السفير الهولندي يؤكد عمق العلاقات مع الأردن والأهمية الكبرى للتعاون الاستخباراتي بين البلدين

مان - أكد السفير الهولندي في عمان باول فان أيسل أن بلاده "داعمة اساسية" لتحرير قواعد المنشأ، أمام البضائع الأردنية في السوق الأوروبية، وأكد أن بلاده تولي "أهمية كبرى" للتعاون الاستخباراتي بينها وبين الأردن.
واشار السفير، في لقاء صحفي عقده في مكتبه صباح أمس، بمناسبة عيد العاهل الهولندي، وهو العيد الوطني لبلاده، الى ان هولندا تتعاون مع المملكة بخصوص المقاتلين الأجانب، وبخصوص مكافحة الرسائل التي تستخدمها التنظيمات الارهابية، كما انها تتعاون مع الحكومة حول كيفية التعامل مع التطرف، والذي "نسعى لمعرفة دوافعه، فهي ليست مرتبطة فقط بالفقر".
واشار في هذا الصدد، إلى لقاءات جمعت جلالة الملك عبدالله الثاني برئيس وزراء بلاده، وقال "نعرف ان جلالته قلق من تدفق الراديكالية لأوروبا".
كما عبر السفير عن تقدير بلاده الكبير لدور الأردن في المنطقة، وقال "الأردن يحاول دائما ان يكون جزءا من الحل، وليس جزءا من المشكلة، وهو يلعب دور الوسيط في عدد من القضايا، كما اننا معجبون جدا بالدور الدبلوماسي الذي تلعبه المملكة في المنطقة والعالم"، واضاف "نعتبر الأردن اقرب الينا من بعض الدول المجاورة لنا جغرافيا".
عسكريا، أكد السفير التعاون الوثيق بين البلدين في مجال الأمن، والشراكة القوية في "الأمن العسكري"، الى جانب التبادل العسكري والمعدات، ولناحية الشراكة مع آخرين في الحرب ضد الارهاب، وتحدث كذلك عن تبادل مكثف في مجال التدريب العسكري بين البلدين.
وفيما اشار إلى أن بلاده تعمل عن كثب مع الأردن لمحاربة "داعش"، قال ايسل إن هولندا "تتفق مع المملكة بأن الحرب ضد هذا التنظيم المتطرف، ليست عسكرية فقط، بل تشمل امورا اخرى، مثل كيف يأتي كل هؤلاء الناس من الغرب ويذهبون للانضمام  لجماعات ارهابية في سورية والعراق".
وحول تحرير قواعد المنشأ أمام الأردن، قال إن بلاده "داعمة اساسية لهذا الأمر"، وبين ان حكومته "وبشكل فردي، ومن خلال عضويتها في الاتحاد الأوروبي، تعمل لتحقيق صفقة بهذا الخصوص مع الأردن، في شهر حزيران (يونيو) المقبل"، موضحا ان حكومته "تعتبر ان هذا النهج جيد وايجابي وسيؤدي لدخول الشركات الأردنية الى السوق الأوروبي".
واوضح  ان هذا الأمر "يخلق وظائف للأردنيين وللاجئين، ويساعد الاقتصاد"، معربا عن امله بان يتم توقيع الاتفاقية وان تجد ايضا العديد من الشركات الهولندية والأوروبية طريقها إلى الأردن، وقال انه "من ناحية حكومية، سنقوم بأفضل ما لدينا، الا اننا لا نستطيع اجبار الشركات في القطاع الخاص على أي شيء، ولكننا نتمنى أن يجدوا طريقهم إلى الأردن". 
سياسيا، أكد السفير على أن الأردن هو "صديق وشريك" لبلاده، وان لدى الدولتين مصالح مشتركة عديدة، لافتا، في هذا السياق، إلى الدعوة لحل الأزمة السورية 
ومحاربة الأرهاب والتطرف في أي مكان بالعالم، وقال إن "الأردن وهولندا يعملان سويا على ذلك"، ووصف العلاقات الثنائية بين البلدين بـ"الاستثنائية والممتازة".
تجاريا، قال ايسل إن بلاده تشعر ان عليها فعل المزيد مع الأردن، مشيرا إلى أن الميزان التجاري مع الأردن يميل لصالح بلاده، معتبرا "الأمر طبيعيا"، نظرا لأن هيكلة اقتصاد بلاده، تقوم على التصدير، وقال إن واردات الأردن من العالم بلغت حوالي 18 مليار دولار في العام 2015، ومن هولندا حوالي 348 مليون يورو، أي بنسبة 2.2 % من واردات المملكة.
اما التصدير فبين ان الأردن صدر للعالم في 2015 ما قيمته حوالي 8 مليارات دولار، وصدر لهولندا بقيمة حوالي 48 مليون يورو، أي بنسبة 0.07 % من صادرات الأردن.
وحول اللاجئين السوريين، قال إن بلاده قدمت حوالي 400 مليون يورو منذ بداية الأزمة، وانها تقدم الدعم لكل الدول المتأثرة وليس فقط  للأردن، وان ذلك يتم عبر منظمات الأمم المتحدة والوكالات الاغاثية فقط، ولا تقدم أي دعم مباشر لخزينة المملكة.
وقال إن مساعدات بلاده بهذا الخصوص "ستتحول من المساعدات الانسانية إلى الدعم التنموي طويل الأمد، بما ينتفع به الأردنيون والسوريون".