دروزة: "الحكمة" تدشن مقرها الاقليمي العالمي بالأردن في 2019
صنارة نيوز - 2016-10-30 08:00:32عمان – تزهو أدوية الحكمة بإنجازاتها عاما بعد عام، سيما وهي تحلق رغم الإضطرابات وحالة اللااستقرار في المنطقة، الأمر الذي دعاها لتطوير وتنويع منتجاتها من الأدوية.
وتفخر إدارة شركة أدوية الحكمة بأنها حولت المواطن العربي من مستهلك للدواء إلى منتج، مشيرا إلى أن الشركة التي تمتلك 29 مصنعا حول العالم وتنتشر في 52 دولة، ويعمل بها 2500 موظف أردني من بين 8654 موظفا.
كشف نائب رئيس شركة أدوية الحكمة والمدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مازن دروزة، أن الشركة ستدشن مقرها الاقليمي العالمي في الأردن العام 2019، إلى جانب مقرها في لندن.
وبين دورزة، في حديثه ل، أن النجاح الذي حققته أدوية الحكمة انطلق من الأردن ليحول المواطن العربي من مستهلك إلى منتج، مشيرا إلى أن العديد من الدول العربية تعاني حاليا من أزمات، فيما المملكة دولة مستقرة في ظل محيط مضطرب، مما جعل الحكمة تتجه في إطار توزيع المخاطر إلى التركيز على اسواق خارجية لتسويق منتجاتها.
ولفت دروزة إلى أن ادراج شركة الحكمة في لندن يستلزم اتخاذ القرارات هناك واجتماعات مجلس الإدارة وفقا للاطر التنظيمية التي تنظم عمل الشركات المدرجة في لندن.
وحول انسحاب بريطانيا من منطقة الاتحاد الأوروبي وتأثيره على الشركة، قال دروزة " لا يوجد تأثير على الحكمة وتبقى لندن مدينة عالمية وهي من اوائل الدول التي طبقت معايير الافصاح والشفافية والتي يستلزم على الشركات التي ادرجت بها أن تنسجم مع أعلى المعايير الدولية".
وأبدى دروزة، وهو عضو في لجنة السياسات الاقتصادية التي يترأسها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، تفاؤله في أن تسير المملكة بطريق تطبيق معايير الافصاح والشفافية والاستقرار التشريعي لتكون المكان الامثل لتوطين الشركات لما تتميز به العديد من دول المنطقة.
واشار إلى أن الاردن يتميز بالعديد من الأمور التي تجعله بخلاف دول المنطقة كحالة عدم الاستقرار في اسواق الصرف والاضطرابات، مبينا أن حالة اللااستقرار تلك تبعد المستثمرين عموما.
وفي هذا الصدد، قال دروزة: "خلال العام الماضي تكبدت الحكمة جراء فروقات أسعار العملات مبالغ تراوحت بين 60-40 مليون دولار".
وشدد على أن الأردن يتمتع بجهاز مصرفي قوي واستقرار سعر صرف للدينار يريح المستثمرين من تلك المخاطر إلى جانب انفتاحه على الاسواق وتمتعه باقتصاد سوق حر، مما سيجعل من التحسينات التي تمت اداة للنهوض بالاقتصاد الوطني على المدى المتوسط والطويل، مشددا على أهمية معالجة الأمور البيروقراطية.
ولفت إلى أن شركة الحكمة يتملك بها الأردنيون ما لا يقل عن 30 % من مجمل المجموعة المدرجة في لندن وكذلك سوق دبي (نازداك)، مشيرا إلى أن 2500 موظف هم من الأردنيين من اجمالي 8654 منهم 68 % ذكور و 32 % اناث يتوزعون في نحو 52 دولة تعمل وتنتشر بها أدوية الحكمة، علما انه يوجد نحو 29 مصنعا للشركة حول العالم.
عوائد الحكمة 2016
وحول أعمال الحكمة في العام 2016، قال دروزة "نجحت "شركة أدوية الحكمة" في تنفيذ استراتيجية نمو جذري لأعمالها وعملياتها في جميع البلدان والأسواق حول العالم، وبناء عليه فإنه من المتوقع أن تبلغ إيرادات المجموعة في العام 2016 ما يقارب 2 مليار دولار إلى 2.1 مليار دولار بالعملة الثابتة، مما يعكس النمو القوي في جميع قطاعات الأعمال الثلاثة، وهي قطاع أدوية المحاقين، وقطاع الأدوية ذات العلامات التجارية المسجلة، وقطاع الأدوية الجنيسة.
