نتنياهو يعود.. الأسوأ قادم
صنارة نيوز - 2015-03-19 08:40:23فهد الخيطان
وحدها سارة نتنياهو كانت سعيدة بفوز زوجها؛ فقد نالت من القبلات في ساعة ما لم تنله في كل حياتها الزوجية. في واشنطن وطهران، وعديد العواصم العربية، سيضرب قادة وزعماء بقبضاتهم على المكاتب غضبا من النتيجة.
لقد منحت استطلاعات الرأي في إسرائيل، خلال الأيام الماضية، الأمل بدحر بنيامين نتنياهو، وخروجه من الحياة السياسية. بيد أن نتائج انتخابات الكنيست خالفت التوقعات؛ "الليكود" تقدم الصفوف، ونتنياهو سيعود رئيسا للوزراء للمرة الرابعة في تاريخ إسرائيل، وبأغلبية مريحة لا تقل عن 65 من ممثلي أحزاب اليمين واليمين المتطرف.
النتيجة تشكل صدمة كبيرة لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي اتسمت علاقته بنتنياهو بالتوتر الشديد، خاصة في الأسابيع الأخيرة التي سبقت الانتخابات. ووزير خارجيته جون كيري، كان يتمنى أن يعود إلى إسرائيل بعد الانتخابات ولا يرى نتنياهو.
الفوز "المفاجئ" لنتنياهو وتحالف اليمين، جاء في لحظة حساسة بالنسبة لواشنطن، التي عقدت العزم على عقد اتفاق نووي مع طهران قبل نهاية الشهر الحالي. لكن عودة العدو الأول لهذا الاتفاق بقوة أكبر من السابق، ستمنح المعارضين للصفقة في واشنطن؛ الجمهوريين وبعض الديمقراطيين، زخما أكبر، وقوة دفع، لإحباط الاتفاق.
السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، سيواجهان أياما صعبة. كلام نتنياهو في الحملة الانتخابية ليس مجرد وعود يصرفها للجمهور؛ فقد عودنا على التزامه بما يقول. وقد قال قبل أيام فقط، بصريح العبارة: "لن تشهدوا قيام دولة فلسطينية في عهدي".
كان أمل البعض أن تتحرك الإدارة الأميركية بعد الانتخابات الإسرائيلية من جديد، لاستئناف مفاوضات السلام المتعثرة. الآن، من غير المرجح أن يفكر أوباما وكيري في فتح الملف.
نتنياهو عائد بقوة، وفي جعبته مشاريع سياسية، في مقدمتها مشروع يهودية الدولة، والمزيد من القيود على الفلسطينيين. النتيجة التي حققتها القائمة العربية في الانتخابات مهمة، وقد تكون مفيدة لعرب الداخل. لكن لن يكون بوسع نوابها وقف المدحلة الصهيونية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
صاحب دعوات قطع رؤوس العرب أفيغدور ليبرمان، وسواه من الإرهابيين الصهاينة، سيكونون شركاء لنتنياهو في الحكم، ولن يتركوه هكذا من دون أن يضعوا بصماتهم على سياسة الحكومة الجديدة.
صحيح أن فوز قائمة "الليكود" بهذا الفارق عن "الاتحاد الصهيوني" بدا مغايرا للتوقعات. لكن ما كان متوقعا من الإسرائيليين غير المزيد من الجنوح نحو اليمين. إنه خط متصاعد في إسرائيل منذ زمن، ولم يكن هناك ما يشير أو يدفع إلى إمكانية حدوث تحول في المزاج الإسرائيلي، في وقت تتجه المنطقة بكاملها نحو التطرف، وتستسلم شعوبها لمنطق الهويات الدينية والمذهبية القاتلة.
إسرائيل كانت رائدة في صناعة التطرف والإرهاب، ووجدت بيئة خصبة من حولها تشجع على تطوير هذه الصناعة، لتمضي أشواطا إلى الإمام.
لن يتأخر نتنياهو في تشكيل حكومته؛ فكل الخيارات متاحة أمامه. سيمضي بسرعة كما قال؛ فثمة تطورات خطيرة في لوزان بسويسرا عليه أن يعرقلها.