دراسة تظهر أثر (الائتمان المصرفي) و(بورصة عمان) على النمو الاقتصادي

صنارة نيوز - 30/07/2024 - 5:11 pm

‎•‎ارتفع ائتمان البنوك إلى الناتج المحلي الإجمالي بشكل ملحوظ من 14.5% عام 1964 ‏إلى 96.6% عام 2023، مما يبرز الدور الفعال للبنوك في الاقتصاد

‎•‎قطاع الإنشاءات الأكبر في الاقتراض خلال الفترة 2010-2023، يليه قطاع الأفراد، بينما ‏تراجعت حصة قطاع التجارة العامة وقطاعات الصناعة والسياحة والنقل‎.‎

‎•‎شهدت بورصة عمان تراجعاً في عدد الشركات المدرجة من 277 عام 2010 إلى 166 عام ‏‏2023، مع انخفاض القيمة السوقية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي من 100% خلال ‏الفترة 2003-2010 إلى 48.8% عام 2023‏‎.‎

‎•‎ارتفاع الائتمان بمعدل 10% يؤدي إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بمعدل ‏‏2.6‏‎%.‎

‎•‎زيادة القيمة السوقية لبورصة عمان بنسبة 10% تؤدي إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي ‏الحقيقي بنسبة 3.62‏‎%.‎

 

‎• ‎الأداء المحاسبي للشركات الصناعية والخدمية إيجابياً، حيث بلغ متوسط العائد على ‏الموجودات 1.8% و2.3% على الترتيب‏‎.‎
‎•‎رغم الأرباح المحاسبية المتواضعة، تحقق الشركات خسائر اقتصادية كبيرة، حيث كانت ‏العوائد أقل بكثير من تكلفة الاقتراض وتكلفة حقوق الملكية‎.‎

‎•‎ضعف توسع استثمارات الشركات بسبب تواضع الأرباح المحاسبية والخسائر الاقتصادية ‏الكبيرة، حيث شهدت الشركات الصناعية والخدمية تناقصاً في صافي الأصول الثابتة‎.‎

‎•‎تلعب البنوك دوراً أكبر من بورصة عمان في تعزيز استثمارات الشركات في الموجودات ‏الحقيقية، نظراً لتأثير التسهيلات الائتمانية طويلة الأجل‎.‎

‎•‎أوصى المنتدى بتشجيع الشركات المدرجة في البورصة على زيادة الاعتماد على المطلوبات ‏في تمويل عملياتها، وتشجيع النظام المصرفي على زيادة التسهيلات الائتمانية للقطاع ‏الصناعي‎.‎

 

 
الصنارة نيوز-‏
أصدر منتدى الاستراتيجيات الأردني امس الاثنين، ورقة سياسات حول دور التمويل في ‏الأردن، من خلال دراسة أثر "الائتمان المصرفي" و"بورصة عمان" على النمو الاقتصادي ‏الحقيقي، وعلى "السلوك الاستثماري"، وتقديم بعض التوصيات المستندة إلى نتائج التحليل‎.‎

واستعرضت الورقة، الدور الفعال والحيوي للبنوك في الاقتصاد الأردني؛ حيث ارتفع ائتمان ‏البنوك إلى الناتج المحلي الإجمالي من 14.5 بالمئة عام 1964، إلى 96.6 بالمئة عام ‏‏2023‏‎.‎

وعلى مستوى التسهيلات الائتمانية الممنوحة للقطاعات خلال الفترة 2010-2023، جاء ‏قطاع الإنشاءات كأكبر القطاعات المقترضة من البنوك بالمتوسط، يليه "قطاع الأفراد". في ‏حين يلاحظ تراجع حصة قطاع التجارة العامة مما نسبته 24.9 بالمئة من التسهيلات ‏الائتمانية المباشرة عام 2010، إلى 14.5 بالمئة عام 2023. وكذلك الحال بالنسبة ‏لقطاعات الصناعة، والسياحة، والنقل، فقد انخفضت التسهيلات الائتمانية لها، والتي يعول ‏عليها تعزيز النمو الاقتصادي وفق رؤية التحديث الاقتصادي‎.‎

