- الأردن في المرتبة الثامنة عربيًا والـ 72 عالميًا على "مؤشر المرونة العالمي 2024"
- منتدى الاستراتيجيات يؤكد على أهمية تعزيز منعة الاقتصاد الأردني لتحقيق النمو الشامل والمستدام
- ضرورة تقوية الأنظمة والمؤسسات الوطنية لمواجهة التحديات، وتعزيز الاعتماد على الذات
- تبني إجراءات استراتيجية تعزز من منعة الأردن في مواجهة التحديات المستقبلية، والاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية غير المتوقعة
الصنارة نيوز/
أصدر منتدى الاستراتيجيات الأردني ورقة سياسات بعنوان "تعزيز منعة الاقتصاد الأردني"، والتي تسلط الضوء على أهمية المرونة كركيزة أساسية في مواجهة التحديات العالمية المعاصرة، ودعم التنمية المستدامة، وتعزيز التنافسية الاقتصادية. كما تضمنت الورقة تحليلاً لأداء الأردن في تقريري "مؤشر المرونة العالمي"، وتقرير "المخاطر العالمية"، إلى جانب تقديم بعض التوصيات التي تهدف إلى تعزيز مرونة ومنعة الاقتصاد الأردني.
وفي الورقة، أشار المنتدى إلى أنه في ظل الظروف الجيوسياسية المعقدة والضغوط الاقتصادية المتزايدة، تعد المرونة ضرورة حتمية للأردن، حيث تسهم في التخفيف من الصدمات الخارجية ودعم التنمية على مختلف الأصعدة. مشيراً إلى أن رؤية التحديث الاقتصادي 2033 تسعى إلى تعزيز منعة الاقتصاد الوطني عبر تحقيق نمو شامل ومستدام، وتقوية الأنظمة الوطنية لمواجهة التحديات، وتعزيز الاعتماد على الذات.
واستعرض المنتدى في ورقته، أداء الأردن في "مؤشر المرونة العالمي 2024" الصادر عن شركة التأمين العالمية (FM Global)، والذي يقيّم بيئة الاقتصاد والأعمال في دول العالم من خلال مجموعة من المؤشرات الرئيسة والفرعية المعنية بالبعد الكلي والمادي، ويقيس مدى قدرة الدول على الاستجابة للصدمات. حيث جاء الأردن في المرتبة الثامنة عربيًا والـ 72 عالميًا من أصل 130 دولة، مما يشير إلى أن الأردن يقع في مكانة متوسطة تقريبا تسمح له بإجراء التغييرات الاستراتيجية التي تعزز من منعته في مواجهة التحديات المستقبلية، والاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية غير المتوقعة.
وبيّن المنتدى أن أداء الأردن في مؤشر المرونة العالمي 2024 كان متباينا إلى حدٍّ كبير. فقد أظهرت النتائج تميّز الأردن في بعض المؤشرات التي تسهم في تعزيز مرونته، كمؤشر "معدلات التضخم" (99.4 نقطة)، و"انبعاثات الغازات الدفيئة" (92.7 نقطة). في المقابل، كان أداء الأردن ضعيفا في مؤشرات "الإنفاق على الخدمات الصحية" (5.7 نقطة)، و"الإنتاجية" (7.9 نقطة)، و"الخدمات اللوجستية" (26.7 نقطة)، و"التعليم" (46 نقطة). مشيراً إلى أن مرتبة الأردن عالميًا وإقليميًا تعتبر متدنية في هذه المؤشرات الحيوية، والتي تُعد أساسية لتطوير رأس المال البشري وتحسين الكفاءة التشغيلية.
وبين المنتدى أنه، وبالرغم من ارتفاع درجة الأردن في مؤشر الإجهاد المائي، إلا أن ترتيبه كان من بين الدول الأضعف (المرتبة 120 من بين 130 دولة). مما يعكس أهمية النظر إلى نتيجة الأردن في المؤشرات بالتوازي مع ترتيبها بين دول العالم.
وعلى مستوى أداء الأردن في المؤشرات المادية، فقد حقق الأردن تقدمًا ملحوظًا في مواجهة المخاطر وبناء المرونة أمام التحديات البيئية. ومع ذلك، لا تزال هناك نقاط ضعف قائمة متعلقة بجودة إدارة المخاطر المناخية والطبيعية، ما يستدعي الحاجة إلى مواصلة الجهود وتعزيز قدرة البلد على التصدي للتحديات البيئية المستقبلية.
وبيّن المنتدى في هذا السياق إلى أن أفضل طريقة لتعزيز المرونة في مواجهة التهديدات الطبيعية، تكمن في عدم التهاون في تطبيق المواصفات الفنية المتعلقة بالبناء والتشييد للحد من خطر وقوع الأضرار الجسيمة أو انهيار المباني بالكامل.
وأوضح المنتدى في ورقته إلى أن الأردن قد حقق أداءً متميزًا في عدة مؤشرات تعكس مرونته الاقتصادية والتقنية، ما يستدعي المحافظة على هذه الإنجازات والبناء عليها لتعزيز الاستقرار والتنمية المستقبلية. فقد سجل 99.4 نقطة في مؤشر التضخم، مما عزز من قدرته على مواجهة الصدمات الخارجية التي تؤثر على استقرار الأسعار. كما أظهر تقدمًا في معدل التحضّر (90.9)، واستخدام الإنترنت (84.4)، ما عكس التطور الملحوظ في البنية التحتية الحضرية والرقمية على حد سواء.
