السكري والاكتئاب وآلام الظهر السفلي تهدد التقدم الصحي في الأردن
صنارة نيوز - 2016-09-01 05:50:02كشفت دراسة علمية جديدة بعنوان «الصحة في ظل عدم الاستقرار في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، 1990-2013: تحليل منهجي لدراسة عبء الأمراض العالمي 2013» أن أمراض السكري والاكتئاب وآلام الظهر السفلي تهدد التقدم الصحي الذي تشهده الأردن حيث ارتفع متوسط الأعمار مقارنة بسنة 1990. وأوضحت الدراسة التي حصلت «الدستور» على ملخص لها، أن هناك تراجعاً في الظروف الصحية ومتوسط الأعمار خلال العقدين المنصرمين في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بسبب الحروب والاضطرابات الأهلية. وقال د. علي مقداد، مدير مبادرات الشرق الأوسط في معهد مقاييس الصحة والتقييم (IHME) في جامعة واشنطن في سياتل: «تحتاج منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط إلى الاهتمام في هذه المرحلة الحرجة.» وأضاف: «شهدت المنطقة تحسناً في الصحة ومتوسط الأعمار خلال العقد المنصرم، لكن التوتر الحاصل مؤخراً سيؤدي إلى تدهور الوضع الصحي في هذه الدول لسنوات عدة قادمة.» وأوضح د. مقداد: «حققت الأردن تحسناً ملحوظاً في متوسط العمر المتوقع خلال العقدين المنصرمين وعلى الرغم من التقدم في معالجة بعض الصعوبات كالولادة المبكرة والأمراض القلبية الإقفارية والتهاب الجهاز التنفسي السفلي التي تشكل تهديدات كبيرة على الصحة، هناك تحديات أخرى تتعلق بالسمنة والصحة النفسية وتعاطي المخدرات.» تناولت الدراسة 22 دولة في وسط آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الفترة ما بين 1990 و2013، وهي مبنية على نتائج دراسة العبء العالمي من الأمراض والإصابات وعوامل الخطر (GBD) التي نسقها معهد مقاييس الصحة والتقييم. وتعتبر الدراسة هذه الجهد الأكبر والأكثر شمولية لقياس مستويات وتوجهات الوباء في العالم، وذلك في ظل مشاركة أكثر من 1800 مساهم من 124 دولة. كذلك، ووجدت الدراسة، التي تُنشر اليوم في دورية The Lancet Global Health، أن الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري تشكل عبئاً أكبر على الصحة من الأمراض المعدية مثل أمراض الإسهال والتدرن في المنطقة. وفي الأردن، فإن أكثر خمسة أسباب للعبء الصحي سنة 2013 شملت الولادة المبكرة، والسكري، وأمراض القلب، والاكتئاب، وآلام الظهر السفلي. وفي ظل انخفاض معدلات الولادة المبكرة بنسبة 53.6% منذ سنة 1990، فقد ارتفعت معدلات الإصابة بالسكري بنسبة 14.9%. وانخفضت السنوات المفقودة بسبب الأمراض المعدية والاضرابات المتعلقة بالأمومة وحديثي الولادة والتغذية في المنطقة من 109 ملايين إلى 73 مليون خلال السنوات من 1990 إلى 2013، وهو ما يتوافق مع المعدلات العالمية. ويذكر أن نقص الوزن لدى الأطفال يعتبر من أكبر المخاطر الصحية في الدول منخفضة الدخل مثل الصومال وأفغانستان واليمن. وتعتبر الأمراض غير المعدية من أكبر المخاطر الصحية في الدول عالية ومتوسطة الدخل. وبشكل عام، ارتفع متوسط الأعمار من 65 سنة عام 1990 إلى 71 سنة عام 2013، ما يعتبر مؤشراً على تقدم عام في المنطقة. وفي الأردن، ارتفع متوسط الأعمار المتوقع للرجال من 71 سنة إلى 77 سنة، بينما ارتفع من 73 سنة إلى 80 سنة للنساء خلال الفترة ذاتها. وتبين الدراسة أن دولة قطر حققت أعلى متوسط أعمار متوقع في المنطقة، حيث يصل إلى 81 سنة للرجال و83 سنة للنساء. تسببت الثورات في سوريا واليمن ومصر وليبيا وتونس بانخفاض متوسط العمر المتوقع منذ سنة 2010. وبشكل محدد، كان متوسط العمر المتوقع في سوريا أعلى بست (6) سنوات قبل الحرب، كما شهدت سوريا ارتفاعاً في وفيات الأطفال والأمهات، لتصبح الدولة الوحيدة التي تسجل أعلى معدلات وفيات في المنطقة. وارتفعت مشاكل الصحة النفسية وتعاطي المخدرات في المنطقة بشكل كبير منذ سنة 1990 وتسببت بعدد أكبر من الوفيات، حيث أن الاكتئاب وتعاطي الأفيون والقلق كانا من أكثر 15 مسبباً للمشاكل الصحية في الأردن سنة 2013، إذ ازدادت الإصابة بالاكتئاب بنسبة 24.5% منذ سنة 1990، وازدادت الإصابة بالقلق بنسبة 13.2%، وازداد تعاطي المخدرات بنسبة 91.8%. ويقول د. مقداد: «للأسف، للأسف، لم تعمد معظم هذه الدول لمواجهة هذا الارتفاع بأي استثمار في الوقاية منه؛ حيث تغض وزارات الصحة المحلية والمؤسسات الدولية أو أنظمة التأمين البصر عن هذه المشكلة». وتشكل إصابات السير «توجهاً مثيراً للقلق»، وهي السبب الرئيسي لخسارة الأرواح أو التعرض لإعاقات دائمة في الدول عالية الدخل. ويقول التقرير: «يحمل ذلك عواقب اقتصادية وخيمة، حيث أن الرجال في هذه المنطقة من العالم هم المعيلين الرئيسيين للأسرة.» وفي الدول منخفضة الدخل، حيث تشكل هذه الإصابات مصدر قلق كبير، غالباً ما تصبح العائلات فقيرة بسبب فقدانها مصدر دخلها. ويشير تقرير» الصحة في ظل عدم الاستقرار في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، 1990-2013: تحليل منهجي لدراسة عبء الأمراض العالمي 2013» إلى التحديات البيئية في المنطقة حيث أدى التغير في المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة ومن المتوقع أن يصبح جزءاً كبيراً من المنطقة غير قابل للسكن في المستقبل. إضافة إلى ذلك، يشكل شح المياه تهديداً رئيساً على الأمن في العديد من دول منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. يشار إلى أن الدراسة شملت أفغانستان وجمهورية مصر العربية والبحرين وجيبوتي والعراق وجمهورية إيران الإسلامية والأردن والمملكة العربية السعودية والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وعمان وباكستان وفلسطين وقطر وجمهورية اليمن والصومال والسودان والجمهورية العربية السورية وتونس والإمارات العربية المتحدة.