ما يزيد على 80٪ من "جيل الربيع العربي" يعتبرون الاستقرار أهم من الديمقراطية
صنارة نيوز - 2022-09-21 18:37:19كشف استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الرابع عشر لرأي الشباب العربي أن الشبان والشابات العرب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - ممن عايشوا أحداث الربيع العربي، وصعود وأفول تنظيمداعش، وتفشي جائحة "كوفيد-19" - يبدؤون حقبة جديدة في مسارمستقبلهم ويفضلون الاستقرار على الديمقراطية.
ويقول معظم ما يمكن تسميته "جيل الربيع العربي"، ممن ترعرعوا في كنف المتغيرات التي شهدتها المنطقة منذ عام 2010، إنهم يتمتعوناليوم بمزيد من الحقوق والحريات بفضل الربيع العربي، وإنقياداتهم تهتم لآرائهم، وإن النساء يتمتعن بحقوق متساوية مع الرجال. ولكن غالبية الشباب العربي في دول مجلس التعاون الخليجي (57٪) وشمال أفريقيا (62٪) وشرق المتوسط (72٪) يقولون إنالديمقراطية لن تنجح في المنطقة.
يقول ما يزيد على ثمانية من كل عشرة (82٪) مشاركين في الاستطلاع عبر المناطق الثلاث إن الاستقرار أهم من الديمقراطية. ومن الجوانب المهمة الأخرى التي تتصدر قائمة مطالبهم وضع السياسات المناسبة لمعالجة المشاكل الجوهرية مثل الوظائف، وجودة التعليم،وارتفاع تكاليف المعيشة.
وبينما يقول 87٪ من الشباب العربي في دول مجلس التعاون الخليجي إن حكوماتهم تمتلك السياسات المناسبة لمعالجة مشاكلهم، يوافقهم الرأي في ذلك أقل من ستة من كل عشرة مشاركين في الاستطلاع من دول شمال أفريقيا، وبالكاد الخُمس (21٪) في دول شرق المتوسط. وفي ضوء ذلك، يفضل الشباب العرب العمل بشكل مستقل أو لدى أسرهم (28٪) على العمل لدى الحكومة أو القطاع الخاص.
المسح السنوي الأشمل من نوعه
كشفت أصداء بي سي دبليو، شركة استشارات العلاقات العامةالرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن النتائج الرئيسية لاستطلاعها السنوي لرأي الشباب العربي 2022 اليوم في دبي. ويعتبر هذا الاستطلاع، الذي يصدر هذا العام في نسخته السنوية الرابعة عشرة، المسح الأشمل من نوعه للشريحة السكانية الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تضم أكثر من 200 مليون شاب وشابة. كما يعتبر الاستطلاع واحداً من الدراساتالبحثية القليلة التي تتضمن إجراء مقابلات شخصية مع المشاركين فيها.
بداية حقبة جديدة
وفقاً لاستطلاع أصداء بي سي دبليو لرأي الشباب العربي 2009، قال 92٪ من المشاركين فيه آنذاك إن العيش في بلد ديمقراطي هو أهم أولوياتهم. وأظهر استطلاع هذا العام حدوث تحول كبير، حيث يرى الآن 82٪ من الشباب العربي أن الاستقرار أهم من الديمقراطية؛ ومع ذلك، قال غالبيتهم (60٪) إنهم قلقون بشأن تنامي دور الحكومةفي حياتهم اليومية.
ومع ذلك، يعترف الشباب العربي اليوم بأن قياداتهم تهتم لآرائهم؛حيث أكد ذلك 88٪ من شباب دول مجلس التعاون الخليجي، و67٪ من شباب دول شمال أفريقيا، فيما بدا شباب شرق المتوسط أكثر تبايناً حيال هذا الرأي بنسبة 50٪. ويشير الشباب العربي كذلك إلى تحسن المساواة بين الجنسين، حيث يرى 59٪ من النساء و62٪ من الرجال أن الرجال والنساء يتمتعون بحقوق متساوية.
البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة لا تزالان من أكبر العقبات التي تواجه المنطقة
يعتبر الشباب العربي ارتفاع تكاليف المعيشة والبطالة من أكبر العقبات التي تواجه المنطقة. وقد ظل هذان العاملان أكبر مخاوفهم على مدار سنوات الاستطلاع باستثناء عامي 2016 و2017 حينماأشار الشباب إلى صعود داعش وتهديد الإرهاب باعتبارهما أبرزالمخاوف.
