الموجة الحارة والعاصفة الزلزالية تفرضان حظرا للتجوال بالعقبة

صنارة نيوز - 2016-05-17 08:10:34

لعقبة – فرض ارتفاع درجات الحرارة وتزامنه مع 5 هزات أرضية وقعت فجر أمس في العقبة، حظرا غير رسمي للتجوال في المدينة الساحلية، التي بدت خاوية من المارة بعد ان فضل غالبيتهم الالتزام بالبيوت، وعدم الخروج للشوارع والساحات العامة والشواطئ، إلا ليلاً.
وأدى هذا الحظر غير الرسمي إلى تراجع الحركة التجارية في الأسواق بشكل عام خلال النهار، حيث بدت شوارع العقبة وساحاتها العامة شبه خالية، وهي التي كانت تغص بالمشاة والمتسوقين قبل أيام، في حين اغلقت بعض المحلات التجارية أبوابها وتوقف العمل في معظم المشاريع الإنشائية والعقارية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى أرقام قياسية تجاوزت 48 درجة مئوية.
وقد تزامن هذه الحالة مع شعور المواطنين وسكان العقبة بعدة هزات أرضية فجر أمس، كانت أشدها عند الساعة الرابعة و46 دقيقة سجلت على مقياس رختر 4.5 تبعها هزات ارتدادية أثارت مخاوف المواطنين ودب الرعب بينهم.
وقال مواطنون، إن الحركة يوم امس، كانت شبه معدومة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة اللافت، والذي بدأ مبكراً ولم يشهده السكان والزوار في مثل هذا الوقت من كل عام.
وأشار مدير غرفة تجارة العقبة عامر المصري إلى أن الأسواق على مختلف أصنافها تكتظ في ساعات المساء، حيث يخرج المواطنون بعد مغيب الشمس للتسوق وقضاء حاجياتهم، مؤكدا أن جميع البضائع والسلع متوفرة في اسواق العقبة وبأسعار مناسبة.
وأكد المواطنون أن درجات الحرارة في العقبة تصل إلى أرقام قياسية، ما يدفع المواطنين إلى التزام بيوتهم أو الخروج في ساعات المساء بعد مغيب الشمس إلى الشواطئ أو الساحات العامة كساحة الثورة العربية الكبرى والمولات والكوفي شوبات هرباً من حرارة المنزل الداخلية، إلى جانب تقليل الكلف جراء تشغيل مكيف الهواء طيلة النهار.
ويؤكد التجار أن الحركة التجارية في الليل تكون في حالة أفضل نظرا لالتزام العديد من المواطنين منازلهم أثناء ساعات النهار، بسبب الارتفاع في درجات الحرارة.
وتلزم العديد من الأسر العقباوية المنازل وبالذات أثناء ساعات النهار مستخدمة المكيفات الكهربائية، فيما يطالب العديد من المواطنين بتخفيض تعرفة الكهرباء وخصوصا في أجواء الصيف الحارة التي تشهدها مدينة العقبة.
وبين التاجر علاء الرياطي أن فترة ساعات النهار تبدو المدينة السياحية شبه خالية بسبب الارتفاع اللافت لدرجات الحرارة والتي تتجاوز 47 درجة مئوية، مشيراً إلى أن بعض المحلات التجارية في تلك الفترة تغلق أبوابها بسبب عدم وجود زبائن وخوفاً من الخسائر نتيجة تشغيل المكيفات والتي تستهلك طاقة كهربائية كبيرة جداً.
وبين الرياطي أن فترة المساء تشهد حركة تجارية كبيرة من المتسوقين والذين يعمدون لقضاء وشراء مستلزماتهم بعد انخفاض درجات الحرارة قليلا.
من جانب آخر، دفع ارتفاع الحرارة بالعديد إلى المطالبة بتكثيف الرقابة الصحية من قبل الجهات المعنية على المحلات التجارية وبالذات المطاعم، وأماكن بيع اللحوم خوفا من فساد بعض المواد المعروضة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والتي قد تتسبب بحالات تسمم للمواطنين.
ويبين العامل في القطاع السياحي علاء شوكت أن ارتفاع درجات الحرارة ساهم في التزام النزلاء بالفنادق والخروج بعض الوقت إلى برك السباحة، مؤكدا أن الحركة السياحية على الفنادق جيدة مقارنة مع نفس الوقت من العام الماضي، لافتا إلى أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة سيدفع النزلاء والزائرين حتما إلى مغادرة العقبة وبالتالي تدني نسبة الحجوزات.
وتشير مصادر طبية إلى تزايد عدد حالات المرضى التي تستقبلها مستشفيات المدينة، خصوصاً ممن يعانون من أمراض الضغط والقلب والغدة الدرقية الذين يتأثرون بدرجة رئيسية بتقلبات الأحوال الجوية.
