بدل البحث عن دعم دولي أو قروض.. لماذا لا تؤسس الحكومة شركة مساهمة ‏عامه لتنفيذ مشروع ‏الناقل الوطني؟‏

صنارة نيوز - 12/08/2024 - 9:56 am

بقلم : المهندس حسام نايف مشربش
من المؤسف ان نجد الحكومة جاهده تطلب الدعم من الدول ومؤسسات ‏الإقراض الدولية لمشروع الناقل الوطني بينما قد يكون من الاجدى تأسيس ‏شركة مساهمة عامه لتنفيذ و إدارة هذا المشروع على المدى الطويل على ‏غرار اتفاقية الامتياز  التي تمت عام 1956 وتم على أساسها تأسيس ‏شركة مصفاة البترول الأردنية و التي أعطت الشركه امتيازا لتكرير النفط ‏لمدة خمسين عاما و بربح محدد خمسة عشر يالمئه بعد الاستهلاكات. 

‏ إن تأسيس شركة مساهمة عامه اردنية لهذه الغاية يضمن ربح محدد ‏مقبول ويساعد على استثمار أموال الأردنيين مقيمين ومغتربين وغيرهم من ‏المساهمين بطريقة امنة لان المشروع استراتيجي ولا يمكن التخلي عنه ولان ‏نسبة الربح الدنيا محددة ويبقى المشروع تحت نظر وتدقيق الدولة بعكس ما ‏حصل مع بعض مشاريع الطاقة و التي فقدت فيها الحكومه القدره على ‏السيطره على الأسعار  . ‏
والأهم انه يجنب الدولة الحاجة الى إضافة مليارات  الدولارات للدين العام ‏و من ثم إدارة المشروع بالطريقه المعهوده لمشاريع الدوله و تسجيل خسائر ‏سنويه اضافيه. كذلك فان تأسيس شركه مساهمه لهذه الغايه تنشر ‏ميزانياتها  بشكل ربع سنوي تبين الكلف الحقيقيه تزيل الحرج و التساؤلات ‏عن الحكومه عند تسعير المياه للمستهلكين و يستطيع كل مواطن يدفع ‏فاتورة مياه ان يشتري اسهما بالشركه و يكون شريكا فيها.‏
من الواضح أن الفكر الاقتصادي الذي كان متوفر في الأردن قبل أكثر من ستين ‏عاما  عند تأسيس شركة مصفاة البترول الاردنيه و الذي كان يستند على إشراك ‏رأس المال الوطني في عملية التنميه  لم يعد موجودا الان و ان الحكومه مستمره في ‏إجراءات إحالة مشروع التاقل الوطني  على احدى الشركات مما يطرح الاسئله ‏التاليه:‏
‏-‏    ان تقنية تحلية مياه البحر متوفره بشكل كبير و من عدة شركات في العالم ‏نفذت عشرات المشاريع المماثله في دول الخليج  فكيف لم تتأهل الا شركه ‏واحده لمشروع الناقل الوطني ؟
‏-‏    لماذا يتم التعامل مع المشروع من خلال لجنة عطاءات خاصه في رئاسة ‏الوزراء و ليس من خلال الوزاره المختصه و هي وزارة المياه و الري و يتم  ‏ذلك بسريه بحيث لم يذكر اسم الشركه التي يتم التفاوض معها و لا القيمه ‏المقدره للمشروع و لا المبلغ الذي يجب على الحكومه اقتراضه لتنفيذ المشروع ‏‏.‏
نأمل ان تعيد الحكومه  النظر في هذا الموضوع و تدرس انشاء شركه مساهمه ‏عامه لهذا الغرض حيث من الممكن ان تكون الشركه التي يتم التفاوض معها شريكا ‏استراتيجيا فيها كما هو الحال مع شركة اورانج في شركة الاتصالات الاردنيه.‏