صدر عن دار الفرقان.. كتاب (روايات المهدي) يثير الجدل ويعري رويات الشيعة
صنارة نيوز - 12/07/2024 - 6:12 pmالصنارة نيوز/ خاص - زيد العدوي
اثار كتاب "روايات المهدي" للمؤلف الأردني الدكتور ياسر احمد الشمالي الذي صدر حديث عن دار الفرقان جدلاً واسع بين العلماء وأهل السنة و الشيعة، ومن المحتمل ان تمتد تلك الاثار الى دول كثيرة لانها توضح زييف الكثير من الاحاديث في مسألة المهدي.
وكتاب "روايات المهدي" هو عبارة عن دراسة نقدية في الأسانيد والمتون يقدم عرضا تاريخيا لمجمل الجهود العلمية في مسألة المهدي، مستندا الى مواقع بعض كبار العلماء وموقف البخاري ومسلم والنقاد المتقدمين من مرويات المهدي، بالاضافة لدراسة الآثار الواردة على الشيعة وتسريب الفكرة لأهل السنة.
ووفق منشور شاركته جمعية الحديث الشريف وإحياء التراث عبر الصفحة الرسمية بمنصة فيسبوك فان: "روايات المهدي للكاتب د. ياسر احمد الشمالي كتاب دراسة نقدية في الأسانيد والمتون" عن دار الفرقان/ عمان في مسألة شغلت العالم الإسلامي كثيرا وأثرت في ثقافة المسلمين، وقد حرصت على أن تجمع الدراسة بين نقد الأسانيد ونقد المتون، خدمة للسنة النبوية ومكافحة للدخيل في تراثنا وتطرقت للظروف والملابسات التي أحاطت بتسلل هذه الفكرة لتراثنا.
وتناولت هذه الدراسة سبع عشرة رواية، لم يصح منها شيء، بمعنى لم تبلغ واحدة منها درجة القبول، لوجود جرح ظاهر أو خفي أو كلاهما، ويُلاحظ أن أسانيد هذه المرويات يغلب عليها وجود راو أو أكثر في السند متهم بالتشيع أو الضعف (الغفلة وسوء الحفظ، التدليس، قبول التلقين)، أو كليهما، وقد تداول الضعفاء والمغفلون والمدلسون هذه المرويات عمداً أو غفلة
اما من حكم بالصحة أو الحسن على بعض مرويات المهدي من المتأخرين أو المعاصرين، سببه اتخاذ منهج التقوية بمجموع الطرق أو بالشواهد الضعيفة، وهذا ناشئ عن البعد عن منهج النقاد السابقين المؤسسين لعلم النقد.
هذا وسلطت الدراسة الضوء على الآثار الواردة عن التابعين ، لم يصح منها شيء، سوى أثر محمد بن سيرين (المهدي من هذه الأمة..)، وهو ليس صريحا في أنه يقصد المهدي المنتظر الوارد في الروايات الضعيفة، ولهذا قال: (من هذه الأمة..) وقد تبين أنه أخذه عن راو آخر معروف بالأخذ عن أهل الكتاب، وهو أبو الجلد الجوني، كما تقدم عند دراسة الأثر
واظهر الكتاب انه لم يُنقل تصحيح حديث المهدي عن أحد من النقاد المحققين المتقدمين، كما ثبت عن الإمامين عبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل ما يفيد عدم تصحيح مرويات المهدي.
وفي السياق اظهر الكتاب ان إعراض الشيخين البخاري ومسلم عن روايات المهدي له دلالاته النقدية، لعلو كعبهما في الصنعة الحديثية وسعة اطلاعهما على الطرق، وموقفهما يعبر عن موقف النقاد المحققين، وقد تلقت الأمة كتابيهما بالقبول، وذلك لدقة منهجهما واحتياطهما للسنة، فلا يُعرضان عن أصل إلا لكونه لم يصح عندهما، وعملهما هو الميزان والمقياس، واقتصر تصحيح بعض مرويات المهدي على من عُرف بالتساهل، مثل الترمذي وابن حبان والحاكم
واشار الكتاب انه لم تحظ مسألة المهدي المنتظر بدراسة وافية محققة محررة لدى علماء الحديث المتأخرين، وقد سًقْت بعضا منهم (ابن تيمية، ابن كثير، ابن القيم، ابن حجر..) حيث اعتمدوا على تصحيح من سبقهم من المصنفين مثل الترمذي وابن حبان والحاكم، وهو أمر مستغرب في هذه القضية المهمة ولا ننسى أن منهم من أبدى ما يتضمن عدم قناعته بصحة أحاديث المهدي مثل البيهقي، حيث ساقها في ذكر الدلائل والملاحم وهو مما يقع فيه التساهل.
هذا حظيت مسألة المهدي بدراسات وجهود معاصرة، مثل جهود الشيخ ناصر الألباني في كتبه، حيث صحح بعض المرويات في ذلك، والدكتور عبد العظيم البستوي في رسالة ماجستير، والشيح عبد المحسن العباد، وغيرهم، وهؤلاء ذهبوا لمتابعة المتأخرين في تصحيح وتحسين بعض مرويات المهدي وترديد دعوى التواتر، كما يغلب على دراساتهم متابعة من تساهل من المتقدمين مثل الترمذي والحاكم، وإغفال علم العلل ونقد المتن، والتحسين والتصحيح بمجموع الطرق الضعيفة، مع أنه أمر اعتقادي
واضاف الكتاب ان هناك دراسات أخرى معاصرة ذهبت إلى عدم صحة مرويات المهدي: مثل: الدكتور عداب الحمش، في كتابه: المهدي المنتظر..، والشيخ عبد الله بن زيد آل محمود في كتابه: " لا مهدي ينتظر بعد الرسول محمد ﷺ خير البشر " وهذان الكتابان فيهما فوائد وتحقيقات، مع وجود بعض الملحوظات المنهجية والعلمية على عملهما ذكرتها في مكانها في الباب الأول
وقال الكتاب :"ان فكرة المهدي المنتظر تتعارض مع ما جاء في النصوص الثابتة في الدعوة للعمل والأخذ بأسباب الصلاح والقوة والدعوة للتجديد، وتتعارض مع ما جاء من استمرار وجود المجددين والطائفة التي تتسم بالحق والقتال على الحق، مما يعني دوام وجود قائم لله بحجته.
وتابع الكتاب:" فكرة المهدي المنتظر يظهر أنها تسربت للمجتمع المسلم، من خلال عدة أمور، منها: الرافضة الذين يدّعون المظلومية وينتظرون المخلص، وتسربت أيضا من بعض أهل الكتاب مثل كعب الأحبار، وكان ايضا للرواة المتهمين بالرفض والتشيع أثر بالغ في نشر هذه المرويات وتدليسها، هذا بالاضافة لأحاديث ليس لها صلة بالمهدي، تم فهمها على أن المقصود بها المهدي، ولا دليل على ذلك، هذا الى جانب حصول خلط بخصوص زمن خروج المهدي.