وفيما يتعلق بنتائج تحليل أداء بورصة عمان ودورها في تعزيز النمو الاقتصادي، فقد أشارت ‏الورقة إلى تواضع أداء البورصة خلال العقود القليلة الماضية؛ حيث تراجع عدد الشركات ‏المدرجة في البورصة من 277 عام 2010، إلى 166 عام 2023، حيث اتسمت القيمة ‏السوقية للبورصة (كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي) خلال السنوات الماضية، بالثبات ‏النسبي، في حين تجاوزت تلك النسبة حاجز 100بالمئة خلال الفترة 2003 - 2010. ‏ويلاحظ أنه منذ العام 2005، بدأت تلك النسبة بالانخفاض المستمر لتصل إلى 48.8 ‏بالمئة عام 2023‏‎.‎

كما وأوضحت الورقة نتائج قياس أثر كل من الائتمان المصرفي وبورصة عمّان على النمو ‏الاقتصادي؛ حيث بينت نتائج التحليل وجود علاقة توازن إيجابية وطويلة الأجل بين إجمالي ‏الائتمان الحقيقي والنمو الاقتصادي الحقيقي، حيث أشارت الورقة إلى أنه عند ارتفاع ‏إجمالي الائتمان بمعدل 10 بالمئة (على سبيل المثال)، يزداد الناتج المحلي الإجمالي ‏الحقيقي بمعدل 2.6 بالمئة‎.‎

واشارت الورقة إلى أن هناك علاقة توازن إيجابية طويلة الأجل، بين الائتمان الحقيقي لكل ‏من قطاعي الإنشاءات والصناعة، والنمو الاقتصادي الحقيقي. في حين لا توجد علاقة ‏توازن طويلة الأجل بين كل من الائتمان الحقيقي للأفراد أو لقطاع التجارة العامة، والنمو ‏الاقتصادي الحقيقي‎.‎

وبينت الورقة أيضًا، وجود علاقة توازن طويلة الأجل بين القيمة السوقية لبورصة عمان ‏والنمو الاقتصادي الحقيقي، فعند زيادة القيمة السوقية للبورصة بنسبة 10 بالمئة (على سبيل ‏المثال)، فإن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي يزداد بنسبة 3.62 بالمئة‎.‎

وفي سياق متصل، حلل المنتدى في ورقته البيانات المالية ذات الصلة على المستوى الجزئي ‏لـ 71 شركة غير مالية مدرجة في بورصة عمان (34 شركة صناعية، و37 شركة خدمية)، ‏بأن الأداء المحاسبي (صافي الربح/ إجمالي الموجودات أو العائد على الموجودات) ‏للشركات (غير المالية) المدرجة في البورصة كان إيجابياً، حيث بلغ متوسط القيمة الإجمالية ‏للعائد على موجودات الشركات الصناعية والخدمية 1.8، و2.3 بالمئة على الترتيب‎.‎

وعلى الرغم من الأداء المحاسبي الإيجابي للشركات الصناعية والخدمية، إلا أن صورة الأداء ‏الاقتصادي للشركات- أي العائد على موجودات الشركة مطروحاً منه تكلفة تمويل رأس المال ‏‏- كانت مختلفة تماما، فقد بينت نتائج التحليل أن مثل هذه العوائد على الموجودات ‏‏(الصناعية 1.8 بالمئة، والخدمية 2.3 بالمئة)، أقل بكثير من تكلفة الاقتراض، والتي بلغت ‏بالمتوسط خلال الفترة 2011 - 2022 حوالي 8 بالمئة، علاوة على تكلفة حقوق الملكية ‏‏(وهي الأعلى عادةً)، وتشير هذه النتيجة إلى أن عينة الشركات (المتضمنة في الدراسة) ‏تحقق بالمتوسط خسائر اقتصادية كبيرة، رغم الأرباح المحاسبية المتواضعة‎.‎

