"البحرين "العامرة بالزين".. عن "ملوك آل خليفة

صنارة نيوز - 2019-02-11 09:26:36
رغم تأييد ملايين العرب لما سمي بثورات الربيع العربي، إلا أن الملايين انتفضوا دفاعاً عن البحرين يوم حاولت مجموعات تحركت بإيعاز خارجي لإحداث شغب في العاصمة المنامة، لأن البحرين "الوادعة الهادئة" ظلت أنموذجا للتعايش بين الأديان والشعوب بعيدا عن التعقيدات الموجودة في دول أخرى في إقليم الشرق الأوسط، ورغم أن الدلائل كانت تشير إلى أن المجموعات الخارجية تريد الأذى والخراب للبحرين، إلا أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة أصر على التمييز بين مواطنين بحرينيين نزلوا إلى الشارع ل"غايات مطلبية محقة"، وبين هؤلاء الذين يريدون الخراب والفوضى للبحرين التي ظلت منذ استقلالها واحة للسلم والاستقرار والازدهار.
 
ظلت البحرين تاريخيا عصية على "الأذى والخراب والفوضى" بسبب "النهج الحكيم" الذي أفرزته قيادة المغفور له بإذن الله الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ومن ثم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وليس غريبا أن يسير "الحفيد" الأمير سلمان على نهج جده ووالده في العمل من أجل تحديث البحرين، وجعلها منصة عالمية للحرية والتقدم والانفتاح، إذ يحاول ولي العهد بتوجيهات ملكية مستمرة لولي العهد تحويل البحرين إلى "واحة عالمية" لمؤتمرات السلام لا "الخراب"، واجتماعات الانفتاح سياسيا ودينياً لا "الانغلاق"، والعمل على أن تكون البحرين "الصغيرة مساحة"، و"الكبيرة مكانة" حاضنة لكل ما هو خير وسلام وطمأنينة.
 
في الرابع عشر من فبراير اليوم الذي اختاره العالم "عيداً للحب" كان الملك حمد يجعل منه يوما ل"الحب الوطني"، إذ أطلق عاصفة من الحريات السياسية، انتقل معها البحرينيون إلى رحاب الملكية الدستورية، وسمح لكل الذين ابتعدوا عن الوطن تحت لافتة الملاحقات السياسية والأمنية أن يعودوا إلى وطنهم "لا خوف عليهم ولا يحزنون"، ورغم أن تحذيرات ونصائح وُجّهت للملك حمد بأن خطوة انفتاح من هذا النوع يمكن أن تُشكّل "مغامرة وقفزة في المجهول"، إلا أن الملك حمد ب"بُعْد نظر" كان يقول لمقربين منه إن الشعب البحريني المثقف والمستنير يستحق قفزة ديمقراطية تجعله شريكا في الحكم عبر البرلمان الذي أصبح منتخبا انتخابا مباشرا للمرة الأولى بعد عام 2002، منذ الاستقلال عام 1971.
 
ينحاز الأردن للبحرين دائما وفي كل الملفات، ومثله تفعل البحرين التي وضعت الأردن وكل العرب في "قلبها الكبير"، إذ يروي مسؤولون أردنيون أنهم لدى الدخول إلى قصر الصافرية مقر إقامة جلالة الملك حمد بن عيسى فإنهم يتسمرون أمام صورة يضعها الملك في مكان بارز لجلالة الملك المغفور له الملك الحسين بن طلال، الذي يصفه الملك أبو سلمان دائما بأنه كان "الصديق والأخ الأكبر"، فيما يروي مسؤولون بحارنة أن الملك حمد الذي كان لا يزال وليا للعهد عندما توفي الملك حسين عام 1999 قطع أحد الاجتماعات الرسمية، وانتحى جانبا وظل يبكي، وطلب من أجهزة الدولة أن تتعامل مع الوفاة كما لو أنها ل"فقيد بحريني كبير".
 
والمفارقة المسجلة هنا بكثير من التقدير لأهل البحرين ملوكا وأمراء وعائلة خليفية ضاربة في العراقة والأصالة أن الملك حمد بن عيسى قد طلب من المسؤولين البحرينيين أن ينقلوا خبر وفاة الحسين لوالده الملك ب"هدوء وتأنٍ"، كي لا يُفْجع، كما لو أن الحسين أحد أفراد العائلة المالكة تماما، فيما المفارقة الأخرى أن الأمير عيسى "المكلوم والمفجوع" برحيل الحسين رحل عن الدنيا الفانية بعد 29 يوما فقط من وفاة الحسين، وهي نادرة يتحدث بها "كبار القوم" في البحرين وهم يستذكرون بفخر العلاقات بين الأردن والبحرين.. البحرين كبيرة وأفعالها الحميدة هي التي تُحدّد المساحة والحجم لا عدد الكيلومترات.
 
وفي أغنية جميلة يشدو بها المطرب العذب خالد الملا : يسأل رسول السلامة القادم من البحرين عن "أهل المنامة" بسؤال "ما معاكم خبر زين"، والبحرين "عامرة بكل الزين"