هل تكون ضربة قاتلة للتعليم العالي في الاردن .. الغاء امتيازات استقطاب الطلبة الوافدين للجامعات الاردنية

صنارة نيوز - 11/07/2024 - 9:19 pm

 الصناره نيوز : محمود علي الدباس

– اصاب قرار مجلس التعليم العالي الذي صدر امس في مقتل كل الجهود التي بذلت طوال العقود الماضية من قبل الجامعات في استقطاب الطلبة الوافدين من مختلف الدول العربية والاجنبية ، هذا القرار المتعلق “بالغاء كافة الميزات التفضيلية للطلبة الوافدين الراغبين في الدراسة  في الجامعات الاردنية بتوحيد شروط القبول في جميع مؤسسات التعليم العالي الأردنية”.

 

 

وبموجب هذا القرار سيتم إلغاء جميع استثناءات القبول للطلبة الوافدين المقبولين في مؤسسات التعليم العالي الأردنية اعتباراً من بداية العام الجامعي القادم 2024-2025.

وبناءً على هذا القرار فلن تتضمن السياسة العامة لقبول الطلبة الوافدين للعام الجامعي 2024-2025 أية استثناءات في عملية القبول في أي تخصص، أو برنامج، أو درجة جامعية.

حيث سيطبق على الطلبة الوافدين السياسات العامة للقبول المطبقة على الطلبة الأردنيين من حيث الشروط بما في ذلك الحدود الدنيا لمعدلات الثانوية العامة المطلوبة للقبول في مختلف التخصصات وأية بنود أخرى تتضمنها السياسات.

القرار الذي صدر عن مجلس التعليم العالي شكل مفاجأة وصدمة لادارات الجامعات الاردنية بشكل عام والخاصة بشكل خاص بالنظر لما يشكله من انتكاسة ، وتأثير سلبي على التعليم الجامعي في الاردن ، وكذلك الاثار المترتبة عليه من ضرر على ما يسمى السياحة التعليمية.

بالاضافة الى ضرب جهود الجامعات الاردنية في عملية التطوير والتحديث والانفاق المالي وزيادة الاستثمار في هذا القطاع.

 

حيث سيفقد هذا القرار الذي اتخذ دون التشاور مع الجامعات “بحسب ما رشح عن ادارات العديد من الجامعات” ، وانفردت به الحكومة من خلال مجلس التعليم العالي ، اي ميزة تفضيلية للجامعات الاردنية ، تلك الميزات التي كانت تعطي افضلية للجامعات الاردنية في قرار الطلبة الوافدين وتشجعهم على القدوم للدراسة الجامعية في الاردن ورفد الاقتصاد الوطني بالعملات الاجنبية وتشغيل القطاعات المترابطة مع هذا القطاع من سياحة وعقارات واسواق ، ظل هذا التواجد للطلبة الوافدين ينعش هذه القطاعات ويعتبر محركا رئيسيا في تشغيل الاردنيين ويفتح المجال امام استثمارات عديدة لخدمة الطلبة الوافدين ، تخلق فرص عمل واقتصاد مترابط مع هذه العملية.

وفي ضوء القرار المتخذ والذي بحسب ادارات الجامعات الاردنية ، لم يتم فتح حوار حوله ونقاشه ، واستشراف اثاره السلبية!!

سوف يشكل عائقا كبيرا امام جهود الجامعات في استقطاب الطلبة الوافدين للاردن ، لا بل انه سيكون عامل طرد لعدد هائل من الطلبة الوافدين ، وسوف يؤدي الى اعادة النظر من قبل الطلبة الوافدين ودولهم في قرار التوجه للدراسة في الاردن ، والانتقال لدول مجاورة وفي الاقليم توفر مميزات للطلبة الوافدين وخصوصية في التعامل معهم وشروط تفضيلية لهم.

 

مسؤولون في الجامعات الاردنية يتسائلون عن السبب الذي سيدفع الطلبة الوافدين للقدوم للاردن بعد اصدار هذا القرار ؟؟

وبالرغم من ان مجلس التعليم العالي اشار الى ان حيثيات اتخاذ هذا القرار تأتي في سياق وهدف المحافظة على سمعة قطاع التعليم العالي الأردني، وجودة مخرجاته من خلال تحسين المدخلات، وبما يتوافق مع المعايير العالمية، إضافةً إلى التغذية الراجعة من مختلف الشركاء ذوي العلاقة.

تضع ادارات الجامعات الاردنية اكثر من خط تحت عبارة “التغذية الراجعة من مختلف الشركاء ذوي العلاقة” لا سيما وانهم كانوا مغيبين عن القرار ، وتفاجؤوا به عند نشره على وسائل الاعلام!! فمن هم الشركاء الذين اسهموا بهذه “التغذية الراجعة” كما ورد في بيان وزارة التعليم العالي ومجلس التعليم العالي ؟؟

وطالبوا باعادة النظر في هذا القرار وتجميده لحين التشاور للخروج برؤية مشتركة تحقق اهداف تحسين جودة مدخلات ومخرجات التعليم العالي في الاردن ، لا سيما وان العديد من الجامعات باتت تحقق مراكز متقدمة على سلم التصنيفات العالمية للجامعات.