اطباء يتعرضون للاستغلال.. اليكم الموضوع

صنارة نيوز - 25/07/2024 - 4:27 pm

الصنارة نيوز-‏
أكد أطباء مقيمون أنهم يتعرّضون لظلم من خلال "عقود الإذعان" التي يضطرون إلى ‏توقيعها دون حصولهم على رواتب شهرية مقابل عملهم الطبي وحصولهم على الاختصاص، ‏وهو ما يسمى "نظام الإقامة غير مدفوع الأجر‎".‎

وعلى الرغم من أن هذه المشكلة قديمة، إلا أنه لغاية اليوم لم يتم إيجاد حلول لها، خصوصا ‏أن وزارة الصحة استجابت لمطالب سابقة وقرّرت منذ أعوام قليلة صرف مبالغ للأطباء ‏المقيمين المتدرّبين‎.‎

وفي هذا الصدد، قال عضو مجلس نقابة الأطباء رئيس لجنة أطباء الامتياز في النقابة ‏الدكتور طارق الخطيب إنه خلال الفترات الأخيرة، وبسبب زيادة أعداد الخريجين من كليات ‏الطب المحلية والخارجية، ومحدودية عدد فرص الإقامة التي تقدر بألف مقعد سنويا، استغلت ‏بعض المؤسسات هذه الحاجة من قبل بعض الأطباء بسبب رغبتهم في تطوير مسارهم ‏المهني والاتجاه نحو التخصص‎.‎
وأكد الخطيب أن بعض المؤسسات قامت بطرح برامج إقامة غير مدفوعة الأجر، والتي ‏تُعتبر نوعا من أنواع المخالفات لجميع مواثيق حقوق الإنسان، وشكلا من أشكال العمل ‏القسري‎.‎
وأشار إلى أنه وبسبب الزيادة الكبيرة في أعداد الخريجين وزيادة الطلب على مقاعد الإقامة، ‏أصبح هناك استغلال من قبل بعض المؤسسات لهذه الرغبة، حيث تم طرح برامج إقامة ‏وتدريب غير مدفوعة الأجر أو حتى منقوصة الأجر‎.‎
وأوضح أن هناك بعض المؤسسات التي أجبرت الأطباء الشباب على دفع بدل رسوم تدريب‎.‎
وقال الخطيب إن المجلس الطبي حدّد عدد أيام الدوام للأطباء المقيمين، بحيث لا تزيد أيام ‏الغياب في السنة التدريبية على 20 % من عدد أيام السنة التدريبية كاملة، والتي تبلغ 70 ‏يوما، منها 30 يوما إجازات سنوية، و30 بعذر مرضي أو غيره‎.‎
وشدد على أنه لا يوجد أي تشريع في قانون المجلس الطبي أو حتى بالتعليمات التي صدرت ‏بخصوص الأطباء المقيمين، بتنظيم علاقتهم ببرنامج الإقامة وإجازاتهم وساعات عملهم، ولا ‏حتى بوصفهم الوظيفي‎.‎
ولفت إلى أن عدد المقاعد مدفوعة الأجر التي تتوافر سنوياً لا تستوعب هذا الكم الكبير من ‏الخريجين، لذلك يلجأ الطلبة ممن لم يحظوا بمقعد إقامة مدفوع الأجر إلى برنامج "غير ‏المدفوع" بصفته الخيار الوحيد أمامهم‎.‎
وبين الخطيب أن كل مؤسسة صحية، قد تجتهد بوضع وصف وظيفي للمقيم داخلها ولكن ‏لا يوجد أي وصف موحّد بشكل وطني، وهذا الأمر يختلف عن باقي دول العالم‎.‎
وأوضح أن هناك غيابا واضحا عن الواجبات الموكلة للطبيب المقيم، إضافة إلى حقوقه في ‏ظل عدم وجود تشريع أو نص قانوني في قانون النقابة ولا حتى في قانون المجلس الطبي‎.‎
وقال إن البرنامج التدريبي الذي يخضع له الطبيب المقيم، هو عبارة عن عمل، وبالتالي من ‏حق أي طبيب يتدرب ويعمل في مستشفى أن يحصل على أجر مقابل ما يقوم به‎.‎
وأشار إلى أن هناك تعليمات في قانون النقابة حدّدت رواتب الأخصائيين والطبيب العام ‏والطبيب المقيم‎. ‎
وأضاف: "لكن للأسف، يغيب الالتزام والرقابة عندما تكون الأمور مخصّصة للطبيب المقيم ‏والمتدرب‎".‎
وأوضح أنه في عام 2019 انطلقت حملة "هجرتونا" لإلزام المستشفيات بصرف أجور ‏للأطباء المقيمين، مشيدا بوزير الصحة عام 2021 الذي استجاب لمطالب الحملة‎.‎
وقال الخطيب: "كنا نتمنى من باقي المؤسسات أن تتحول إلى نفس الخطوة التي اتخذتها ‏وزارة الصحة وتعتمد مبالغ وأجور للأطباء المقيمين"، إلا أن هذا لم يحدث في بعض ‏المؤسسات الصحية‎.‎
ولفت إلى أن هنالك ما بين 400 و600 طبيب منضوون في برامج الإقامة والتدريب في ‏مختلف المؤسسات الصحية من جامعات ومستشفيات خاصة‎.‎
وبين الخطيب أن جميع الأطباء المقيمين في مستشفيات وزارة الصحة يعملون بأجور، فيما ‏أكد أن الطبيب المقيم في بعض المؤسسات الصحية يقوم بدفع رسوم تدريب سنوية في ‏التخصّص تصل إلى 3600 دينار في السنة، دون أن يحصل على أي قرش مقابل ذلك‎.‎
ويصل عدد المستشفيات في المملكة إلى 117 مستشفى، منها 69 في القطاع الخاص، ‏و31 في القطاع الحكومي، و15 مستشفى عسكريا، ومستشفيان جامعيان اثنان.‏
‏"الغد"‏