داعش يصل الى سلاح الجو الإسرائيلي
صنارة نيوز - 2015-02-26 08:40:40بقلم أسامة الرنتيسي: حتى تكتمل حلقات الخداع، وتدوم الفوضى، وتضيع اتجاهات التحليل والتفكير، لجأت العقلية الاسرائيلية الداعشية إلى طريقة جديدة للفت النظر إلى فكر داعش في اسرائيل، حيث قام ستة جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي بتصوير شريط فيديو في أحد المعسكرات، مثلوا من خلاله ممارسات عصابة داعش الارهابية.
في الواقع، لا توجد ثارات بين القاعدة وتفريخاته الكثيرة، وآخرها "داعش" والكيان الاسرائيلي، وداعش وضع من دون أن يدري (حتى لا نلجأ لعقلية المؤامرة التي تقول ان القاعدة وداعش… صناعة اميركية اسرائيلية في مختبرات استخبارية عربية) بيد إسرائيل عدة ذرائع للتمسك بتعنتها في المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، وعلى رأس اهدافها "الدولة اليهودية".
اثبتت المسارات التاريخية لاحداث عديدة، أن القوى الظلامية المتطرفة برغم اختلاف ايدولوجياتها، قد تلتقي في الاهداف والمصالح، من دون ان يكون بينها اية اتفاقات مسبقة.
داعش يتطلع الى اثارة حروب وثارات محلية مهمتها تفكيك الدولة الوطنية والحكم المحلي واعاقة التطور نحو المركزية في الدول المستهدفة، وهذا يخدم المخطط الاسرائيلي الذي اشتغلت عليه كثيرا من خلال مخابراتها، من دون ان يكون هناك اتفاق مسبق بينهما.
أكثر ما يُحرج المناصرين لعصابات داعش، إذا وجَّهت لهم سؤالًا حول غياب اسرائيل وعدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني عن أجندة داعش، فيأتيك جواب ساذج: ان داعش تقتفي خطة صلاح الدين الايوبي، الذي حرر القدس بعد ان حرر البلدان التي حولها…، وهي لا تستطيع محاربة اسرائيل وظهرها مكشوف…
على ذمة الإذاعة الاسرائيلية هناك قرابة 30 شخصا من فلسطينيي "إسرائيل"، انضموا إلى العصابات الارهابية المختلفة الناشطة في سورية والعراق.
لا ادري ما هو المبرر الشرعي الذي يسمح لفلسطينيٍ تحتل اسرائيل ارضه بالخروج الى بلدان اخرى لتحريرها، واذا كان يريد الشهادة فالجنود الصهاينة امام عينيه، ويستطيع ان يفجر نفسه باحدهم على الاقل.
كما لا افهم ما هي الفتوى التي اعتمد عليها شيخ الاسلاميين في الارض المحتلة رائد صلاح عندما "جهز غازيا" شابا من ام الفحم العام الماضي للخروج للقتال مع جبهة النصرة.
مناصرو النظام السوري يؤشرون دائما على الأحداث التي وقعت في جنوب سورية والمناطق المحاذية للقنيطرة تحديدا، بكيفية حصول حُسن جوار بين العصابات المتطرفة واسرائيل، حتى وصل الأمر إلى معالجة جرحاهم في المستشفيات الإسرائيلية، ما يؤكد أن هناك مصلحة لإسرائيل في تفكيك سورية مثلما لها مصلحة في تفكيك العراق.
أليس الاقصى أولى القبلتين، وهو أحق بالجهاد والاستشهاد من أراضي الرقة والأنبار، رحم الله الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب قبل ان يموت (والرحمة تجوز على الحي والميت) عندما قال:
نوضعُ في العصارَةِ كي يَخْرُجَ منا النفطْ
نخبك …. نخبك سيدتي
لمْ يَتَلَوَّثْ مِنْكِ سِوى اللَّحْمِ الفَاني
فالبعضُ يَبيعُ اليَابِسَ والأخضر
ويدافِعُ عَنْ كُلِّ قَضايا الكَوْنِ
وَيَهْربُ مِنْ وَجهِ قَضِيَّتِهِ.