توريس: عدت إلى أتلتيكو من أجل أمسيات مماثلة

صنارة نيوز - 2015-03-19 11:06:46

مدريد-  أشاد المهاجم الدولي الاسباني فرناندو توريس بتأهل فريقه الجديد-القديم اتلتيكو مدريد إلى الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا، مؤكدا بأنه عاد إلى نادي العاصمة الاسبانية "من أجل أمسيات مماثلة".
ولعب توريس الذي وقع قبل ثلاثة اشهر عقد انتقاله إلى أتلتيكو من ميلان الايطالي على سبيل الاعارة لموسم ونصف، دورا حاسما في تأهل رجال المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني إلى ربع النهائي بتسجيله الركلة الترجيحية الأخيرة لفريقه في المباراة التي انتهت في الوقتين الاصلي والاضافي بتقدم "لوس روخيبلانكوس" 1-0 وهي النتيجة التي خسر بها لقاء الذهاب، قبل أن تكون ركلات الترجيح الحكم الفاصل بين الطرفين.
"لم يساورني أي شك على الاطلاق بأني اتخذت القرار الصحيح بالقدوم إلى هنا"، هذا ما قاله توريس بعد المباراة، مضيفا "لن أنسى ما حصل على الاطلاق. ان تلعب في دوري ابطال أوروبا في أمسيات من هذا النوع فهذه هدية".
وكانت ركلات الترجيح مثيرة جدا بعد أن أخفق اربعة لاعبين من الطرفين في التسجيل قبل ان يضع توريس فريقه في المقدمة 3-2 ثم جاء دور شتيفان كيسلينغ ليكون صاحب الإخفاق الخامس بعدما أطاح بالكرة فوق العارضة ما جعل مدرجات "فيسنتي كالديرون" تنفجر فرحا بتأهل الفريق إلى ربع النهائي للموسم الثاني على التوالي، علما بأنه واصل مشواره الموسم الماضي حتى النهائي قبل ان يخسر أمام جاره اللدود ريال مدريد 1-4 بعد التمديد في مباراة كان متقدما خلالها حتى الثواني الأخيرة من الوقت الأصلي.
"المرة الأخيرة التي تواجدت فيها على كالديرون في مباراة ضمن دوري أبطال أوروبا كنت في الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمري"، هذا ما أضافه توريس في إشارة إلى أيام طفولته عندما كان مشجعا ولاعبا في فرق الصغار.
وتابع "أن اختبر هذا الامر على أرضية الملعب (كلاعب) فهذا شيء لا يصدق. لا يمكنني سوى أن أشكر المشجعين. كانوا يشجعوننا حتى النهاية ولهذا السبب هم افضل مشجعين في العالم".
وعاد "ال نينو"، البالغ من العمر 30 عاما، إلى حيث بدأ كل شيء، إلى الفريق الذي بدأ فيه مشواره الكروي الاحترافي حين كان في السابعة عشرة من عمره تقريبا ولعب كمحترف من 2001 حتى 2007 قبل الانضمام إلى ليفربول (2007-2011) وتشلسي الانجليزيين (من 2011 حتى 2014) ثم ميلان.
ومن المؤكد أن توريس يدين كثيرا لأتلتيكو الذي اكتشف موهبته العام 1995 ودربه في فرقه العمرية حتى 2001 قبل أن يضعه على مسار النجومية.
ويأمل "ال نينو" ان يعود إلى المستوى الذي كان عليه حتى 2011 قبل أن يقرر المغامرة مع تشلسي، لكن مهمته لن تكون سهلة في ظل وجود الكرواتي ماريو ماندزوكيتش الذي توترت علاقته بسيميوني بسبب خيارات الأخير ما دفع بالمدرب الأرجنتيني إلى ابقائه خارج التشكيلة منذ لقاء الذهاب امام ليفركوزن في 25 شباط (فبراير) الماضي قبل أن يزج به أساسيا أول من أمس الثلاثاء على حساب "ال نينو" الذي دخل بدلا منه في الدقيقة 83.
وأظهر أتلتيكو مدريد روحه القتالية المعروفة ليتفوق على باير ليفركوزن لكن وصيف بطل دوري أبطال اوروبا سيشعر بارتياح شديد عقب تأهله لدور الثمانية بعد أن فشل مرة أخرى في التألق في الهجوم.
وستتقلص سعادة أتلتيكو بانتصاره لأول مرة في اوروبا بركلات الترجيح بمجرد زوال نشوة فوزه الصعب الذي لم يبد من خلاله أنه استعاد تفوقه في الأمام.
وكانت محاولة لاعب الوسط ماريو سواريز في الشوط الأول هي الهدف الوحيد الذي نجح أي من الفريقين في تسجيله بستاد فيسنتي كالديرون وهو هدف عادل النتيجة الاجمالية عقب خسارة فريق المدرب دييغو سيميوني 1-0 خارج ملعبه في المانيا.
وفشل ليفركوزن في صناعة الفرص قبل هدف سواريز الحاسم، وتطور اتليتيكو مع مرور زمن اللقاء، لكنه وضع ضيفه تحت ضغط شديد فقط قرب نهاية الوقت الأصلي.
وفشل ماندزوكيتش في توفير الحل لهجوم اتلتيكو المتراجع الذي سجل الآن هدفين فقط في آخر خمس مباريات بجميع المسابقات وهي مسيرة أدت أيضا إلى تراجع بطل اسبانيا للمركز الرابع في ترتيب الدوري المحلي، وقال توريس للصحفيين "الأمر يكون صعبا جدا في دوري أبطال اوروبا ودور الستة عشر ليس سهلا مثلما يعتقد البعض، سيطرنا على المباراة لكن التسجيل لم يكن سهلا. وفي ركلات الترجيح يتوقف الأمر على الفريق الأكثر حظا".
واعترف سيميوني أنه أصيب "بالقشعريرة" بعدما تمكن من تحويل خسارته في مباراة الذهاب أمام باير ليفركوزن إلى فوز بركلات الترجيح، وقال سيميوني في مؤتمر صحفي "أنا ضمن أفضل ثمانية فرق في أوروبا مرة أخرى مع أتلتيكو وهذا يصيبني بالقشعريرة. الجماهير أسعدتني كثيرا. الجماهير لم تدرك مدى القوة التي أعطتها للفريق".
وربما تشعر جماهير أتلتيكو بسعادة مضاعفة بعدما قالت ناتاليا وكيلة أعمال سيميوني وشقيقته لمحطة "تي في ئي" الإسبانية إن المدرب وافق على تمديد عقده بعد نهاية العقد الحالي في 2017.
ووجه روجر شميدت مدرب ليفركوزن التهنئة لأتلتيكو، وأشاد بلاعبي فريقه الألماني، وقال للصحفيين "نحن فريق شاب بخبرات محدودة وليس من السهل الصمود هنا في الاستاد الخاص بأتلتيكو".
وأضاف "افتقرنا للتركيز وللهدوء في ركلات الترجيح. نشعر بإحباط كبير بعدما قاتلنا بكل قوة لكن الفريق بذل قصارى جهده ولذلك فنحن نشعر بالرضا عما قدمناه".-(وكالات)