وعزا المنتدى سبب ضعف توسع استثمارات العديد من الشركات التي شملتها الدراسة، إلى ‏تواضع الأرباح المحاسبية والخسائر الاقتصادية الكبيرة، فقد بلغ المتوسط العام لنسب التغير ‏السنوي في صافي الموجودات الثابتة للشركات الصناعية، والخدمية (-1.6 بالمئة )، و(-‏‏2.4 بالمئة ) على التوالي؛ أي أن قيم صافي الأصول الثابتة في تناقص خلال الفترة ‏‏2010 2022‏‎.‎

وفيما يتعلق بتحليل تأثير بورصة عمان والائتمان المصرفي على السلوك الاستثماري ‏للشركات الصناعية والخدمية الأردنية المدرجة، بينت نتائج تحليل المنتدى وجود تأثير ‏إيجابي لسوق الأسهم على استثمارات الشركات. حيث تميل الشركات التي تتسم بـ (ارتفاع ‏القيمة السوقية لأسهمها نسبة إلى إجمالي الموجودات) بالمتوسط، إلى الاستثمار أكثر من ‏الشركات الأخرى. وبعبارة أخرى، من السهل على الشركات التي تتمتع بقيمة سوقية مرتفعة، ‏أن تستثمر في الموجودات الحقيقية من خلال إصدار الأسهم، خلافا للشركات الأخرى ذات ‏القيمة السوقية المنخفضة‎.‎

كما أشارت النتائج إلى وجود تأثير إيجابي لإجمالي مطلوبات الشركات على استثماراتها، ‏حيث تميل الشركات ذات المستويات الأعلى من المطلوبات بالمتوسط، إلى الاستثمار أكثر ‏من الشركات الأخرى. علاوة على وجود تأثير إيجابي للتسهيلات طويلة الأجل على ‏استثمارات الشركات. حيث تميل الشركات ذات المستويات الأعلى من التسهيلات طويلة ‏الأجل بالمتوسط، إلى الاستثمار أكثر من الشركات الأخرى‎.‎

وخلصت نتائج الورقة إلى أن البنوك تلعب دورًا أكبر من بورصة عمان في تعزيز استثمارات ‏الشركات في الموجودات الحقيقية (الثابتة)، بالنظر إلى تأثير التسهيلات الائتمانية طويلة ‏الأجل على السلوك الاستثماري لعينة الدراسة من الشركات غير المالية المدرجة في ‏البورصة‎.‎

وأوصى المنتدى بضرورة تشجيع الشركات المدرجة في البورصة على الاعتماد بشكل أكبر ‏على المطلوبات إلى حقوق الملكية في تمويل عملياتها، خاصة وأن تكلفة الدين أقل من ‏تكلفة حقوق الملكية‎.‎

وأكد المنتدى أنه لا بد من النظر في الأسباب الكامنة وراء عدم وجود تسهيلات طويلة ‏الأجل في دفاتر العديد من الشركات الصناعية والخدمية المدرجة في البورصة، لتحديد ما إذا ‏كان السبب هو من جانب العرض (البنوك لا تقدم تسهيلات)، أم من جانب الطلب ‏‏(الشركات لا تسعى للحصول على تسهيلات طويلة الأجل‏‎).‎

وشدد على أهمية تشجيع النظام المصرفي على زيادة حجم تسهيلاته الائتمانية الممنوحة ‏للقطاع الصناعي. خاصة وأن التسهيلات الائتمانية من قبل البنوك المرخصة تركزت عام ‏‏2023 بشكل كبير في عدد محدود من القطاعات، فقد شكل حجم الائتمان الممنوح ل4 ‏قطاعات، وهي "الأفراد"، و"الإنشاءات"، و"الخدمات والمرافق العامة"، و"التجارة العامة" ما ‏نسبته 80.1 بالمئة من إجمالي الائتمان، في حين بلغت حصة القطاع الصناعي من ‏إجمالي تلك التسهيلات (11.6 بالمئة ) فقط‎.‎

وخلصت الدراسة الى أن تنفيذ هذه التوصيات سيعمل على المساعدة في تحقيق الهدفين ‏الاستراتيجيين لرؤية التحديث الاقتصادي؛ "الاستمرار في نمو القطاع المصرفي المرن في ‏الأردن لتعزيز التنمية"، و"تطوير سوق رأس المال لدعم الاستثمار والتمويل".‏