وتابع دروزة حديثه بالقول "ارتفعت إيرادات المجموعة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي بنسبة نمو بلغت 24 %، أو 28 % بالعملة الثابتة. وبذلك حققنا أداء قويا خلال النصف الأول من سنة 2016 الانتقالية، حيث ساهم تركيزنا على المنتجات ذات القيمة العالية والمراقبة الدقيقة للكلفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في إحراز تحسّن مستمر في الأرباح رغم التحديات البارزة التي تواجه العملة في المنطقة".
وخلص إلى القول "المجموعة تتخذ مكانة جيدة في الأسواق التي تعمل بها، وكلّنا ثقة بإمكانياتنا وقدراتنا على تحقيق النمو؛ حيث تظل المشاريع قيد التطوير المفتاح الرئيسي لتحقيق النمو المستقبلي، وتحديدا مشروع إعادة طرح منتجات مختبرات "بيدفورد"، والتي من المتوقع أن تساهم في إحراز مستويات نمو أعلى في النصف الثاني من العام 2016 وفي العام 2017".
و"تعمل " أدوية الحكمة" ومقرها لندن في 52 دولة حول العالم وتمتلك 29 مصنعاً في 11 دولة، وللشركة مصانع في أميركا والبرتغال وألمانيا والأردن والسعودية ومصر والسودان وتونس والمغرب والجزائر، وتمثل الأسواق العربية نحو 30 % من مبيعات "الحكمة" على مستوى العالم بحسب دروزة .
الحكمة لا تتوقف عن التوسع المدروس
وتابع دروزة شرحه حول توسع المجموعة وطرقها بالقول "تعمل المجموعة بشكل دائم على اختراق أسواق إقليمية وعالمية جديدة، كما نسعى لاختراق الأسواق الناشئة وتعزيز مكانتنا في الأسواق التقليدية".
وأضاف "إن الاستحواذ على مختبرات "روكسان"، والذي تمّ ضمن صفقة بلغت قيمتها ما يقارب 2.65 مليار دولار أميركي، يشكل قيمة استراتيجية مهمة بالنسبة لنا وقدرة على إحداث تحوّل في مكانتنا ونطاق أعمالنا في سوق الأدوية الجنيسة في الولايات المتحدة الأمريكية، وترسيخ مكانتنا كسادس أكبر شركة من حيث الإيرادات، وذلك بحسب تقرير IMS Health لشهر أيار (مايو) 2015، الأمر الذي يأتي كإضافة مهمة لأعمالنا في السوق الأميركي ويحمل معه فرصاً مهمة للنمو. وبفضل محفظة "روكسان" الدوائية الحالية والمستقبلية، فإنه سيضاف إلى الشركة منتجات عالية القيمة والجودة تشمل 88 دواء متخصصا وأكثر من 89 مشروعا للبحث والتطوير، ما سيضمن النمو المستدام لشركة أدوية الحكمة على المدى الطويل".
وبجانب عملية الاستحواذ على "روكسان" (التي تعمل حاليا تحت اسم "وست وارد كولمبيس")، هناك سلسلة من عمليات الاستحواذ الأخرى التي قمنا بها مؤخراً، ففي أيلول (سبتمبر) 2015 قمنا بالاستحواذ على 98.09 % من حصص رأس المال في شركة "إيمك يونايتد للأدوية EUP"، وهي شركة أدوية تختص في تصنيع أدوية لمعالجة الأورام، حيث ساهمت عملية الاستحواذ هذه في تعزيز مكانتنا في السوق المصرية الكبيرة وسريعة النمو كونها ستضيف محفظة منتجات متميزة، ومن المتوقع أن تضم 50 منتجاً بحلول العام 2020، في المجالات الاستراتيجية الرئيسية.
