جنود إسرائيليون يرفضون القتال في غزة ولبنان

صنارة نيوز - 26/10/2024 - 3:05 pm

 “يرفضون الخدمة مرة أخرى” هكذا اختصرت عدد من الصحف العبرية، الحديث، عن قرار جنود الاحتياط الإسرائيليين، ممّن تمّ استدعائهم للخدمة مجددا، في الحرب الهوجاء التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة المحاصر.
وقبل أيام، وقّع أكثر من 140 جنديا، على رسالة أعلنوا خلالها عن وقفهم الخدمة العسكرية، لحين عودة الأسرى من غزة، عبر اتفاق تبادل. فيما أشار عدد من جنود الاحتياط أنّ “هذه هي نهاية خدمتهم الحالية”، وآخرين قالوا إنهم “وصلوا لنقطة الانهيار”.
وجاء في الرسالة، الموجّهة إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب، يوآف غالانت: “بالنسبة للبعض منا، تم بالفعل تجاوز الخط الأحمر، وبالنسبة للآخرين، فإنه يقترب بسرعة: اليوم الذي سوف نتوقف فيه، بقلوب مكسورة، عن الاستجابة للخدمة”.
“حياة الفلسطينيين أصبحت أصعب”
بمجرّد إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي، في حزيران/ يونيو الماضي، عن المصادقة على مشروع قانون رفع سن الإعفاء من خدمة الاحتياط بالجيش الإسرائيلي، بشكل مؤقت. جدّد عدد من جنود الاحتلال احتجاجاتهم.
بينهم، جندي الاحتياط، يوتام فيلك، الذي كان قد تطوّع للخدمة العسكرية بنفسه، وأمضى أكثر من 230 يوما في الخدمة، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة. غير أنّ التّعب نال منه، فقرّر: رفض العودة إذا ما طلب منه ذلك.
ويقول فيلك، في أحد التصريحات الصحفية: “في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لم أتردد.. لأن شعبي قُتلوا وأدركت حينها أن هناك حاجة لإنقاذهم، ولا تزال هناك حاجة لإنقاذهم، وهو ما لا يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تراه أمرا عاجلا”.
ويرى جندي الاحتياط الغاضب من الوضع، أنّ: “العمل العسكري له ما يبرره في بعض الحالات، لكن يجب استخدامه فقط كأداة للتوصل إلى حلول دبلوماسية تعمل على تحقيق السلام”.
“الدمار في غزة أصبح أصعب، وحياة الفلسطينيين أصبحت أصعب، وحياة الاسرى الإسرائيليين أصبحت أصعب” يؤكد جندي الاحتياط نفسه، الذي وقّع بدوره على “رسالة إعلان وقف الخدمة العسكرية”.
-“اكتفيت”
عقب 66 يوما، من عملية “طوفان الأقصى” التي شنّتها حركة “حماس” على الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ خدم جندي الاحتياط الإسرائيلي، ماكس كريش، على الحدود اللبنانية، واليوم يقول: “لقد اكتفيت”.
وأوضح كريش، في تصريح صحافي سابق، أنه واجه صعوبة في التأقلم وسقط في اكتئاب عميق، حين عاد إلى منزله في نهاية كانون الأول/ ديسمبر، مبرزا أن: “الخدمة كانت صعبة، لأن الجو كان يبدو عسكريا دينيا للغاية”.
“شعرت بأن جزءا كبيرا من الأشخاص الذين كنت معهم يدفعهم الجانب الديني للقتال في هذه الحرب، وهو الأمر الذي كان غير مريح للغاية بالنسبة لي” يؤكد كريش الذي بدوره وقّع على “رسالة إعلان وقف الخدمة العسكرية”.
وتابع: “أحد الجنود قال إنه يعتقد أن قتل الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك الأطفال، هو واجب ديني يهودي، لأنهم سيصبحون إرهابيين عندما يكبرون”، وهو ما كان كريش يرفضه، بحسب تعبيره.
في سياق متصل، كانت صحيفة “هآرتس” العبرية، قالت خلال الأسبوع الماضي، إنّ: “جيش الاحتلال بدأ في إيقاف عشرات من جنود الاحتياط الذين أعلنوا رفضهم الاستمرار في الخدمة العسكرية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لإعادة الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة”.
وأوضحت الصحيفة، عبر تقرير لها، أنّ: “الجيش اتصل بالجنود الذين وقعوا على رسالة احتجاجية طالبوا فيها بإبرام صفقة لإعادة الأسرى، وأبلغهم بقرار إيقافهم”.