تحذير.. ارتفاع نسبة الاصابة بهذا المرض الجنسي في الاردن.. بالارقام

صنارة نيوز - 22/04/2024 - 5:20 pm

الصنارة نيوز-‏
الشاب الثلاثيني ربيع، لم يكن له من اسمه نصيب؛ فربيعُ حياته أفناه في معالجة إصابته ‏بمرض الزهري الذي سلبه نظره وفتكَ بأعصابه‎.‎
‎"‎تلقيت 200 إبرة علاجية لمرض الزهري الذي أصابني ودمر حياتي وحياة أسرتي"، يروي ‏ربيع أحد المصابين بمرض (الزهري) ما جرى له‎.‎

‎"‎اكتشفت إصابتي بمرض الزهري (السفلس) خلال قيامي بإجراءات تجديد الإقامة في إحدى ‏دول الخليج العربي، ولم أكن قبل ذلك أعاني من أية أعراض‎".‎
الزُهري حرر مشاعر الخوف لدى ربيع ما جعله يجري فحوصات طبية لزوجته للتأكد من ‏حالتها الصحية، خوفا من أن يكون قد نقل المرض إليها، مشيرا أن الفحوصات أثبتت عدم ‏إصابتها‎.‎

وتابع:" تدهورت حالتي الصحية رغم حصولي على 200 إبرة بنسلين علاجية بعد عودتي ‏للأردن، واليوم بت أعاني من أعراض مختلفة كالرجفة وضعف النظر وغيرها؛ بحكم أن ‏اكتشاف المرض كان متأخراً‎".‎

ما هو مرض الزهري (السفلس)؟
مستشار علاج الأمراض المعدية د. ضرار حسن بلعاوي، أشار إلى أن الزهري:"مرضاً جنسيا ‏تسببه البكتيريا اللولبية الشاحبة، ويمر المرض بعدة مراحل تبدأ بظهور قرحة غير مؤلمة في ‏المنطقة التناسلية أو الفم‎".‎

وقال بلعاوي إن تطور المرض يودي إلى طفح جلدي وتلف في الأعصاب ومشاكل في القلب ‏والدماغ في مراحله المتقدمة‎.‎

وبين أن الزهري مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، سواءً الجنس المهبلي أو الشرجي ‏أو الفموي، وتزداد أعراضه إلى التقدم على مراحل، ويسببه نوع من البكتيريا الحلزونية تسمى
Treponema pallidum.‎

وحسب المجموعة الطبية البحثية الأمريكية "مايو كلينك" فإن بكتيريا داء الزُّهري "تبقى في ‏الجسم عدة أعوام من دون ظهور أعراض مع احتمالية نشاط العدوى مجددًا‎".‎


ويؤكد "مايو كلينك" أن داء الزهري يدمر القلب أو الدماغ أو أعضاء أخرى ويضع حياة ‏الإنسان في خطر حال لم يعالج‎".‎

ويضيف "مايو كلينك": أن فرص الإصابة تزداد لدى ممارسي الجنس المثلي‎".‎
وتقسم الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب إلى أربع مراحل، هي الأولية، الثانوية، ‏والمرحلة الكامنة، حسب بلعاوي‎.‎

بلعاوي بين أن المرحلة الأولية من المرض تظهر تقرحات أو قرحة غير مؤلمة تسمى القرحة ‏الصلبة في موقع الدخول خلال 10-90 يومًا من الإصابة‎.‎

وفي"المرحلة الثانوية:" يظهر طفح جلدي أحمر أو وردي على راحة اليدين وباطن القدمين، ‏مصحوبًا بأعراض مثل الحمى والقشعريرة وتضخم الغدد الليمفاوية‎".‎

أما المرحلة الكامنة تختفي الأعراض، ويمكن أن تستمر هذه المرحلة لسنوات أو عقود، بينما ‏في المرحلة الثالثية تحدث مضاعفات خطيرة تؤثر على القلب والأوعية الدموية والجهاز ‏العصبي‎.‎‎ ‎
وحول خطورة المرض، يتابع بلعاوي:" إن الزهري مرض خطير يمكن أن يؤدي إلى ‏مضاعفات صحية إذا لم يتم علاجه، حتى في مرحلته المبكرة، مشيراً إلى أنه من الممكن أن ‏يكون للزهري آثار سلبية على صحة القلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي، بينما في ‏الحالات المتقدمة، يمكن أن يكون قاتلًا‎".‎
بينما تتمثل سبل الوقاية بشكل رئيسي عبر استخدام الواقيات الذكرية والامتناع عن ممارسة ‏الجنس حتى يتم علاج الزهري بالكامل، إضافة إلى إجراء فحوصات منتظمة للكشف المبكر ‏عن المرض، وفق ما أكد بلعاوي‎.‎

