رسالة خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن الحسين
صنارة نيوز - 2017-04-16 09:54:04عمان/الأردن – 16 نيسان 2017 – يصادف اليوم الذكرى العاشرة لتأسيس هيئة أجيال السلام. وقد بدأت أجيال السلام كمبادرة سلام من خلال الرياضة ضمن اللجنة الأولمبية الأردنية عام 2007، وتطورت ونمت الهيئة خلال عشرة أعوام لتصنف في المركز رقم 34 ضمن أفضل 500 منظمة غير حكومية في العالم. وتنشر أجيال السلام وتقدم ارث الأردن وقيمه في بناء السلام في جميع المجتمعات المحلية داخل المملكة وكذلك في 50 بلدا في جميع أنحاء العالم، حيث تتناول المنظمة وتعالج قضايا النزاعات والعنف من خلال تدريب وارشاد ودعم المتطوعين لقيادة أنشطة القواعد الشعبية من أجل نشر وتعزيز القيادة الشبابية والتسامح المؤثر الفعال والمواطنة المسؤولة.
وبمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس المنظمة، وجه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن الحسين، الشريك المؤسس ورئيس مجلس إدارة أجيال السلام الرسالة الخاصة التالية:
"لطالما كان والدي جلالة المغفور له الملك الحسين مناصرا ومدافعا شغوفا عن السلام. كما و استمر أخي جلالة الملك عبد الله الثاني في حمل ارث بناء السلام ليضمن أن يكون للأردن دوره في الوصول لعالم أكثر سلاما للأجيال القادمة. ومن خلال توجيهات جلالة الملك وارشاداته ودعمه، أسعى دوما أن أكون مؤثرا ايجابيا في نشر رسالة السلام في أنحاء العالم.
تستمد هيئة أجيال السلام الهامها من ايمانها بشيئين: أولا، أننا سنفشل في بناء عالم أكثر سلاما للأجيال القادمة إذا لم يكن الجيل الحالي مشاركا بشكل مباشر وإن لم يتم تزويدهم بالقدرة على التأثير في مستقبل مجتمعاتهم المحلية. ثانيا ومن اجل تأثير الشباب والمشاركة بمجتمعاتهم، أننا في حاجة لأدوات بسيطة يمكن لكل المجتمعات الوصول لها.
تأسست هيئة أجيال السلام عام 2007 كمبادرة السلام من خلال الرياضة للّجنة الأولمبية الأردنية. وكانت رؤيتنا أن نستغل القوة المؤثرة للرياضة كنقطة وصول فعّالة لإشراك الشباب، وكوسيلة فعالة للتعليم وتغيير السلوك المستدام.
ومع الدعم الهائل، نمت وتطورت هيئة أجيال السلام بسرعة نتيجة لزيادة الحاجة وقد قمنا بالتكيف والتوسّع في نموذجنا في بناء السلام ليشمل ويحتوي على مجموعة متنوعة من النهج، باستخدام أنشطة الرياضة والفنون وكسب التأييد والحوار والتمكين الاقتصادي من أجل تحويل الصراع والحد من العنف.
لقد كانت السنوات العشر الماضية رحلة استثنائية بدأت بالحماسة والشغف وصولا الى الاثر: ببناء منظمة ذات تأثير فعّال تركز على تزويد القادة الشباب في المجتمعات بالأدوات والارشاد والدعم الذي يحتاجون اليه ليحوّلوا شغفهم وحماسهم الى تأثير ايجابي ضمن مجتمعاتهم المحلية.
كما أنها كانت رحلة تعلم عظيمة من خلال اختبار وتقييم وصقل نموذجنا ليكون له تأثيرا أعظم. ويعد تصنيفنا الدائم ضمن أفضل 35 منظمة غير حكومية في العالم خلال السنوات الثلاث الماضية شهادة للإنجازات التي حققناها.
ويعود الفضل في ذلك لرواد اجيال السلام الرائعين حول العالم. وأنا أشعر بالإلهام كل يوم من التزامهم وانجازاتهم الاستثنائية في وجه التحديات الصعبة في بيئات صعبة جدا.
وقد شهدنا تغييرات مذهلة حول العالم منذ عام 2007، خصوصا في تزايد العنف المتطرف. وقد أصبحت قيم التسامح الفعّال والقبول واحترام الاختلاف عرضة للتهديد أكثر من أي وقت مضى. حيث تعد الحركات التي تهدف لتقويض هذه القيم فخطر حقيقي ومستمر للسلام المستدام. وفي عالم معقد ومترابط ومعولم بشكل متزايد يجب علينا نشر هذه القيم وتعزيز القدرات والثقة و مواجهة الازمات و التعافي من اثارها لتحويل الصراع وبناء السلام المستدام.
يبرهن روادنا في كل يوم، وفي كل أسبوع، في مجتمعاتهم المحلية على تحليهم بقيم أجيال السلام ويمررونها من جيل الى جيل. ويعد التزامهم وانجازاتهم مثالا لنحتذي به. وتستمر رحلتنا في دعمهم بهدف بناء عالم أفضل وأكثر سلما للأجيال القادمة."