الواضح الآن أن نتنياهو سيشكل الحكومة الجديدة للسنوات الأربع القادمة، وسيكون ائتلافه من مجموعة أحزاب تعتقد أن الله منح «إسرائيل» للإسرائيليين وليس للفلسطينيين، وأن الأرض ستبقى كذلك.
ما نريده من هذا الوضوح في الموقف الإسرائيلي، هو اليقين الفلسطيني والعربي بأن لا حلّ سياسياً في الأفق، ولا مفاوضات، ولا دور لأميركا. وإذا كان نتنياهو قد ذهب إلى واشنطن ليقطع مع إدارة أوباما.. فإنه نجح في تجنيد الكونغرس لهذه القطيعة، ليس بسبب إيران وقنبلتها النووية، وإنما بسبب الاصرار الأميركي على دور شرق أوسطي لا يريده نتنياهو.
لقد اصبح من الواضح ان توافقات اوسلو قد ماتت مع اسحق رابين، وان عرفات ومن بعده محمود عباس كانا يلعبان في الوقت الضائع، وحين دمّر اريل شارون السلطة الوطنية في الضفة ورام الله وانسحب من غزة، ودمّر كل مستوطناته هناك، فقد كان واضحا جدا ان الرجل يريد فصل غزة عن الضفة، ويريد ابناء الضفة تحت الحكم الذاتي الاسرائيلي، وترك غزة تغرق او تنظم الى مصر، فشارون يريد ارض الضفة الغربية ولا تغريه ارض غزة.
على الفلسطينيين ان يبدأوا من جديد، وان يضعوا امام العرب ما الذي يريدونه، وان يخصصوا بمعنى: ان الذي يريدونه من المغرب غير الذي يريدونه من لبنان وحزب الله او الاردن، وان الذي يريدونه من العراق غير الذي يريدونه من عُمان، وان «خطة العمل» لها مشتركات تشمل الجميع، وخصوصيات لكل دولة على حدة، وعلينا ان نعرف ما الذي نريده من المجتمع الدولي: الامم المتحدة، اوروبا، روسيا، الصين الولايات المتحدة، والمحاكم الجزائية الدولية.
على الفلسطينيين ان يحددوا ما الذي يمكن ان يقدموه لبلدهم وقضيتهم. فقد انتهى زمان اتهام الجميع بأن هذا باع فلسطين, وذلك تاجر بها.. هذا خائن وذاك وطني. فذلك لا يعفي صاحب القضية من المسؤولية.
وعليهم أن يصارحوا اغنياء العرب وفقراءهم. كبارهم وصغارهم. والاذكياء يقولون: الساعة الخربانة تضبط مرتين في اليوم.
عدونا اختار أن يوضح مواقفه, ويواجه. وعلينا ان نقبل التحدي, فالتفاوض سياسة لا يمكن ان تستمر.. قرناً كاملاً.
نهاية تفاوض القرن!
صنارة نيوز - 2015-03-19 08:42:47طارق مصاروة
يعترف نتنياهو بانه لم يأخذ مشروع الدولتين على محمل الجد طيلة رئاسته الأخيرة. وأقصى ما يمكن الموافقة عليه هو ضم المنطقة C وهي الأكبر في مراحل وارسو ويسكنها الآن 350 ألف مستوطن و50 ألف فلسطيني اما المنطقتان A وB وللفلسطينيين أكثرية فيهما فهو يقبل بحكم ذاتي يكون في غاية الكرم الاقتصادي، وغاية الشح السيادي. وتبقى القدس موحدة، وعاصمة لإسرائيل.. ولا كلام عن سكانها البالغ عددهم 220 ألف فلسطيني.