أسر تتهرب من مسؤولياتها تجاه المعاقين
صنارة نيوز - 2016-03-21 08:33:31 لانهم يعانون من إعاقة يبعدون قسرا عن اسرهم وتصبح دور الرعاية بيوتهم ويحرمون من عطف وحنان آبائهم وأمهاتهم ، ليعيشوا سنوات طويلة بوحدة وعزلة عن محيطهم الخارجي وان لاحت بايامهم فرصة ما لعودتهم الى اسرهم لا تلبث ان تختفي امالهم امام واقع رفض الاسرة لابنائها وعدم رغبتها بالتعرف عليهم مجددا.
قصص ذوي الاعاقة بدور الرعاية مؤلمة تجسد نكران وتخلي أسر عن ابنائها لسنوات طويلة دون اي محاولات لزيارتهم واشعارهم بالحب والعطف ليتمكنوا من الاحساس بانسانيتهم ولو لمرة واحدة بحياتهم.
في احدى دور رعاية المعاقين يعيش شخص يعاني من اعاقة متوسطة منذ عام 1993 بعد ان عثر عليه متشردا ولم تتمكن ادارة المركز من التعرف على اسرته طيلة هذه المدة لتلعب الصدفة وحدها دورا في التعرف على شقيقه عام 2002.
الناطق الاعلامي في وزارة التنمية الاجتماعية فواز الرطروط قال في عام 2002 كان احد المشرفين يقلب بصور هاتفه النقال وبجانبه صاحب الاعاقة ليتعرف على شقيق له من خلال الصور ما دفع بالمشرف للاتصال به وابلاغه بان شقيقه موجود بالمركز منذ سنوات طويلة وتم جمع الشقيقين مع بعضهما البعض وتسليم صاحب الاعاقة الى شقيقه واسرته.
واضاف الرطروط ان المشرف اعتبر ما قام به انجاز وهو كذلك فان يعيد منتفعا مضى على وجوده ما يقارب التسع سنوات الى أسرته يعني اعادة الامل والتفاؤل له بحياة جديدة بعيدة عن مراكز الرعاية تمكنه من اعادة الروابط الاسرية من جديد والعيش مع افراد أسرته.
وزاد الرطروط: انتقل صاحب الاعاقة للعيش مع أسرته مودعا سنوات طويلة قضاها بمركز الرعاية الا ان اسرته لم تتمكن من تقبله والتعامل مع وضعه وهو بالمقابل لم يستطع العيش كفرد من افرادها لحاجته الى الحب والحنان والتفهم والتعويض عما فقده خلال هذه السنوات وهو يعيش بعيدا عن افراد أسرته ليعود بعد فترة قصيرة الى مركز الرعاية يحمل خيبات أمل جديدة وانكسارات اخرى كان يأمل ان تغادره لحظة دخوله بيت أسرته ليعيش منذ ذاك الوقت الى الان بدار الرعاية يتلقى زيارات متقطعة وطويلة الاجل من افراد أسرته.
وعرض الرطروط حالة اخرى لشخص يعاني من اعاقة عقلية عثر عليه متشردا وتم الحاقه باحدى مراكز ذوي الاعاقة وتمكنت ادارة المركز من الحصول على هاتف ذويه لتبلغهم بوجوده بالمركز معتبرين ذلك دافعا لهم للتواصل مع ابنهم وبث مشاعر الاطمئنان بنفوسهم بعد ان فقدوا اي اتصال معه او معرفة مكان وجوده ، حيث قام المشرف باصطحابه الى اسرته تمهيدا لدمجه بها واعادته الى مكانه الطبيعي الا ان اسرته لم تتقبله واعادته الى المركز وقامت بتغير مكان سكنها وارقام هواتفها ليفقد هو بذلك اي فرصة جديدة للتواصل معها بعد ان اعلنت عن رفضها له وعدم رغبتها بالتواصل معه ولو بزيارات بين الحين والاخر.
وذكر الرطروط ان هذه القضية يعاني منها العديد من ذوي الاعاقة بالمراكز فاسرهم لا تستقبلهم وترفض التعرف عليهم وادماجهم بها مما يعرضهم لضغوطات نفسية كبيرة ويزيد الاعباء على مراكز رعاية الاشخاص المعاقين كونهم يقضون سنوات طويلة بها.
وبين ان الدراسة التي اجرتها الوزارة العام الماضي على مراكز رعاية المعاقين اظهرت ان عدد المنتفعين الذين يتم زيارتهم اسبوعيا ( 64 ) والذين يتم زيارتهم شهريا ( 174 ) والذين يتم زيارتهم سنويا ( 123 ) وعدد المنتفعين الذين يتم زيارتهم كل ( 2 – 3 ) سنة ( 111 ) والذين لا يتم زيارتهم ( 38 ) كونهم مجهولي نسب ومجهولي مكان الاقامة مشيرا الى ان الدراسة كشفت ان هناك تقصيرا واضحا من قبل أسر المعاقين بزيارة أبنائهم المنتفعين من هذه المراكز حيث تتهرب من مسؤولياتها تجاههم. ولفت الى ان ربع المنتفعين في مراكز رعاية وتاهيل المعوقين لا تزورهم أسرهم الا مرة واحدة بالسنة في حين أن بعضهم مضى على وجوده تسعة عشر عاما لم تزرهم أسرهم الا ثلاث مرات خلال هذه المدة.