تفجير مصنع حليب جورستان
صنارة نيوز - 2020-08-09 18:55:02عندما يصل الأمر إلى الإعتداء على حليب الأطفال فلن نتوقع أن يحدث إلا الأسوأ! فبعد أن ألقي عمال جمهورية جورستان وراء القضبان بتهمة إحراق مصنع حليب الأطفال، بينما الكل يعرف أن من تلوثت يده بالإعتداء على المال العام وعلى عقول الأجيال هو المدبر الحقيقي لهذا الفعل المخزي والمخالف لكل القوانين والإتفاقيات الدولية. بينما كان سكان جورستان يتمنون أن يتم التعامل مع الفاسدين بمثل هذا الحزم والجرأة والسرعة التي تم التعامل بها مع العمال.
فعندما تضع السلطة التنفيذية القانون تحت أقدامها، وتصبح السلطة القضائية أضحوكة بعد أن كان سكان الجمهورية يعتزون باستقلالية القضاء ونزاهته، فبدلا من أن يراجع القاضي القوانين الناظمة قبل إصدار الحكم فيحترم شرف المهنة والقسم والمبادئ والعلم والثقة التي حملها طوال السنين، أصبح يستند إلى التوجيهات التي تصل إليه من (الشارع) الذي يحظى باحترام (الشعب). فهل أصبحت السلطة القضائية أداة لتمرير مشاريع المؤامرات وتبرير فشل حكومة جورستان؟
فجروا المصنع، وضربوا العمال، وألقوا بهم في السجون، لماذا؟! هل لأنهم تحدثوا مرة عن رفضهم لبيع أجزاء من المصنع أو تبديلها؟ أم لأنهم كانوا يرغبون بتأسيس مركز وطني لتدريب العمال، فهذا المركز قد يشكل منافسة لمركز التدريب الذي تملكه إحدى سيدات أعمال جورستان؟ أم لأنهم رفضوا استيراد كتب مدرسية جاهزة لبناء جيل منزوع الصلة بوطنه ودينة وحضارته، كتب تهدم ولا تبني؟ أم لأنها كتب جاءت كجزء من صفقة تآمرية وتحقق مكاسب مالية لأحد التجار؟ أم لأنهم طالبوا بمحاسبة الفاسدين الذين يدعون باختفاء سجلات تضمن حقوق العمال ومئات الملايين التي اقتطعت من رواتبهم؟ أم لأن العمال يطيلون السجود في صلواتهم فظن الفاسدون أنهم يتلقون توجيهات من تنظيم ديني أو خارجي، فأطال العمال السجود كي يدعون على الفاسدين بالهلاك؟ فغاظهم ذلك؟
هل كل ذلك كي نرى آيات الله تتجسد فيهم؟.. وكأننا نرى (أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون)، (يذبحون أبناءهم..)، (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين).
وفوق كل ذلك فقد فهم بعض المسؤولين في جورستان بأنه وكما الكمامات استخدمت للوقاية من كورونا، فإنهم يستطيعون إصدار قرارات لتكميم الأفواه وكسر الأقلام كي لا تنكشف فضائحهم ومؤامراتهم التي هي أشد فتكا من الكورونا.
هذا الواقع الذي أدخل جمهورية جورستان إلى غرفة الإنعاش يفرض على حاكم الجمهورية اتخاذ قرارات فورية تعيد الأمور إلى نصابها.. وإلا فقد تشهد جورستان تفجير بقية المصانع.. وتتزعزع ثقة الشعب بحاكمهم الرشيد، ويفقد السكان نعمة الأمن التي هي كل ما تملكه جورستان؟
(هذا الحلم رأيته الليلة الماضية) .