من جهة أخرى، ساهمت موجة الحر وبداية فصل الصيف بزيادة الطلب على أجهزة التكييف ووضعها على القائمة الأساسية في العديد من المنازل بنسبة وصلت إلى 100 % حسب مواطنين وعاملين في القطاع، في وقت أدى ارتفاع الحمل على الشبكة الكهربائية إلى انقطاع الكهرباء مرات عديدة.
وأشار أحد مشرفي إحدى صالات بيع الأجهزة الكهربائية أنس الرواشدة، إلى أن الزبائن بدأوا يتجهون بشكل كبير إلى أجهزة التكييف "السبيليت" بدلاً من المكيفات السابقة العادية التي تسمى محلياً بمكيفات "الصحراوي"، مقدراً نسبة النمو في الطلب على "السبيليت" بـ30 % سنوياً.
وتشهد شواطئ العقبة وساحة الثورة العربية الكبرى في المساء حركة دؤوبة من قبل بعض الأسر التي تصطحب أطفالها للترفيه عن نفسها.
وكان أهالي مدينة العقبة قد شعروا بخمس هزات أرضية كان أشدها بتمام الساعة 4.46 بقوة 5.1 على مقياس رختر من فجر أمس الاثنين، حسب مرصد الزلازل الأردني.
وأضاف شهود عيان أن بعض سكان المدينة سارعوا فجرا إلى الخروج من منازلهم للشوارع تحسبا لحدوث أي طارئ، فيما دب الرعب والخوف بين الأهالي نظراً لحدوث اكثر من هزة أرضية ارتدادية.
وأوضح مدير الجيولوجيا في وزارة الطاقة الدكتور علي سوارية ان مرصد الزلازل الأردني سجل امس "عاصفة زلزالية" بدأت فجرا بزلزال بلغت قوته 5.1 درجة وقع على مسافة 66 كيلومترا وعلى عمق 13 كيلومترا جنوب مدينة العقبة.
أما الزلازل الارتدادية فقد بدأت بزلزال وقع بفارق نصف ساعة عن الزلزال الأول وبقوة 2.5 درجة وقع غرب المدينة على عمق 18 كيلومترا عند الحدود الشمالية الغربية للعقبة مع فلسطين "ولكنه كان غير محسوس".
ووقع الزلزال الثالث وقوته 3.5 درجة على عمق سبعة كيلومترات وعلى مسافة 10 كيلومترات شمال مدينة العقبة (وادي اليتم) عند الساعة 24ر6 دقيقة بالتوقيت المحلي تبعه زلزال رابع بقوة 1.4 درجة وقع على عمق 5 كيلومترات وعلى مسافة 20 كيلومترا شمال غرب المدينة.
وفيما يتعلق بالزلزال الخامس قال سوارية انه بقوة 2.5 درجة ووقع عند الساعة 11ر7 دقيقة على عمق 5 كيلومترات وعلى مسافة 35 كيلومترا شمال مدينة العقبة.
ووصف سوارية العاصفة الزلزالية بأنها "مطمئنة لأن الزلازل الارتدادية تميزت بتراجع حدتها"، قائلا إنه لم تسجل أي اضرار بشرية أو مادية بسبب العاصفة الزلزالية.
وبين مدير دفاع مدني العقبة العقيد محمد الهباهبة، أنه لم تقع أي إصابات أو حوادث تذكر جراء الهزة الأرضية التي تعرضت لها المدينة، داعيا المواطنين إلى عدم الخوف، مؤكدا في الوقت ذاته أن هناك متابعة شاملة لأي مستجد من قبل الأجهزة المعنية.
وكانت منطقة اللسان في البحر الميت قد تعرضت في الخامس عشر من شهر نيسان (ابريل) الماضي الى زلزالين بلغت قوة الاول 3.9 درجة، فيما بلغت قوة الثانية 3.1 درجة بفارق 9 ساعات ما بين الاثنين.
وتشهد مناطق جنوب المملكة في الفترة الأخيرة نشاطا زلزاليا؛ حيث سجلت منطقة وادي عربة زلزالا بقوة 4 درجات وقع مطلع شهر شباط (فبراير) الماضي، فيما وقع زلزال آخر بقوة 4.5 درجة جنوب مدنية العقبة في شهر تموز العام الماضي.
وكان اقوى هذه الزلازل هو زلزال خليج العقبة الذي اصاب المدينة في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1995 إذ بلغت قوته 7.3 درجة على مقياس ريختر، وزلزال آخر حدث في الحادي عشر من شهر آذار (مارس) العام 2004 وبلغت قوته 5.2 درجة وتمركز في شمال شرقي البحر الميت؛ حيث شعر به سكان الأردن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وبلغت الشدة التدميرية للزلزال ست درجات في مناطق الشونة الجنوبية وشمال البحر الميت.