(6) جرائم أشغلت الرأي العام خلال الـ(72) ساعة الماضية

صنارة نيوز - 2019-04-01 07:50:17
اثار وقوع ( 6 ) جرائم باشكال مختلفة خلال الـ 72 ساعة الماضية في مناطق مختلفة على خارطة المملكة اهتمام الأردنيين حيث انها اثارت مخاوف حول التفاصيل  ، خصوصاً مع الجريمة البشعة التي صدمت الاردنيين بمقتل الطفلة نبيال على يد ذئب بشري حاول الاعتداء عليها جنسياً.
 
"الصنارة نيوز " قامت بقراءة الظاهرة مع خبراء ومختصين علم اجتماع و امنيين ،  لدراسة الموضوع واستخلاص العبر و الأسباب.
 
في البداية كانت الفاجعة بقتل الطفلة نبال أبو دية و أثارت هذه الحادثة ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي ، الى ذلك شهدت المملكة أمس جرائم عدة  منها قيام شقيق بحرق شقيقته باربد وحالتها العامة سيئة ، و مقتل زوج وزوجته في محافظة المفرق اثر عيار ناري في الرأس ، إضافة الى مقتل شخصين في محافظة الشونة إثر مشاجره مسلحة ، و مقتل شاب في مشاجرة في محافظة مادبا ، و عصابة تحاول خطف طفلة في اربد في حين تم أطلاق النار في رأس شاب حاول انقاذها.
 
 
ويشير الدكتور المتخصص في علم الاجتماع رياض الصرايرة في حديث لـ"الصنارة نيوز" أن " الفقر" أحد أبرز أسباب الجريمة ، حيث أنه اذا فقد الانسان أمنه المعيشي فسيحاول جاهدا لكسب هذا الأمان و لو كان على حساب ارتكابه للجريمة . مبين أن الأسباب النفسية و اختلال العقل قد تدفع الإنسان أيضا لارتكاب الجريمة ، ناهيك عن الآفات الاجتماعية التي لا تقل أهمية عن غيرها من الأسباب ، و قال أن المخدرات أبرز هذه الآفات ، حيث أنه من شأن المخدرات أن تغير سلطة العقل و تدفع بارتكاب الجريمة.
 
و بدورها الأسباب الاجتماعية لها تأثيرا يذكر بدفع الانسان لارتكاب الجريمة ، حيث أن لغياب الضابط الاجتماعي للأسرة أولا ، و العشيرة ثانيا ، تأثيرا عكسيا على الانسان و تصرفاته. و أن الاسرة حسبما قال الصرايرة تمثل ضابط و رادع اجتماعي لابنائها تمنعهم عن القيام بالسلوكيات الخاطئة.
 
 
من جانبهم رفاق السوء الذين خاضوا غمار ارتكاب الجريمة من شأنهم أن يدفعون باخرين لارتكاب الجريمة أيضا.
 
 
الى ذلك شدد الصرايرة أن ضعف أو غياب الوازع الديني من شأنه أن يؤدي بالإنسان لارتكاب الجريمة و تابع قائلا أن الجريمة محظورة بكل الأديان . و قال أنه يجب على المؤسسات الدينية و التعليمية القيام بدورها من خلال نشر الوعي و الوازع الديني و الأخلاقي.
 
 
من جانبه يؤيد الصرايرة تطبيق قانون الاعدام و عدم التراخي بتطبيق أشد العقوبات على الجاني ، حيث استذكر الاية الكريمة : وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ و تابع قائلا أن العقوبات من شأنها أن تشكل رادعا لكل شخص ينوع ارتكاب الجريمة .على صعيد اخر يرى الصرايرة أن لكل جريمة أسباب و ظروف خاصة بها و أنه يجب أن ندرك الجريمة و أسبابها حتى نستطيع الحد من الجرائم.
 
 
بدوره ، قال العميد المتقاعد حسين الطراونة أنه جرت العادة أن نعزي لكل جريمة سبب الفقر لارتكابها  الا أن لكل جريمة أسباب تختلف عن الاخرى ، و تابع ، أنه لا يمكن أن نحصر أو نوحد أسباب الجريمة بسبب واحد فقط.
 
 
و أضاف أنه لو نقارن عدد الجرائم في الأردن مع عدد الجرائم في البلاد الأخرى لرأينا أن الرقم ضئيل جدا و شكر بدوره الأجهزة الأمنية على ذلك و قال أن الأجهزة الامنية في الاردن قوية جدا وتتمكن من اكتشاف و حل الجريمة بسرعة فائقة . الى ذلك ، ناشد الطراونة كل شخص ينوي على ارتكاب الجريمة و قال "اتقوا الله"
 
 
من جهة اخرى ، قال الخبير الاقتصادي حسام عايش ، انه لا شك ان هنالك ارتباط بين الجرائم التي تحدث والوضع الاقتصادي للمواطن ، حيث ان الوضع الاقتصادي المتدني يؤدي الى زيادة معدل الجرائم.
 
 
ويعود السبب لذلك الى رغبة الفرد بإشباع رغباته الاستهلاكية وقله حيلته على الاشباع لذلك يلجا الى الطريق الاسهل لجني المال من خلال الجرائم بشتى أنواعها مثل السلب والنهب والقتل والجرائم الالكترونية المتعددة.
 
 
وأضاف عايش ان غياب فرص العمل وزيادة الفراغ بين الشباب يعكس صورة عكسية على نفسية بعض الشباب العاطلين عن العمل من خلال الاتجاه الى طرق غير مشروعة للحصول على دخل غير شرعي لتلبية متطلبات الحياة، وايضاً يتنامى لدى العاطلين رسالة سلبية اتجاه المجتمع من خلال اعمال العنف والإيذاء.
 
 
وذكر عايش ان ما يحدث من قبل ممثلي الشعب في مجلس النواب من مشادات كلامية ومضاربات امام الجميع يحفز لدى المواطنين العنف المجتمعي بشتى صورة حيث ان الاعلام المرئي يوثر بصورة كبيرة على حياة المواطنين.
 
 
و من الجدير بالذكر أنه وفقا للتقرير الاحصائي الجنائي لعام 2017 الصادر عن إدارة الأمن العام انخفضت نسبة الجريمة في المملكة خلال السنوات الماضية بشكل ملحوظ ، حيث سجلت اعداد الجرائم بمختلف انواعها العام 2017 حوالي 22550 جريمة فيما بلغت 27349 جريمة عام 2013 بانخفاض نسبته 5.5% مؤخرا.