حجرات يكتب العالم الافتراضي .... إلى أين؟
صنارة نيوز - 2016-10-19 12:08:05بقلم الدكتور عزمي حجرات
مما ال شك فيه ان الحياة العامة التي إعتدناها قبل عقود مضت أصبحت مجرد تاريخ، خاصة مع الطفرة التكنولوجية التي أثرت على كافة نواحي الحياة اإلجتماعية، اليوم بتنا نفتقد إلى التواصل الحقيقي بين أبناء األسرة الواحدة بشكل خاص، و المجتمع بشكل عام، فضاعت تلك المجالس األسرية مهددة بذلك ضياع موروث ثقافي انساني خاصة في المجتمعات المحافظة.
هذا التطور في حياتنا اصبح رهينة لما يعرف اليوم بوسائل اإلتصال الحديثة و التي خلقت ما يعرف حاليا بالمجتمعات االفتراضية، فأصبح كل منا يعيش في مجتمعه الخاص، سكانه قد ال تربطهم أي أواصر أسرية أو عقائدية، و ال تقيدهم الحدود الجغرافية و السياسية.
هذا البناء اإلجتماعي الحديث، و الذي غزى دون قيد او شرط مجتمع الشباب، أصبح يضم في طياته العديد من القوانين و األنظمة الخاصة، الموضوعة من سكان تلك المجتمعات دون اإلكتراث بمدى موائمة هذه األنظمة أو الشروط ألي من األعراف و القوانين المرعية في مجتماعتنا العربية، و في بعض األحيان تكون رافضة في مضمونها لتعاليم الكتب السماوية، لنجد تفسيرات خاصة بتلك المجتمعات لما ورد في التعاليم اإللهية لتناسب أهواء من يعيش فيها.
البعض ال زال غير مدرك لخطورة هذه المجتمعات، التي اصبحت ملتقيات اجتماعية بمستوى احساس انساني كاف لتكوين شبكات من العالقات االجتماعية في الفضاء االلكتروني.
هذه المجتمعات و لغياب الضوابط لها، و غياب الرقابة التربوية من قبل االسرة عنها، اصبحت من اسهل الوسائل لنشر االفكار العدوانية و تعزيز الكراهية و العداوة و تغيير التوجهات الفكرية و العقائدية و األخالقية بما تحويه من كراهية و عدوانية و تطرف، و جر المراهقين الى التطرف و مقت المجتمع و من حولهم، ساعين الى بناء مجتمع إما متحرر و إما متطرف بما يناسب ما يكتسبونه أفكار يجهلون مصدرها عبر أكثر الوسائل سهولة لنقل المعلومات و أقلها كلفة و أكثرها إنتشارا.
إن غياب الجو األسري الذي يعتبر المصدر التعليمي األول لنقل الخبرات و المهارات الحياتية إلى األبناء، و قلة الوعي و نقص الخبرة لدى المراهقين، جعلهم عرضة لخطر اإلندفاع العاطفي، و عدم التفكير بعمق سعيا منهم إلثبات شخصيتهم بغض النظر عن النتائج,وذلك لغياب دور األهل في التوعية و اإلرشاد.
من هنا و لهذه األسباب أصبحنا بحاجة ماسة لسن القوانين و منيا لحماية مجتمعنا من تلك األفكار مجهولة الهوية و األنظمة لمراقبة هذه المجتمعات و ضبطها أ المصدر و التي باتت تسكن في كل بيت عبر العالم. أ عتقد جازما أنه بات من الواجب علينا جميعا، أن نعمل جاهدين لتثقيف و توعية أولياء األمور بكيفية التعامل مع هذه المجتمعات، كي نضمن أبسط مستويات الحماية ألبنائنا ضد التطرف، و حماية الموروث الثقافي لمجتمعاتنا من اإلندثار.
فطبيعة المجتمعات اإلفتراضية و التي ال يوجد عليها رقابة مسبقة أتاحت الفرصة للمراهقين باإلنحراف نحوها، و تبني أفكار أقرب ما تكون الى التطرف و العدائية كخطوة أولى لالنخراط في الجماعات اإلرهابية، كونها أتاحت المجال لكثير من الشخصيات للتخفي خلف أسماء و شخصيات مستعارة وفرت لهم الحماية من المساءلة القانونية. فاحذروا الخطر القادم من العالم اإلفتراضي.......