عن الجنرال.. أوقفوا آلة الظلام
صنارة نيوز - 2022-09-24 15:03:23إبراهيم قبيلات
فارق كبير بين ساعٍ في هدمنا، ومن بعدنا وطننا، وآخر يسعى وراء الحقيقة، ليعلم أولاً، توطئة ليصوّب ما شذ وتطرف، ففي الحالة هذه هو ساعد بناء وتعمير.
يستهوينا سريعاً الساعي في هدمنا، يراهن على غضبنا، ويستميل السذّج منا، ليشق طريقه عبر وسائط منفلتة من قيم التحري والتدقيق، وفي برهة تتحول الشائعة إلى عقيدة.
ثمة آلة خبيثة، تعمل خلف الستار، غايتها تشويه أردننا وأردنيتنا، وتحطيم قيمنا، فتنفلت الأحوال من عقالها، في جنون لا يخضع لحساب، لكنه يحقق هدفاً واحداً، هو تعميق جرحنا الوطني.
لم يكد اللواء حسين الحواتمة، الذي أحب تسميته بـ "الجنرال"، أن يغادر عتبة واجبه في الأمن العام، حتى تنفلت آلة الظلام، وتتفتق عن تسجيلات صوتية، أُنتجت وسُوّقت لتنال منا.
نعم، لتنال منا، فالجنرال منا ويشبهنا، وسمرة محياه علامة نسبه وانتسابه، ليس فقط لأولئك القاطنين في ذيبان وجوارها الممتد، بل لأولئك القاطنين في مدن وقرى ومخيمات الأردن، ونحن منهم.
تلوك ألسن السذّج صاحب السُمرة، فنتخبط نحن، ويجرح الشك قلوبنا، لتنبسط أسارير الخبث والظلام، بما حققت بغضاء وهدم.
تعود الحقيقة لتظهر مجدداً، فيستعيد الجنرال إشراقته، ويثبت مجددا أنه ابن هذا التراب، ولا حدود لجذوره.
يسعد بعضنا، وأخشى أن يكون جلنا، بالرقص في غياهب العتمة، لتطحن تلك الآلة البغيضة قيمنا وشيمنا ورجالاتنا في طول الأردن وعرضه.
ثمة فارق بين من يحمل حقداً، وآخر يسعى بعقله ووجدانه الوطني في مواجهة ومعالجة قضايا وطننا وشعبنا.
راسخة هويتنا، لكنها اليوم تقف على أطراف أصابعها مشدوهة، ولا نريدها مهشمة كما هشّمت قيمنا الجمعية، وباتت محط إنكار منا جميعاً.
ما الذي فعله الحواتمة؟.
يسارع السذّج بالإشارة إلى التسريبات.
لا بأس، فالقصة باختصار أن أحدهم قرر أن يلهينا بها يوماً أو يومين، ومن بعدها يعيد إطلاق النار على هدف آخر.
ككل الأردنيين، تابعت تسريبات صوتية منسوبة للجنرال، وهالني حجم التشفي بالرجل، رغم أن التسريبات لا تدينه بقدر ما تقدمه كإنسان يرفض التعسف باستخدام سلطاته، وهو (ثالث ثلاثة) ضد السيدة.
فجأة، صرنا ملائكة، وفي غفلة صارت أكبر خطايا الرجل تسريبة، أنتجها تاجر مخدرات غاضب.
نرفض التصيد بالماء العكر، ونتمسك بعقولنا، فمكالمة مشبوهة، مقطّعة وفق ما يرغب المدبلج، خلقت لهذا الوقت، وأريد لها أن تكون على هيئة سيدة مدنية اللهجة.
التفاصيل تستوجب التأمل في ثناياها، والتوقف عن كيل الاتهامات للرجل والإجابة عن هذا التساؤل: ماذا ستفعل لو كنت بمكان الرجل وتحمل رتبته العسكرية وسطوة رجاله؟.