مجالس ادارات تعيث في شركات مساهمة عامة فسادا.. والجهات الرقابية الحاضرة الغائبة
صنارة نيوز - 25/07/2024 - 1:41 pmالصنارة نيوز/ خاص- محمد سبتي
شهدت الكثير من شركات المساهمة العامة خلال الفترة الماضية هبوطا مدويا، من حيث راس المال، واسعار الاسهم، واجراءات مجالس اداراتها غير المدروسة، الى جانب القروض البنكية التي يحصلون عليها، هذا بالاضافة الى القرارات التي لا تصب الا في صالح القائمين عليها (رؤساء مجالس اداراتها ومدراءها العامين ودائرتهم المغلقة).
ووفق رصد "الصنارة نيوز" فان المساهمين الكبار في الشركات ومجالس الادارت، عندما يملكون نسبة من الاسهم تؤهلهم قانونيا لاتخاذ القرارات، يحولون تلك الشركات العامة الى مزارع خاصة، حيث يخفضون راس المال، ويأخذون القروض بأسم الشركة، ويدخلون في صفقات غير مدروسة، ويبيعون الموجودات دون حسيب او رقيب، الى ان تصل الشركة الى مرحلة التصفية الاجبارية، والحجز التحفظي على اموالها، والكارثة هنا أن المساهمين لا يستطيعون توجيه اي سؤال للادارة حول الاسباب التي ادت الى انهيار الشركة.
ووفق مصدر قانوني لـ "الصنارة نيوز" فانه اذا ما باعت مجالس الادارات موجودات الشركات، وسببوا خسائر كبيرة لها، واستخدموا السيولة المتوفرة بطريقة تحقق مصالحهم ، الى ان تفلس وتعلن التصفية الاجبارية، فانه لا يلحق باصحاب القرار والقائمين على ادارة تلك الشركات أي مسؤولية قانونية، والذرائع متوفرة دائما لمواجهة المساهمين فيها، وهي ربط الخسارة بأسباب تتعلق بالسوق و الوضع الاقتصادي.
وهذا ما يحدث على ارض الواقع فخلال الفترة الماضية افلست العشرات من شركات المساهمة العامة، واعلن عن تصفيتها اجباريا ، والتحفظ على اموالها، في وقت لم نسمع فيه عن الحجز على اموال مدير عام أو رئيس مجلس ادارة، بسبب الفساد أو سوء ادارة اموال المساهمين، او حتى استغلال الاموال العامة للمصلحة الشخصية .
هذا واستشهد الكثير من المراقبين ببعض الاجراءات التي تتخذها اداراة الشركات المساهمة العامة كدليل على سوء الادارة التي تحصل فيها، منها خفض راس المال، و تعديل الغايات كالسماح لهم بالاستدانة، واخذ القروض من البنوك، وشراء اسهم من شركات اخرى، باسعار مرتفعة بدافع المصالح المشتركة او الصداقة، ثم انخفاض اسعارها بشكل كبيرة، هذا بالاضافة للشركات الخاصة التي تعود ملكيتها لمتنفذين، حيث تشتري اسهم الشركات المساهمة العامة باسعار منخفضة، بهدف احكام سيطرتهم عليها، والتفرد باتخاذ القرارات بالتعاون مع "الاعوان".
وبعد ان تتكبد الشركة الخسائر الفادحة ببساطة يعقد مجلس الادارة اجتماعا لتخفيض راس المال، وهذا بالفعل ما حدث مع عدد من الشركات معروفة لدى جميع المتداولين في بورصة عمان ولدى الجهات الرسمية ايضا.
وتساءل مراقبون اين الجهات الرقابية من ممارسات مجالس ادارات شركات مساهمة عامة؟ ولماذا لا يتم اتخاذ اي اجراءات عقابية بحقهم؟ ولماذا لا يتم تحويلهم الى مكافحة الفساد؟ خاصة انهم مسؤولون عن استنزاف اموال الالاف من المساهمين، مما سيؤثر سلبا على القطاع الاقتصادي ككل ، وعلى حركة الاسهم في السوق المالي... اين الجهات المسؤولة عن حماية المستثمر؟