ناشطات ليبيات: الصراع المسلح يقوض دور المرأة في المجتمع

صنارة نيوز - 03/09/2025 - 9:28 am

هندية العشيبي

ليبيا ـ تتسبب الصراعات في تفاقم الأوضاع الأمنية والاجتماعية للنساء الليبيات، مما يؤدي إلى تفشي ظواهر خطيرة مثل التهديد بالاختطاف، خاصة للناشطات السياسيات والحقوقيات، بالإضافة إلى تدهور الظروف المعيشية والصحية، وزيادة العنف الأسري والاعتداءات الجنسية، وحرمان النساء من الخدمات الأساسية والتعليم، وتقويض مشاركتهن العامة والمجتمعية.

مع التحشيد الذي تشهده طرابلس وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات بين "قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية" و"قوة الردع التابعة للمجلس الرئاسي"، تزداد المخاوف من تكرار المشهد  نفسه وتعرض المدنيين من النساء والأطفال للانتهاكات، في ظل تقاعس الحكومة في حمايتهم.

تقول الناشطة المدنية نعيمية العريبي إن "مؤسسات المجتمع المدني وأعضائها من النساء تتأثرن بالأحداث التي تشهدها العاصمة بين الميليشيات المسلحة المتناحرة على السلطة، وتقوض هذه الاشتباكات من مشاركة النساء في الأنشطة والبرامج الخاصة بتطوير أعضاء المؤسسات والمنظمات التي تقام بالمنطقة الغربية ككل".

وأضافت أن الصراعات تسببت في مشكلات اجتماعية واقتصادية تؤثر على الفئات الهشة وخاصة النساء والأطفال، وكل هذه الصراعات تؤثر على وحدة البلاد وترابطها، ورفضت خلال حديثها أي محاولات دولية للتدخل في الشأن الليبي.

من جانب آخر تحدثت حنان المذبل عضوة في منظمة الطموح للطفل والمرأة، عن تأثير الصراعات المسلحة على التحصيل الدراسي وأداء المرأة الوظيفي للمرأة "العنف السياسي والصراعات السياسية والمسلحة تؤثران على أداء المرأة الوظيفية وتحصيلها العلمي، وعطائها داخل المجتمع".

وبينت أن أعضاء هيئة التدريس بالجامعات والمعاهد العليا من النساء يجدن صعوبة في أداء عملهن بمدن أخرى خارج محل إقامتهن إذا اندلعت اشتباكات مسلحة بطرابلس أو غيرها من المدن، ما يؤدي لحدوث تعطيل في المجال التعليمي والدراسي، ليس للمرأة فقط ولكن لأجيال متعاقبة.

وأشارت إلى أن "المرأة عضوة أساسية في المجتمع فهي عاملة وموظفة ومؤثرة، ومتواجدة في كافة القطاعات والمجالات، سواء السياسية أوالاقتصادية أوالاجتماعية، فالصراعات تؤدي لمحدودية دور المرأة وتقوضه، ما يؤثر سلباً على المجتمع".

وشددت حنان المذبل على ضرورة إيجاد حلول جذرية لمشكلة الجماعات المسلحة وانتشار السلاح، موضحة أن  الحلول المؤقتة لا تجدي نفعاً، داعية الجهات المختصة لحل هذه القضية لاستقرار البلاد والمجتمع ككل.

فيما ترى الناشطة الحقوقية قدرية عثمان أن إطلاق النار والصراعات المسلحة تؤثر بشكل كبير على النساء وخاصة إذا اندلعت خلال ساعات الليل المتأخرة ما قد يسبب أزمات إنسانية خاصة النساء ذوات الأمراض المزمنة أو ذوات الاحتياجات الخاصة اللواتي قد تجدن صعوبة في الإخلاء والخروج من منطقة الاشتباكات المسلحة، ما يعيق عمل فرق الاستجابة السريعة في تحديد الاحتياجات والوصول إلى المساعدة، موضحة أن هذه الاشتباكات لها تأثير سلبي كبير على صحة المرأة الجسدية والنفسية، ويؤثر كذلك على دورها داخل الأسرة.

وقد قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها حول الأحداث التي تشهدها العاصمة الليبية بين الجماعات المسلحة إن "المدنيون العالقون في معارك طرابلس يتحملون وطأة أفعال الجماعات المسلحة المتهورة وغير الخاضعة للمساءلة، التي تُظهر استخفافاً تاماً بأرواح الناس بإطلاق نيران الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية"، موضحة أن الجماعات المسلحة جميعها ملزمة بحماية المدنيين من الأذى أثناء الاشتباكات، وعلى السلطات ضمان حقهم في الاحتجاج السلمي.

جيهان نيوز