التعليم .. حالة فوضى أم ماذا ..

صنارة نيوز - 2016-10-11 08:35:14

الدكتور خالد جبر الزبيدي

 



قرارات بالجملة والكثير منها مرفوض والآخر منها بين مؤيد ومعارض، الخوض في التفاصيل يحتاج مساحة كبيرة، ولكن سؤال ما الذي يحدث، هل هي المرحلة الحرجة التي ترافق كل تغيير، وهل التغيير هو للتطوير وهل كل تغيير تطوير بالضرورة؛ وهل كل تعديل مهم ومفيد.

وزارة التربية متمثلة بوزيرها يسودها جو مشحون من حولها ، تغيير المناهج لم يكن تطويراً إنما تعديل ومن هنا ليس كل تعديل تطوير ؛ وإذا نظرنا بعين المحايد الوزارة أرادت تعديل المناهج والطرف الآخر في المعادلة ( الطلاب، الأهالي ، المعلمين ) رفض ذلك ، الوزارة اتهمت الطرف الآخر بأنه صاحب أجندات خارجية في حين أن الطرف الثاني يقول أن الوزارة تسعى لوضع خططها شيئاً فشيئاً والمخفي أعظم .

والسؤال لماذا ترفض أو لا نرى نقطة تحاور ما بين وزارة التربية ممثلة بوزيرها ونقابة المعلمين

بحضور لجنة من أولياء الطلبة ومن أصحاب الخبرة ليوضح كل طرف وجهة النظر والخروج بحل نهائي لهذه الفوضى وهذا الجدل ، إن كانت وزارة التربية وكما تقول أنها تريد التطوير فالأصل أن يتم الأخذ بالملاحظات وليس فرض الموضوع كواقع محتم وكيل التهم على الناس بأنهم ينفذون أجندات ، فأصبح كل من يعترض هو صاحب أجندة.

الوزارة أخذت جملة من القرارات والتعديلات ولكن إلى أي مدى ستنجح وهل ستنجح فعلاً ، هل ستنجح عندما قامت بتعديل المناهج وتقول أنها مناهج للتجربة أو بزيادة المناهج والتي أدى بذلك إلى أن تكون عدد الحصص ثمانية في اليوم أو 34 حصة أسبوعيا ولم تخفف منها حال الدول التي تطورت وقطعت أشواط في ذلك.

هل امتحان التوجيهي عندما يكون مرة واحدة هو أفضل للطلاب، ولم نسمع سوى احتجاج من طلاب أعمارهم 15-16 سنة لم يدركوا ما هو مفيد من عدمه لهم فاجتمع معهم الوزير لأخذ صور تذكارية ، في حين لم نسمع صوتا لنقابة المعلمين وكأن الأمر لا يعنيها.

تحويل الطلاب لمراكز مهنية ممن لم يتحصلوا على معدل 60 في الصف العاشر، وبهذا الإجراء نعمق إخفاق الطالب ولا نعالج سبب المشكلة.

السؤال من يدفع الثمن ، ومن غيرهم أبنائنا الذي ترى في عيونهم الحيرة والقلق ، بل تراهم عبارة عن ماكينة تلقي معلومات وبالكاد لديها المساحة الكافية لاستقبال كل هذا التخبط والتناقض في المعلومات، يخرج الطالب في المدرسة الخاصة أو الحكومية عند الساعة السادسة والنصف ويعود عند الساعة 3.30 والنصف أي تسعة ساعات وإذا أخذنا ساعة للتحضير صباحا ومثلها أو أكثر بعد العودة من المدرسة ،بين تبديل ملابس وتناول الفطور أو الغداء وبعدها يبدأ بالدراسة ولا يكاد أن ينتهي حتى يأتي موعد عشاءه ونومه ليستيقظ مبكرا قبل ( الشحاده وبنتها ) ما قبل شروق الشمس ، هذا يهني أن عدد الساعات المخصصة للمدرسة عشرة ساعات يومياً غير الواجبات والدراسة ، وبعدها تأتي الوزارة ونقول تطوير تعليم وتطوير مناهج ونقول أن 120 ألف طالب في الأردن لا يستطيعون القراءة الكتابة ، كيف يكون التطوير بزيادة المناهج ، فنلندا حتى تتقدم وتطور التعليم قامت بتقليل ساعات الدوام وأصبحت الأولى على العالم ، كيف يتطور الطالب مع سياسة حشي المعلومات.

المسألة تحتاج الكثير ولكن بالحوار الفوري ، أبناءنا أهم من الوزارة وأهم من النقابة ، فعليكم وواجبكم يحتم عليكم أن تقوموا بالتحاور للوصول للحل وليس سياسة كسر العظم وكيل التهم وبالنهاية من يدفع الثمن غير أبنائنا الطلبة، كما هي الحروب يقتل الجنود في ساحة المعركة والنياشين تذهب لمن يأخذ صورة في لقاء تقاسم الغنائم.

 

khalejz@hotmail.com