ويقول أكثر من ثلث الشباب العربي (41٪) إنهم يكافحون لتغطية نفقاتهم الأساسية (وارتفعت هذه النسبة إلى 63٪ في دول شرق المتوسط)، بينما قال أكثر من نصفهم (53٪) إنهم يتلقون دعماً مالياً من عائلاتهم. ولا تزال جودة التعليم مصدر قلق مستمر بالنسبة للشباب العربي (قال 83٪ إنهم "قلقون جداً" أو "إلى حد ما" بهذا الشأن) مع تراجع مستوى قلقهم قليلاً في أعقاب الجائحة. وسادالتشاؤم بشأن الوظائف تحديداً في دول شرق المتوسط وشمال أفريقيا(حيث قال 49٪ من الشباب العربي عموماً أنه من الصعب العثور على وظيفة جديدة في بلدانهم).
تراجع جاذبية الوظائف في القطاعين الحكومي والخاص، والمزيد من الشباب العربي يخططون للهجرة
مع أن الكثيرين من الشباب العربي يبدون حالياً اهتماماً في العمل بشكل مستقل لكسب معيشتهم، لا يزال معظمهم يرغبون بالعمل لدى الحكومة (39٪) علماً أن أصحاب هذا الرأي تقلصت أعدادهم بنسبة 10٪ منذ عام 2019. كما تراجعت أيضاً نسبة الشباب العربي الذين يفضلون العمل في القطاع الخاص خلال السنوات الثلاث الماضية من أكثر من الربع (28٪) إلى الخُمس فقط.
وفي ضوء هذا المشهد القاتم لفرص العمل، يميل الشباب العربي إلىالهجرة؛ حيث قال نصفهم تقريباً (45٪) إنهم إما يحاولون جدياًالهجرة أو يفكرون جدياً بها، ذلك بالمقارنة مع 42٪ من المشاركين في استطلاع عام 2020 و33٪ العام الماضي. وحلت كندا (22٪) وألمانيا (19٪) والولايات المتحدة (17٪) في صدارة الوجهات التي يفكر الشباب العربي بالهجرة إليها – بينما احتلت الإمارات المرتبة الرابعة (14٪).
مواقف متباينة تجاه الدين
يمكن القول إن التباين الأكثر وضوحاً في آراء الشباب العربي اليوم هو مواقفهم تجاه الدين. فمن جميع الشباب المشاركين في الاستطلاع، قال 41٪ إن الدين هو العنصر الأهم في التعبير عن هويتهم (بنسبةزيادة 7٪ عن عام 2021)، يليه الانتماء الوطني (18٪)، ثم العائلة أو القبيلة (17٪) والانتماء العربي (7٪). وتقل نسبة الارتباط بالدين في دول شرق المتوسط (24٪). وأعرب ثلاثة أرباع الشباب العربي تقريباً (70٪)، مع أغلبية واضحة في جميع المناطق الثلاث، عن قلقهم منفقدان الثقافة والقيم التقليدية.
ويرى معظم الشباب العربي في المناطق الثلاث أيضاً أن الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية أهم من بناء مجتمع أكثر عولمة (66٪ من جميع المشاركين). ويقول 70٪ من الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي و60٪ في دول شمال أفريقيا إن القوانين في بلدانهم يجب أن تستند إلى الشريعة الإسلامية وليس إلى القانون المدني أو العام، ويشاركهم هذا الرأي أكثر من أربعة من كل عشرة مشاركين في الاستطلاع من دول شرق المتوسط.
في المقابل، يقول 73٪ من الشباب العربي (78٪ في دول مجلس التعاون الخليجي، و76٪ في دول شمال أفريقيا، و65٪ في دول شرق المتوسط) إن الدين يلعب دوراً أكبر مما ينبغي له في منطقة الشرق الأوسط، ويعتقد أكثر من ثلاثة أرباع (77٪) الشباب العربي أنالمؤسسات الدينية في المنطقة بحاجة إلى إصلاح. كما يعتبر معظمهم (55٪) أن اللغة العربية أقل أهمية بالنسبة لهم من آبائهم، وأبدى 40٪ فقط من شباب دول مجلس التعاون الخليجي موافقتهم على هذا الرأي.