الاستحواذ والتوسع في افريقيا من مصر
وبين دروزة أن "الحكمة"، ومنذ العام 2007، بدأت بالعمل في السوق المصري من خلال عمليات استحواذ،؛ حيث تمت عملية الاستحواذ على "الكان فارما"، ثم الاستحواذ على "الشركة المصرية للصناعات الدوائية والكيميائية" العام 2013، وأخيراً على "إيمك" المتحدة للأدوية المتخصصة في أدوية الأورام منذ أشهر قليلة.
ولفت دروزة إلى "الحكمة تستهدف زيادة صادراتها من مصر إلى الدول الأفريقية والخليجية إلى 50 مليون دولار على الأقل على مدى السنوات الأربع المقبلة، مقارنة مع حوالي 3 ملايين دولار حالياً".
وبلغة الارقام والمؤشرات، يقول دروزة " حصتنا السوقية في مصر تبلغ حالياً نحو 3 %؛ حيث نعدّ من بين أكبر عشر شركات أدوية في مصر، ونسعى لأن نكون من أكبر 5 شركات بحلول العام 2020. وبذلك فإن استثماراتنا القوية في السوق المصرية عبر عمليات الاستحواذ هذه بلغت خلال الفترة الماضية حوالي 500 مليون جنيه (56.3 مليون دولار) وهي مخصصة لتحديث البنية التحتية لمصانع الشركة، ونؤمن بأن مصر ستبقى السوق الرئيسي للأدوية في العالم العربي بغضّ النظر عما يحدث".
وحول أبرز التحديات التي تواجه شركة أدوية الحكمة في المنطقة، قال دروزة "بالنسبة لنشاطنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن تركيزنا على المنتجات ذات القيمة العالية، لافت إلى أن المراقبة الدقيقة للكلفة يساهم في إحراز تحسّن مستمر في الأرباح رغم التحديات البارزة التي تواجه العملات في بعض البلدان العربية. وبذلك، فإن التزامنا تجاه المنطقة سيتواصل عبر توظيف الكفاءات المحلية، سواءً على مستوى فريق العمل أو فريق الإدارة، بهدف ضمان فهم ظروف الأسواق المحلية وضمان استمرارية توفر العلاجات للمرضى".
الحكمة تحافظ على تواجدها في المناطق العربية رغم الاضطرابات
وحول الاضطرابات السياسية في الدول العربية، قال دروزة "لم يكن لشركة أدوية الحكمة أعمال تجارية كبيرة الحجم في سوريا، ولذلك كان تأثير الاضطرابات التي تشهدها البلاد ضئيلاً على عملياتنا. أما بالنسبة لليبيا واليمن، فقد شهدت المبيعات تراجعاً هناك، لكننا واصلنا عمليات الإنتاج لتلبية احتياجات المرضى على الرغم من عقبات الحركة بسبب الأمور الأمنية ورغم تقلّص حجم المبيعات الكلّي بسبب الأوضاع المالية. وربما كان بإمكاننا الخروج من هذه الأسواق، كما فعل العديد من الشركات الأخرى، لكننا آثرنا تحمل مسؤولية البقاء في هذه الأسواق وأن نترك أثراً إيجابياً فيها".
وبين: "جددنا التزامنا لهذه البلدان وكثفنا جهودنا هناك مع ضمان سلامة موظفينا، فسلامتهم هي اهم اولوياتنا".
وأضاف "على الرغم من تدني حجم المبيعات والعوائد إلاّ أننا سنواصل خدمة هذه الأسواق على أمل تحسّن الأوضاع فيها في المستقبل القريب.
وبين أن شركة الحكمة ستواصل التبرع بالأدوية لضمان عدم حدوث نقص في الأدوية اللازمة للحالات الحرجة تحديدا.
وقال دروزة "إن أدوية الحكمة تواصل تمسكها والتزامها تجاه المنطقة، حيث قمنا بتقديم الدعم للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية للإغاثة والتنمية من خلال التبرع بأكثر من مليون دولار أميركي من الأدوية للإغاثة الطبية منذ بداية العام الحالي، لتستفيد منها المستشفيات الأردنية العسكرية الميدانية وقوات حفظ السلام في المناطق المنكوبة في الخارج".
وأضاف "كما تم تقديم الدعم للمستشفى الميداني في غزة وللأيام الطبية التي يتم تنظيمها في المدارس والجمعيات.