وعلى صعيد استهلاك الطاقة، احتل الأردن المرتبة الرابعة إقليميًا و75 عالميًا في مؤشر كثافة الطاقة بدرجة 80.3، ما يؤكد على ضرورة تبني استراتيجيات مستدامة تزيد من كفاءة استخدام الطاقة وخفض تكاليفها بما يدعم إنتاجية واستدامة الأنشطة الاقتصادية.
وفي ضوء المؤشرات التي أظهر فيها الأردن ضعفاً، نوه المنتدى الى ضرورة زيادة الاستثمار في قطاعي الصحة والتعليم لضمان تعزيز رأس المال البشري من خلال زيادة الانفاق، والوصول العادل إلى تلك الخدمات، وبجودة عالية. وكذلك العمل على تحسين كفاءة سلاسل الإمداد وتطوير البنية التحتية لدعم بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وبيّن المنتدى في هذا السياق، أنه ومن خلال التركيز على هذه المجالات وتحسين أداء الأردن في المؤشرات الأضعف، يمكنه تعزيز قدرته في مواجهة الاضطرابات المستقبلية، وترسيخ مكانته كاقتصاد قوي وأكثر قدرة على المنافسة عالميًا، مما يسهم في تحقيق تنمية أكثر شمولية واستدامة.
واستعرض المنتدى في ورقة السياسات ملخصاً لنتائج تقرير المخاطر العالمية 2025، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، والذي يسلط الضوء على أبرز التحديات الملحة عالميًا ومحليًا على المديين القريب والبعيد.
وكشف التقرير أن "المعلومات الخاطئة والمضللة" تمثل أكبر خطر عالمي على المدى القريب (عامين)، بينما تصدرت "الظروف الجوية القاسية" قائمة المخاطر الأكثر تهديدًا خلال العقد المقبل، ما يعكس القلق المتزايد بشأن تأثير التغير المناخي.
فيما أشار التقرير إلى أن 4 من أصل 5 مخاطر رئيسية متوقعة خلال السنوات العشر القادمة مرتبطة بالمناخ والبيئة، في حين شملت المخاطر العالمية على المدى القصير تحديات متنوعة مثل المعلومات المضللة، والصراعات، والأمن السيبراني، مما يستدعي استجابات سريعة من الدول.
أما بالنسبة للأردن، فقد حدد المشاركون الأردنيون في استبيان "آراء التنفيذيين" عددًا من المخاطر الحرجة التي قد تؤثر على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي من وجهة نظرهم، كان من أبرزها: البطالة أو نقص الفرص الاقتصادية باعتباره تحديًا مستمرًا، يليه التضخم، والركود الاقتصادي الذي قد يؤثر على النمو والتنمية. كما برزت أزمة نقص المياه كخطر رئيسي يستدعي تعزيز استدامة الموارد المائية، إضافة إلى ارتفاع الدين العام، الذي يثير المخاوف حول الاستدامة المالية للدولة، وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها المالية مع الاستمرار في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية.
وفي ختام الورقة، أوصى منتدى الاستراتيجيات الأردني بعدد من التدابير لتعزيز مرونة الاقتصاد الأردني ورفع قدرته التنافسية تضمنت: تعزيز الاستثمار في القطاع الصحي من خلال زيادة الإنفاق على الخدمات الطبية وتحفيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى تحسين كفاءة الخدمات اللوجستية عبر تحديث البنية التحتية للنقل وتبسيط الإجراءات الحكومية وتسريعها ورقمنتها.
كما أكد المنتدى على أهمية النهوض بجودة التعليم عبر تحسين أساليب التعليم والتعلّم والتركيز على المهارات وربطها بمتطلبات سوق العمل، إلى جانب إدارة المخاطر الزلزالية من خلال التطبيق الصارم لمعايير البناء وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في مشاريع البنية التحتية.
وشدد المنتدى على ضرورة تعزيز الإنتاجية الوطنية عبر تسهيل الإجراءات التجارية وتشجيع الصناعات المحلية ذات القيمة المضافة. إضافة إلى إدارة الموارد الطبيعية والمائية عبر استراتيجيات مستدامة لتحسين كفاءة استهلاك المياه وتعزيز التعاون الإقليمي.
كما أوصى المنتدى بضرورة البناء على البنية التحتية الرقمية لدعم الابتكار والتحول التكنولوجي، مع أهمية حمايتها من خلال الاستمرار في تعزيز المنظومة الوطنية للأمن السيبراني.
كما شملت التوصيات تعزيز مبادرات الاستدامة البيئية عبر دعم استخدام مصادر الطاقة المتجددة والزراعة الذكية، وتبني نهج الاقتصاد الدائري لتقليل الهدر وتعزيز إعادة التدوير، مما يسهم في تحقيق الاستدامة الاقتصادية.
وأخيرا، أوصى المنتدى بتعزيز رأس المال الاجتماعي وثقة المواطنين من خلال تقوية قنوات التواصل بين الحكومة والمواطنين وتعزيز الشفافية، علاوة على إشراكهم في عملية وضع السياسات والقرارات، مع التركيز على تنفيذ برامج تنموية تلبي احتياجات المواطنين، وتعزز شعورهم بالانتماء والثقة في المؤسسات الحكومية.