يخشى المهتمون بالشأن العراقي حسبة مقتدى الصدر على عروبة العراق. ويحاولون فهم صراعه مع «البيت الشيعي» وخاصة حزب الدعوة, على أنه تكتيك يتقنه اصحاب العمائم وان الرجل في النهاية يبقى سياسياً له مرجعية تنتهي في ايران.
ومثل هذه الخشية أو الفهم الخاطئ, كان يجب ان ينتهي يوم الخميس, بفك اعتصامه واعتصام الملايين الذين خرجوا معه في تظاهرات الاحتجاج على المحاصصة, وعلى الحكومة وعلى الاميركيين وداعش والمالكي. وكل ما يمت الى المرحلة الايرانية – الاميركية بصلة!!
قبل الصدر الاسماء الاولى لوزارة العبادي المقترحة وأيدها. وطالب باستكمالها في طرد آلاف مدراء الحكومة ووكلاء الوزارات والهيئات المستقلة.. وهذا ما سيكون لأن العبادي حزم أمره, فقد كان بين تشكيل حكومة في مستوى الخطر الذي يحيق بالعراق, وبين مغادرة الحكم على بيت الطاعة في سراديب حزب الدعوة!!
لقد توهج الصدر الاسبوع الفائت بمواقفه التالية:
- اقتراح سبعين اسماً لوزراء جدد في وزارة العبادي المطلوبة. وقد ثبت أن العبادي لم يأخذ اسماً واحداً من هذه القائمة، ومع ذلك فقد ايد الوزارة المقترحة، ولم يشعر بالاساءة الى مقترحه، لانه في الاساس رفض المحاصصة، وحق للعبادي ان يتصور ان من هذه القائمة حصة الصدر من الحكومة المقترحة.
- بمجرد وضع العبادي تصوره ببعض اسماء وزارته وافق الصدر، وفك الاعتصام، ودعا من خيمته ملايين المعتصمين والمضربين الى الذهاب لبيوتهم فلم يجعل الزعيم الشاب قوة الشارع العراقي سوطا يرفعه في وجه السلطة.
ولنحاول الاقتراب اكثر من زعامة الصدر فنقول: هل يسدد في تحركه الحازم فواتير لطهران، ام انه عراقي كما كان والده عروبيا كما كان آل البيت الذين ينتمي اليهم.
والحقيقة ان لطهران حزبها.. حزب الدعوة وفروعه وميليشياته وقد اجبر الصدر وهو في طهران على حل مجموعته العسكرية التي ضربها المالكي بشدة: جيش المهدي.
وحين بدأت مظاهرات سنة الانبار وقف مقتدى الصدر الى جانبها، وحين حاول ازلام فيلق القدس التصرف في حركة استرداد المناطق التي احتلها الداعشيون، استنكر حركتهم ووصفها بالوقحة، ويلاحظ العارفون بان اغتيال والد مقتدى الصدر، لم يكن لنظام صدام علاقة به، وان المجرمين كانوا ينفذون اوامر قم.. كما نفذوا فيما بعد اغتيال آية الله الحكيم، وآية الله الخوئي في اليوم الاول لعودته الى بيته في النجف، وكان ذلك بعد انتهاء عهد صدام حسين، ومع ان طهران جعلت من الرئيس العراقي المسؤول عن اغتيال آية الله الصدر، إلا ان ذلك لم يكن واردا في محاكمته، ولم يتطرق اليه احد.
مقتدى الصدر هو الان المحور الذي تدور حوله الاحداث في العراق وعلينا ان لا نتردد في تأييد هذا المحور.. لانه عربي.
محور الحركة!
صنارة نيوز - 2016-04-02 08:42:26طارق مصاروة