البنك المركزي الأردني قصة نجاح

صنارة نيوز - 2016-12-13 22:44:31
بلال حسن التل
كانت واحدة من أكثر الجلسات ثراء ودلالات،هي الجلسة الحوارية التي جمعت الإدارة العليا للبنك المركزي، بقيادة معالي الدكتورزياد فريز، ونائبيه وعدداً من مدراء البنك، مع وفد جماعة عمان لحوارات المستقبل، فعلى مدار ساعتين ونصف الساعة وهو الوقت الذي استغرقه الحوار، كنا نتتبع خيوط قصة نجاح أردنية حققها البنك المركزي الأردني، وحق لنا كأردنيين أن نفاخر بها، فبفضل وبعد رؤيتهم الوطنية وعزيمتهم وإصرارهم تمكن نشامى ونشميات البنك المركزي من العبور بوطنهم إلى بر الأمان، واجتياز السنوات العجاف التي مرت بها منطقتنا بل والعالم،وهي سنوات عصفت باقتصاديات أكثر إمكانيات وقدرات مادية من إمكانيات وقدرات الأردن، لكنها لم تكن تمتلك رؤية وعزيمة وحباً كرؤية وعزيمة الأردنيين وحبهم لوطنهم، وهو الحب الذي تلمسه في طبيعة العلاقة التي تربط زياد فريز محافظ البنك المركزي بكل الكوادر العاملة معه، والذي أنتج روح فريق حقق كل هذا الإنجاز، الذي يحق لمحافظ البنك المركزي أن يفخر به تماما كما يفخر بالكادر الذي يقوده، والذي يشعر كل فرد من أفراده بفخر الانتماء للبنك المركزي، وهذا بالضبط هو ما تفعله الإدارة الإنسانية التي يمارسها زياد فريز في قيادته للبنك المركزي، وهي الإدارة التي تمزج بين الحب والحزم، تماما مثلما يفعل رب الأسرة مع أفراد أسرته.


وعند أنسنة الإدارة يجب أن نتوقف لنقول أن إدارة البنوك المركزية لا يجوز أن تقتصر على الجوانب الفنية والأرقام الصماء، ذلك أن لقرارات وسياسات البنك المركزي في أي بلد انعكاسات سياسية واجتماعية إنسانية، فالسياسة النقدية أداة مهمة من أدوات الاستقرار السياسي والاجتماعي للدول والأوطان، وأظن أن محافظ البنك المركزي الأردني الدكتور زياد فريز نجح في المزج بين الفني والرقمي والإنساني، مما جعل من إصراره على تنفيذ السياسات النقدية للبنك المركزي من خلال إصراره على استقلالية قرارت البنك من أهم أسباب اجتياز الأردن للمرحلة الصعبة والسنوات العجاف، دون أن يضطر للخيارات المرة، التي تؤدي إلى الانزلاق إلى الهاوية، كما شهدنا في بعض دول المنطقة، وبهذا المعني يمكننا القول أن البنك المركزي الأردني كان خلال السنوات الماضية أحد أهم حراس الأمن الوطني الأردني، فالأمن النقدي لا يقل أهمية عن سائر مكونات الأمن الأخرى بما فيها الأمن الخشن، وفي هذا المجال لا نجانب الحقيقة عندما نقول أن دور البنك المركزي الأردني لا يقل أهمية عن دور القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى في الحفاظ على أمن وسلامة الأردن، وإن كان البنك المركزي الأردني لعب في الكثير من المفاصل دور الجندي المجهول في الحفاظ على أمننا الوطني بمفهومه الواسع. 

كثيرة هي الإنجازات التي حققها البنك المركزي الأردني خلال السنوات الماضية، وهي إنجازات تعزز من روح الأمل في تحقيق المزيد، وهو الأمل الذي كان حديث محافظ البنك المركزي مع وفد جماعة عمان لحوارات المستقبل مشبعا به، ذلك أن الرجل وفريقه لم يكتفوا في حديثهم معنا باستعراض إنجازاتهم فحسب، وهي كثيرة لعل في طليعتها نجاحهم في قطع أشواط طويلة في تحقيق الحاكمية الرشيدة في الجهاز المصرفي الأردني، الذي تحدث عنه محافظ البنك المركزي بفخر واعتزاز، وقبل ذلك نجاحه في معالجة أزمة السيولة عبر ضخها في الأسواق بأدوات جديدة، ونسب نقدية جديدة، وبرفضه سياسة القروض والسلف للموازنة العامة، والكثير الكثير من الإنجازات التي تتطلع أسرة البنك المركزي الأردني إلى تحقيق المزيد منها بالتعاون مع كل الكفاءات الوطنية، عبر سياسة الانفتاح على المجتمع والحوار مع مكوناته المختلفة، وفي الطليعة منها الجامعات التي يحرص البنك على تشكيل لجان مشتركة معها، بالإضافة إلى مراكز التفكير، وفي هذا الإطار جاءت جائزة البنك المركزي للدراسات والأبحاث الاقتصادية من خلال صندوق الحسين، وفي إطار الانفتاح على المجتمع المحلي يسعى البنك المركزي الأردني إلى تطوير الوعي المالي ونشر ثقافة المال لدى الأردنيين، ليفهم الأردني الكثير من المصطلحات المالية التي تؤثر في حياته مثل المالية العامة والموازنة....الخ، وفي هذا الإطار تمكن البنك المركزي من إدخال مساقات دراسية في مناهج عدد من الصفوف المدرسية في إطار خطة شاملة للتوسع في هذا المجال تدريجياً.

خلاصة القول في هذا الحوار بين أسرة البنك المركزي وجماعة عمان لحوارات المستقبل أن لدينا في الأردن قصص نجاح كقصة البنك المركزي الأردني، لابد من تسليط الضوء عليها وتعظيمها، وجعلها نموذجاً يحتذى، مما يساعدنا على أن نرى الجزء الممتلىء من الكوب، بدلاً من نصفه الفارغ الذي يقودنا أن نجلد ذاتنا بالحديث عنه وعنه فقط.

الراي