المسوؤلية الاجتماعية
وقال دروزة بصفتنا إحدى الشركات العالمية في مجال إنتاج الأدوية، تمتلك "شركة أدوية الحكمة" تأثيرا إيجابيا وفعّالا على كافة القطاعات الاقتصادية بشكل عام، والطبية على وجه التحديد، وتؤدي دورا مميزا في تنمية المجتمعات التي تعمل ضمنها. ومن هذا المنطلق، فقد تأسست المجموعة على مبادئ أخلاقية متينة، والتزام قوي تجاه موظفيها وتجاه مجتمعاتها وبيئتها المحيطة.
وأضاف:" انه تم بناء وتطوير استراتيجية المسؤولية الاجتماعية لدى "أدوية الحكمة" على عنصرين عالميين أساسيين لوضع استراتيجية متكاملة، هما الصحة والتعليم، وذلك من خلال 4 مكوّنات أساسية، أوّلها موظفونا، الذين نعدهم أهم مواردنا وأساس نجاحاتنا، حيث نسعى إلى دعمهم من خلال توفير الدورات التدريبية والحفاظ على صحتهم وسلامتهم وتعزيز بيئة العمل في الشركة. أما المكوّن الثاني فهو المجتمع، حيث نواصل تفعيل مسؤوليتنا تجاه المجتمعات التي نعمل ضمنها، عبر إطلاق المبادرات والمشاركة في البرامج المعنية بتنمية المجتمع على كافة الأصعدة. والمكوّن الثالث هو البيئة، وذلك من خلال مراقبة ومراجعة مدى تأثير أعمالنا على البيئة من حولنا، وبما يتماشى مع القوانين البيئية العالمية، وأخيراً المكوّن الرابع وهو المبادئ والأخلاقيات المتبعة عالمياً وتطبيقها ضمن ممارسات العمل والسلوكيات في القطاعات الصحية والصيدلانية.
وقال " فلسفة الشركة تقوم على مشاركة المجتمعات التي تعمل بها في اوقات الرخاء أو الشدة وتنميتها وصولا الى تحقيق التنمية في المواضيع التي يتم العمل عليها وفقا للخطط التي تنتهجها الحكمة والتي تتفق معها".
وقد ابرمت الشركة اتفاقية مع جمعية SOS في الأردن في حزيران (يونيو) 2016 لتكفل منزل أحد العائلات المقيمين في قرية SOS في اربد لمدة عام، وقامت بتغطية تكاليف مجموعة من المعلمين من مدارس حكومية للتعلم والتدرب مع اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، كما ساهمت في دعم مبادرة مجلس اعتماد المؤسسات الصحية ليوم التغيير الذي يتعهد بتحسين جودة الرعاية الصحية حول المملكة، وكذلك التعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية لتوصيل المعونات الدوائية للمرضى في غزة وليبيا ومناطق الأزمات، كما دعمت حملات تطوعية مع تكية ام علي وتآلف الخير للموظفين خلال شهر رمضان، وكذلك حملة "انت الحكمة" للتوعية عن الصحة والسلامة والبيئة بالتعاون مع الدفاع المدني، بالإضافة إلى تغطية العلاجات السنية لعشرة أطفال لديهم التوحد بالتعاون مع الجمعية الأردنية لاضطراب طيف التوحد، واتفاقية مع الجمعية الملكية للتوعية الصحية لدعم مبادراتهم المختلفة كتهيئة العيادات الصحية الشاملة والمشاريع الصحية في المدارس، ودعم المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا لتعزيز الشراكات العلمية للبحث والتطوير، وكذلك حملة "نظفوا العالم" بالتعاون مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة لتنظيف غابات دبين، بالإضافة إلى اتفاقية مع مؤسسة الحسين للسرطان لدعم حملة مرضى سرطان الثدي وتطوع الموظفين ورعاية التوسعة الجديدة للمركز.
في أيار 2014 وقعت أدوية الحكمة مذكرة تفاهم مع جمعية للاسلمى لمحاربة السرطان، لتوفر المجموعة بمقتضاها أدوية السرطان مجانا لفائدة الجمعية في المغرب.