أما حول علاج بكتيريا داء الزهري قال إن العلاج الرئيسي للمرض يكون من خلال استخدام ‏المضادات الحيوية، أو البنسلين الذي يستخدم عادة في العلاج طويل المدى للمراحل ‏المتقدمة أو للحوامل، إذ يهدف العلاج إلى القضاء على البكتيريا ومنع تطور المرض عبر ‏بناء البنسلين جدار خلوي يؤدي إلى موت البكتيريا‎".‎
وأوضح بلعاوي أن بكتيريا الزهري تهدد حياة الأطفال عند إصابتهم بهذه البكتيريا أثناء ‏الحمل والولادة، ويشخص الطفل الحامل للبكتيريا بـ"الزهري الخلقي‎".‎
وبين أن مرض الزهري يتسبب في تأخر النمو لدى الأطفال إضافة إلى حالة من النوبات ‏وإلى الوفاة في بعض الأحيان‎.‎
‎ ‎وزارة الصحة الأردنية توفر علاجاً مجانياً للمصابين بمرض الزهري أسوةً بمرض الـ‎(HIV- ‎الإيدز)، حسب مرضى، كما تقدم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى‎.‎

‎ ‎ويلجأ العديد من مرضى الأمراض المنقولة جنسياً إلى إخفاء مرضهم؛ خوفاً من الوصمة ‏والتمييز المجتمعي الذي يلاحقهم، ولهذا تتعامل الصحة الأردنية مع علاج هذه النوعية من ‏الأمراض بسرية تامة من خلال استخدام رموز وكودات سرية للتعريف بالمرضى بدلاً من ‏استخدام أسمائهم الحقيقية‎.‎

وأكدت مديرية الأمراض السارية في وزارة الصحة أنه يتم حفظ سرية معلومات المرضى وفقا ‏للقوانين والأنظمة المعمول بها في المملكة، بينما تلزم القوانين المراكز والصيدليات التي تقدم ‏العلاج باستخدام (رموز وأرقام) بدلاً من استخدام الأسماء الحقيقية للمرضى؛ حفاظا على ‏خصوصيتهم‎.‎

‎ ‎
تعد أرقام المصابين بمرض الزهري هاجسا لدى الجهات المعنية؛ لمتابعة مدى انتشار ‏المرض في المجتمع؛ إذ لم تكشف وزارة الصحة عن أعداد المصابين المكتشفين في المملكة ‏خلال الربع الأول من العام الجاري‎.‎

وشهدت المملكة ارتفاعا في حالات بكتيريا الزهري في السنوات الأخيرة، وتم الإبلاغ عن ‏‏374 حالة في عام 2020، مقارنة بـ 188 حالة في عام 2016"، وفق أستاذ ومستشار ‏علاج الأمراض المعدية د. ضرار بلعاوي‎.‎
وأكد أن تلك الأرقام تشير إلى أن نسبة انتشار الزهري مرتفعة في الأردن وأنها في مرحلة ‏خطرة يجب مراقبتها ومعالجتها‎.‎
وأفاد أن هذا التحذير يأتي بعد إصدار تقرير بيانات سنوي عن الأمراض المنقولة جنسيا من ‏قبل المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية ومنها "سي دي أي‎".‎
ووفقا لأرقام مركز سواعد التغيير، اكتشف المركز خلال عام 2023 نحو 120 حالة إصابة ‏بمرض "الزهري" من خلال إجراء 4995 فحصا مخبريا، إلا أن الأرقام المسجلة لدى وزارة ‏الصحة أو في بنوك الدم باعتبار أن البنوك تجري فحص "السفلس" للراغبين بالتبرع، تظل ‏غير معروفة‎.‎
رؤيا