محمد سبتي يكتب: مواقع التواصل تضج بتصريحات الملكة رانيا.. أين وسائل الاعلام المحلية والعربية؟
صنارة نيوز - 08/05/2024 - 1:06 pm
الصنارة نيوز/ خاص
خلال اقل من اسبوع اجرت جلالة الملكة رانيا العبدالله 3 مقابلات صحفية مع أهم مؤسسات اعلام امريكية، تحدثت بها عن أعداد القتلى من المدنيين والاطفال والنساء، والاطباء وعمال الاغاثة والصحفيين في قطاع غزة، وتعنت اسرائيل والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، كما تحدثت عن ازدواجية المعايير الغربية، وانتقدت الموقف الامريكية، والاستقطاب العالمي.
كما تطرقت جلالة الملكة الى فشل العالم بوقف الفظائع الإسرائيلية في غزة وعدم استخدام المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة نفوذه السياسي لإجبار إسرائيل على إنهاء الحرب والسماح بدخول المساعدات.
ودعت جلالة الملكة رانيا العبدالله المجتمع الدولي إلى الضغط بشكل عاجل على إسرائيل لوقف العقاب الجماعي، كما سلطت الضوء عن استخدام التجويع كسلاحَ حرب، مؤكدة ان التاريخ يُكتب اليوم في فلسطين وان وصمة العار كبرت على الضمير العالمي.
رغم ان الجمهور العربي والغربي يتابع بشغف واهتمام كبيرين مقابلات، جلالة الملكة وطريقة تعاطيها مع الحرب على قطاع غزة، وتصريحاتها النارية التي تخاطب بها الجمهور الغربي، هذا يبدو جليا عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة موقع (اكس)، وعبر مؤسسات اعلامية اجنبية- رصدتها الصنارة نيوز- الا ان القصور بدا واضحا عند وسائل الإعلام المحلية والعربية.
فوسائل الاعلام المحلية اكتفت بتداول "خبر جاهز" للمقابلة دون تسليط الضوء على فحواه وتحليل محتواه، او حتى التطرق للحقائق التي وردت فيه وللحلول التي قدمتها جلالة الملكة لرسم سياسات وتوجيهات جديدة يمكن ان تنهي الازمة التي تعصف بالمنطقة والتي بدات تتوسع شيئا فشيئا.
اما الكارثة الكبرى فهي وسائل الاعلام العربية التي تدعي أنها تدعم الفلسطينيين، فرغم أن مقابلات الملكة رانيا العبدالله محور اهتمام الرأي العام العربي، وتصريحاتها انتشرت بشكل غير مسبوق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الا ان القنوات العربية تحاول عدم التطرق لها، او نقلها كخبر متواضع او ثانوي في النشرات الاخبارية، واللافت ان تلك المؤسسات الاعلامية رغم اختلاف توجهاتها وخلفياتها، الا انها تتعامل مع مقابلات جلالة الملكة بالطريقة ذاتها، وهذا يعتبر ماخذا على ادارة تلك المؤسسات التي تزعم المهنية.
وفي النهاية لابد من الاشارة ان تصريحات الملكة المنسجمة مع اقوال جلالة الملك عبدالله الثاني ، ومواقف الحكومة الاردنية والشعب، ضجت عبر معظم وسائل التواصل الاجتماعي، وتداولها الالاف من النشطاء والكتاب والصحفيين العرب والاجانب وكانت العنوان الابرز لمدة اسبوع كامل.
اما تحيز وانتقائية الإعلام العربي المقصودة او غير المقصودة، فلن تؤدي إلى تجاهل المضامين الهامة التي جاءت على لسان الملكة رانيا العبدالله، فقد خسرت تلك المؤسسات بسياستها التحريرية غير المهنية الكثير، فاهدافها وغاياتها وطموحاتها ستكون محل تشكيك لدى الشعوب العربية.