العسكرية منذ أكتوبر الماضي في الجزيرة ودارفور وسنار والنيل الأزرق، يأتي بسبب تركيز قيادة الجيش على حماية أم درمان وولاية نهر النيل.

ضابط سابق يلخص أسباب خسارة الجيش: ضعف العمل الاستخباراتي وإستراتيجية الدعم السريع الاستنزافية