ديّة : الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي ردٌ أردنيٌ على (الابتزاز الأمريكي)

صنارة نيوز - 30/01/2025 - 11:36 am

الصنارة نيوز/

أكد المحلل والخبير الاقتصادي منير ديّة أنّ توقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية مع الاتحاد الأردني هي بمثابة خطوة أردنية استباقية ورد واضحٌ وصريحٌ على “الابتزاز الأمريكي” لفرض مواقف سياسية تضر بالمصالح الأردنية العليا مقابل الحصول على مساعدات أمريكية.

وقال دية في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” : إنّ الأردن وقّع اتفاقية شراكة إستراتيجية شاملة مع الاتحاد الأوروبي للسنوات الثلاث القادمة تجاوزت الثلاث مليار يورو، بحدود 640 مليون يورو كمنحة موجهة للخزينة، ومليار وأربعمائة مليون موجهة للمشاريع الاقتصادية وتعزيز التنمية، وإقامة المشاريع الاقتصادية في الأردن، ومليار يورو لمشاريع خلال السنوات القادمة.

وشدد على أنّ هذه الخطوة في الشراكة الإستراتيجية التي وقعها الأردن “رد سياسي في الدرجة الأولى”، بعد قيام إدارة ترامب بتعليق المساعدات للأردن خلال التسعين يومًا قادمة، وكأنه تغيير للضغط على الأردن بسبب المواقف السياسية وللضغط من ناحية اقتصادية لتقبل ما هو قادم في المنطقة لاستقبال المزيد من اللاجئين من غزة والضفة.

ونوه إلى أنّ هذه الاتفاقية تمثل “خطوة استباقية نحو الاتحاد الأوروبي ووقع مذكرة التفاهم والشراكة الإستراتيجية الشاملة للسنوات الثلاث القادمة”، موضحًا أنّها خطوة لا بد منها، وخطوة أعطت الأردن تعزيزًا لموقفه سياسيا واقتصاديا وأنّه لن يكون علينا ضغوط اقتصادية تجبرنا على اتخاذ قرارات سياسية تضر بالمصحلة العليا للدولة والوطن، وتضر بأشقائنا ومواقفهم السياسية.


وقال ديّة: “في اليوم ذاته الذي صدر فيه قرار ترامب تعليق المساعدات للأردن، توجه الملك إلى الاتحاد الأوروبي، وشهدنا توقيع مذكرة التفاهم والشراكة الإستراتيجية، وهي خطوة مهمة وخطوة يحتاجها الاقتصاد الأردني ويحتاجها الأردن سياسيا ليفتح أفاقًا جديدة مع دول إضافية مثل الاتحاد الأوروبي، وتعزيز شراكات مع دول عربية شقيقة كبرى، سواء كانت في الخليج العربي أو المغرب العربي، وتعزيز شراكات مع دول إقليمية مثل تركيا، وبعض الدول الآسيوية مثل الصين”.


الخبير الاقتصادي منير ديّة: توقيع الاتفاق حنكة أردنية للوصول لمرحلة توازن سياسي واقتصادي في المرحلة المقبلة
وأكد أنّ الأردن سيذهب نحو توقيع شراكات إستراتيجية جديدة لتعزيز اقتصاده ومواقفه السياسية حتى لا يبقى رهينة لدول تستخدم المساعدات كسلاح ابتزاز سياسي وتكون المساعدات عاملا ضاغطا لإجباره على قرارات سياسية.


وختم دية بالتأكيد على أنّ هذه الخطوة بالاتجاه الصحيح، وتدل على حكمة وحنكة من القيادة الأردنية في توقيع تلك المذكرة حتى لا تكون هناك مضار اقتصادية ولفتح شراكات استراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، وأعتقد أنه سيكون توقيع العديد من مذكرات التفاهم مع دول أخرى، ليصل الأردن لمرحلة ضرورية من التوازن السياسي والاقتصادي في المرحلة القادمة.

اتفاقية شراكة إستراتيجية شاملة

وشهد الملك عبدالله الثاني ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في بروكسل، اليوم الأربعاء، توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الأردن والاتحاد الأوروبي.

ولدعم تحقيق أهداف الاتفاقية، أعلن الاتحاد الأوروبي عن تقديم حزمة من المساعدات المالية للأردن بقيمة 3 مليارات يورو للأعوام 2025-2027، تتضمن منحا بقيمة 640 مليون يورو، واستثمارات بحجم 1.4 مليار يورو، ومخصصات لدعم الاقتصاد الكلي تقدر بنحو مليار يورو.

ويأتي توقيع الاتفاقية، بحضور الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، تأكيدا على أهمية الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي، وتقديرا لدور المملكة في السعي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وتنص الاتفاقية على تعزيز التعاون بين الجانبين في المجالات السياسية، والأمن والدفاع، والمنعة الاقتصادية والتجارة والاستثمار، والموارد البشرية، ودعم اللاجئين والدول المستضيفة.

كما تتضمن الاتفاقية بنودا حول تعزيز جهود التصدي لتهريب المخدرات والأسلحة، وتحفيز استثمارات القطاع الخاص، ودعم قطاعات عديدة كالمياه والطاقة والتكنولوجيا وريادة الأعمال.

وتؤكد الاتفاقية تمسك الطرفين بالحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة في القدس، وعلى أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.

(البوصلة)