البطة والثور ... وإحدى دروس الحياة

صنارة نيوز - 2016-10-17 07:01:37

د.خالد جبر الزبيدي

 

 

في الأحداث الحياتية التي نعيشها دروس وعبر، تكسبنا الخبرات والمعرفة، فلا تخلو الأمثال والقصص أيضاً من العبرة والحكمة، التي من شانها أن تعطينا رؤى متغيرة عما كنا نفكر به،  وتكسبنا التجارب حتى من دون خوضها فالذكي الذي يتعلم من خطئه ولكن الأذكى الذي تعلم من خطأ غيره.

وفي قصة أعجبتني لما فيها من أفكار ودروس من المهم تعلمها، وهذه القصة هي أن بطة كانت تتحدث مع الثور فقالت له: ليتني استطيع بلوغ أعلى هذه الصخرة.

فأجاب الثور ولم لا؟ ... يمكنني أن أضع لكِ بعض الروث حتى تساعدك على الصعود، وهكذا كان...

ففي اليوم الأول، سكب الثور روثه بجوار الصخرة فتمكنت البطة من بلوغ ثلثها.

وفي اليوم الثاني، حثا الثور روثه في نفس المكان فاستطاعت البطة الوصول لثلثي الصخرة.
وفي اليوم الثالث كانت كومة الروث قد حاذت قمة الصخر.

سارعت البطة للصعود، وما أن وضعت قدمها على قمة الصخرة حتى شاهدها صيادٌ فأرداها.

 

و مغزى القصة، أنه يمكن للقذارة أن تصعد بك إلى الأعلى ولكنها لن تبقيك طويلاً هناك.
فكثيرون من يصلون إلى مراكز متقدمة وهذا ليس بعيب بل هو اجتهاد، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو كيفية الوصول إلى الأهداف المحددة، هل يصلون على أكتاف الآخرين وتعبهم وكدهم أم يصلون بعد أن يدمروا أحلام غيرهم وسرقتها.

والغريب أيضاً في هؤلاء المتسلقين أنهم يظنون بأن هذا نجاح وفهلوة ويصفون الآخرين بالغباء والفشل، متناسين أن وصولهم كان بأبخس ثمن وبأقذر الطرق وأشنعها ، ويعتلون القمة فرحين بل ويصبحون من أصحاب القرار ، ويصبحون من أصحاب الرأي أو هكذا يخالون أنفسهم ، ولكن في الحقيقة أن رأيهم آخر ما يهم الآخرين ، وهذا ما يجعل الآخرين ينظرون وينتظرون دائماً لليوم الذي تهوي هذه الأقنعة وأن ينهار هذا البرج ( برج روث الثور ) فالأمور لا تدوم على حالها أبداً ، فكل شيء يتغير ولا شيء يبقى على حاله فلو دامت لغيرك ما وصلت إليك ولو دامت لك ما وصلت لغيرك... ولكل لمجتهدٍ نصيب.

 

khaledjz@hotmail.com