بين السماء والنار.. الملكية الأردنية لا تترك مسافريها!
صنارة نيوز - 22/06/2025 - 10:34 am
الصناره نيوز – خاص
في الوقت الذي علّقت فيه شركات طيران دولية وعربية كبرى رحلاتها من وإلى الأردن عقب اندلاع الحرب المباغتة بين إسرائيل وإيران، ووسط الإغلاقات الجوية المفاجئة، كانت "الملكية الأردنية" الاستثناء اللافت… شركة لم تغادر سماءها ولا مسافريها.
فرغم إغلاق الأجواء الأردنية مرتين، إحداهما لمدة تجاوزت 27 ساعة مع بدء التصعيد الإقليمي، بقيت الملكية الأردنية تعمل على إعادة تنظيم جدول رحلاتها دون أن تتخلّى عن أي راكب. فتم توزيع المسافرين العالقين في الداخل والخارج على رحلات لاحقة خلال أيام السبت والأحد، بمنهجية هادئة ومسؤولة حافظت على الحد الأدنى من الانسيابية في أكثر الأسابيع ازدحامًا بموسم الإجازات.
الأردنيون، والعرب، والأجانب، وحتى ركاب شركات طيران أجنبية اضطروا إلى التحوّل لرحلات الملكية، بعد أن توقفت غالبية الرحلات العابرة من المطارات المجاورة، باستثناء خطوط محدودة. ورغم الضغط الهائل، استطاعت الملكية أن تؤمّن المقاعد وتنظّم الجداول، وتتحمّل تكاليف الإقامة المؤقتة لبعض ركاب الترانزيت في فنادق عمّان حين تعذّر توافق مواعيدهم، في لفتة أخلاقية نادرة تُحسب لها لا عليها.
المجال الجوي أعيد فتحه تدريجيًا بعد تنسيق أمني دقيق سمح للطائرات بالتحليق ضمن نطاقات آمنة، دون الحاجة لإغلاقات شاملة جديدة، ما مكّن "الملكية" من مواصلة رحلاتها اليومية بفعالية، مع بعض التأخير الطبيعي.
في الأثناء، عدّلت الطائرات القادمة من أوروبا وأميركا مساراتها لتفادي المناطق الخطرة، مما زاد مدة الطيران واستهلاك الوقود، ورفع كُلف التشغيل، ومع ذلك لم تتراجع الملكية عن تعهّدها بتقديم الخدمة وضمان السلامة، حتى حين غابت معايير الربح.
النتيجة؟ آلاف الركاب وصلوا بسلام، رغم الحرب والاضطراب، واستطاعت "الملكية الأردنية" أن تؤكد مجددًا أنها أكثر من مجرد ناقل وطني… بل روح وطنية مسؤولة لا تنسحب تحت الضغط، ولا تتخلى عن مسافريها في اللحظات الحرجة.
في زمن اختبرت فيه الحرب قدرة المؤسسات على الصمود… نجحت "الملكية الأردنية" في امتحان الوفاء.