البطانيه يكتب : لايمكن المزاودة على وطنية وأنتماء العسكر عاملين ومتقاعدين

صنارة نيوز - 18/02/2025 - 2:29 pm

الصناره نيوز: 

كتب نضال البطاينه

 

 

لا يمكن المزاودة  على وطنية وانتماء العسكر عاملين ومتقاعدين.

كالعادة، يوم أمس جلالة القائد الأعلى تحدث إليهم وسمع منهم دون أي حواجز أو بروتوكولات، فطوبى للعسكر ولطهر أياديهم فهم الأوفى للتراب وللفوتيك ولرائحة الوطن التي لم ولن تغادرهم. 

فبعد كلام جلالة الملك لا يوجد كلام، وحديثه واضح للجميع، فكفى هذياناً من قبل البعض، فهناك من ما زالوا يمتهنون العمى ولديهم لؤم شديد عندما يتعاملون مع الدولة، تلك الفئة التي ما زالت تمارس "اللطميات" عند التعاطي مع الحالة الأردنية، ويشعروك برغبة عارمة لديهم  بتصوير الأردن وإرثه وتاريخه كأداة خارج التاريخ والجغرافيا. 

أكثر ما أعجبني و "فشّ غلي" هو تعرية سيدنا لهؤلاء الذين "فيشهم في الخارج" ويتلقون الأوامر من خارج الوطن، فهناك فرق من حيث المبدأ بين التوجيهات والأوامر، فالتوجيه لغة وإصطلاحاً قد يحتمل المناقشة، ولكن الأمر يكون للتنفيذ ولا نقاش فيه، فتباً لجماعة التوجيهات وتبّاً لجماعة الأوامر من الخارج . سيدنا أبدع - كالعادة- في توصيف هذه الحالة النشاز . 
وإني أتساءل هنا، لماذا لا يتم حصر هؤلاء من قبل سلطات الدولة المختصة والإعلان عن أسمائهم ومحاكمتهم في دولة القانون، ألا ينطبق عليهم وصف جريمة الخيانة العظمى أو التخابر؟ جلالة الملك قام بتعريتهم كحالة، وعلى السلطات الكشف عن تفاصيل هذه الحالة وحصرها واجتثاثها، حتى هؤولاء منهم من يدعون غير ذلك وأنهم "تابوا" عن ضرب الوطن والإفتراء عليه وتلقي الأوامر  عندما تقلدوا المناصب،  كفى ترضيات ومحاولة احتواء لهم من قبل الحكومات وجعلهم عابرين لها وللمجالس، على الأقل- لكي لا تكون حالتهم قدوة غير حسنة "للعاضّين على الجرح والكاظمين الغيظ والذين الوطن بالنسبة لهم أهم من أي مكتسبات شخصية".
لا تنسوا تاريخ هؤلاء، انهم خلاية نائمة ستتحول لسرطانية عندما تكون الفرصة مواتية "اللي بقلب مرة ممكن يقلب مرات كثيرة وفي أسوأ الظروف"، فالتاريخ سيعيد نفسه و"الحية ما بتنحط بالعب" هؤلاء مع البلد مثل الشريك المضارب فقط على المربح، والوطن يحتاج لمن معه على المخسر قبل المربح وعلى المُرّة قبل الحلوة، الوطن يحتاج لهؤلاء الذين يرددون في قرارة أنفسهم "بلادي وإن جارت عليّ عزيزةٌ وأهلي وإن ضنّوا عليّ كِرامُ"، لمن يقولون في سرّهم وفي علانيتهم "ما بدنا غير الأردن سالم غانم واحنا بألف خير"، لمن يعتبرون أنفسهم حطباً للوطن وما أكثرهم حيث أقابل العشرات منهم يوميا وفي كل مكان وهذا لسان حالهم رغم سوء أحوالهم وخصوصاً في القرى والبوادي والمدن، أبناء العسكر عاملين ومتقاعدين وأبناء المعلمين والحراثين، هم ذاتهم الذين تجمهر ذويهم في ستاد عمان الدولي لرفع معنويات المغفور له الحسين بن طلال في عزلته الإقليمية والعالمية إبان حرب الخليج مرددين "لبسني شعار الجيش بس مرّه وخذ عمري" و "إمتطينا صهوة الجوع ومشينا وكل ما برطع الجوع إنتشينا، عرايا نبات ونصبّح عرايا ولا يقول الزمن إنّا إرتشينا"، هم ذاتهم من إصطفوا على جنبات الطريق في ذلك الطقس البارد يجوحون وجثمان الحسين يمر بهم مسجّى على عربة مدفع تتقدمها  فرس فقدت فارسها ونعليه معلقين على جانبيها، هم حماة الديار الأسود التي ستربض بالجنبات عند الحاجة ، من سيقاتلون بأسنانهم وأظافرهم في حال كان هناك مد أسود -لا قدر الله-، هم ذاتهم من خرجوا لإستقبال  مليكهم وولي عهده الأمين من مطار ماركا لمجرّد إحساسهم بملامحهم الغاضبة وقت ذاك الاجتماع، للشد من أزر القائد الذي لا يلين، هؤلاء هم حماة الديار وسدنة عرش جلالة الملك عبدالله وولي عهده الأمين. 

تحية إجلال لأهل العزيمة والولاء والإنتماء في المزفر والقويرة وقطر وأذرح والشامية والشوبك، تحية لكل أردني في بصيرا والعين البيضا والقادسية، تحية لأهل الهية في راكين والثنية وأدر والواد وأم حماط والقصر والباروت وسول وفقوع وقرى العمرو وكثربا والصافي، ومادبا وذيبانها والحسينية وأم الرصاص والموقر، وحي الطفايلة وماركا ووادي السير والبصة، تحية لكل أردني في البلقاء وأم جوزة وزي وعلان والبقعة وعين الباشا ونقب الدبور والفحيص وماحص وعيرا ويرقا وسويمة والملاحة، تحية لمن في مدينة العسكر والسعادة والظليل والأزرق والجفر والغويرية والرصيفة وبلعما والهاشمية، والمنشية ورحاب والمنصورة، وسوف والمعراض وراسون وعنجره والجنيد، تحية لأهل الكورة والوسطية ووادي الريان وجحفية والجورة وبني عبيد وبني كنانة وبني جهمة والسرو والرمثا  والمزارين الجنوبي والشمالي. 
هذا "بعض من كل، بعض مما أسعفته به ذاكرة مواطن كأمثلة ليتباهى بها في خاطرته"، ولكن التحية أعم وهي لكل أردني منتمي في كل بقعة على الثرى الطاهر لهذا الأردن الشامخ. 

حمى الله الأردن أرضًا وشعبا وقيادة وقوات مسلحة وأجهزة أمنية لينعم به الأردنيين، وعاشت فلسطين "قضيتنا المركزية" أبية حرة عربية ولينعم بها الفلسطينيين.