إسرائيل تخطط لجرّ سوريا إلى الحرب بعد غزة ولبنان

صنارة نيوز - 10/10/2024 - 2:13 pm

قال الكاتب والخبير السياسي السوري غسان يوسف، في حوار لــ “إرم نيوز”، إن إسرائيل تسعى جاهدةً لجرّ سوريا إلى حرب، بعد حربي غزة ولبنان، إلا أنها في الوقت نفسه لا تريد حربًا مع سوريا بشكل خاص.

ويؤكد يوسف، من دمشق، أن إسرائيل تريد من ضرباتها الكثيفة على سوريا إيصال رسالتين، الأولى رسالة إلى قادة حزب الله الموجودين في سوريا، والثانية رسالة لسوريا ألّا تتورط في دعم ما وصفها بـ”حركات المقاومة”.

وفي الوقت الذي تثير فيه الضربات الإسرائيلية المكثفة على سوريا، ولا سيما على مناطق حمص وحماة ودمشق وتحديدًا “المَزّة”، علامات استفهام حول الوضع الأمني في سوريا والإقليم، يشير الكاتب السوري إلى أن دمشق ستستمر في سياسة “ضبط النفس” مع تل أبيب.

ويُنظر إلى منطقة “المَزّة” في العاصمة السورية دمشق، على أنها واحدة من الأهداف “الخطيرة” للموساد الإسرائيلي، كونها تضم العديد من المقرات الأمنية والسفارات والبعثات الدبلوماسية ومساكن الشخصيات الكبيرة.

وفي ما يأتي الحوار:

هل تسعى إسرائيل لجرّ سوريا إلى حرب؟

نعم، تحاول إسرائيل جرّ سوريا إلى حرب، ولكنها لا تريد حربًا مع سوريا في الوقت نفسه، بل تحاول إخضاع حركات المقاومة التي تدعمها دمشق، ومنع إيجاد أي حركات تجابهها وتدفّعها الأثمان.

ماذا وراء الضربات الإسرائيلية المكثفة على سوريا، مؤخرًا؟

إسرائيل تريد من ضرباتها الكثيفة على سوريا إيصال رسالتين، الأولى: رسالة إلى قادة حزب الله الموجودين في سوريا، بأنها تسعى للفصل بين الحزب وسوريا وقطع التعاون بينهما. والثانية رسالة لسوريا ألّا تتورط في دعم حركات المقاومة في سوريا ولبنان وفلسطين وألّا يكون هناك تصعيد للحرب.

وإلى أين ستتجه الأمور عسكريًّا وسياسيًّا؟

من الواضح أن الأمور تتجه إلى التصعيد عسكريًّا.. ثمَّ سياسيًّا، باعتبار أن إسرائيل لا ترد على أي مبادرة للتهدئة، عربية أكانت أم دولية.

لماذا استهداف منطقة المزة بهذه الوتيرة؟ ما أهميتها الإستراتيجية؟

منطقة المزة مهمة جدًّا، ففيها السفارة الإيرانية ومنازل المسؤولين الكبار، وهي مكان لاستقبال وإقامة الضيوف القادمين من إيران والعراق ولبنان وفلسطين، لقرب هذه المنطقة من مركز مدينة دمشق وكونها من الأحياء الراقية.. ولذلك، يُعتبر استهداف المزة بمثابة ضربة للدولة السورية.

طوال فترة حرب غزة شهدنا تصعيدًا عاديًّا بين تل أبيب ودمشق، كيف تفسر ازدياد وتيرة الأحداث بعد حرب لبنان؟

سوريا تصرفت كدولة داعمة لحركات المقاومة في فلسطين ولبنان منذ “طوفان الأقصى” وحتى الآن، وليست كحركة مقاومة تسعى للتصعيد. من هنا وجدنا هذا النوع من الهدوء في سوريا. وطبعًا تعاون سوريا مع حزب الله أزعج إسرائيل.

 العلاقة بين دمشق وطهران حزب الله.. كيف ستبدو في المرحلة المقبلة، وهل ستؤثر الضغوط عليها؟

أعتقد أن العلاقة بين دمشق وطهران وحزب الله ستبقى كما هي، ولكن قد تتغير في الشكل بسبب المراقبة العسكرية من الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي، الذي يراقب عملية الدعم السوري للمقاومة، إلا أن هذه العلاقة ستترسخ أكثر.

كما أن الضغوط تؤثر كثيرًا في تمتين العلاقة، لا سيما في المشاريع الإستراتيجية المرتقبة بين دمشق وحركات المقاومة.

ما تداعيات حرب غزة ولبنان على سوريا برأيك؟

أعتقد أن الولايات المتحدة وإسرائيل والدول الغربية ستحارب سوريا وأكثر مما قبل، ولن تتعجل في إنهاء الحرب.

طبعاً هناك تداعيات كبيرة، ولا سيما أن حرب غزة دخلت عامها الثاني، وامتد تأثيرها على دول الجوار، وخصوصًا على سوريا التي لم تُخف يومًا دعمها لتلك الحركات التي تعتبر سوريا عمقها الإستراتيجي، التي تقوم بواجبها دفاعًا عن الأرض الغربية وضد الممارسات الإسرائيلية.

ما الإستراتيجية التي ستتبعها دمشق مع إسرائيل في الفترة المقبلة؟

أعتقد أن سوريا ستتبع سياسة ضبط النفس مع إسرائيل، ولا سيما أنها منهكة وخارجة من حرب، لذا ستعمل على بناء بنيتها التحتية والعسكرية، حتى تعود إلى مواجهة إسرائيل بشكل أقوى، كما كانت.

“إرم نيوز”