إسميك يكتب: التميز والحكمة في ظل الأزمات!

صنارة نيوز - 2016-03-10 08:45:02

بقلم حسن عبدالله إسميك، رجل أعمال ورئيس مجلس إدارة عدد من الشركات الكبرى في منطقة الشرق الأوسط

بالفعل كانت لحظات سعيدة هي تلك التي شاهدت فيها عودة الحياة في سوق المال بالدولة، والتي دبت الروح بالسوق مُجدداً من خلال اعادة الثقة للمساهمين وذلك ليس بغريب على قيادة الدولة الحكيمة التي تنتهج خطط عمل تتمتع برؤية مستقبلية ثاقبة تستند فيها إلى مقومات حقيقية.

إن ذلك التفاعل الخلاق والإنتعاشة التي شهدها سوق المال بعد فترة من الهبوط والتذبذب، إنما هو مثال عملي وواقعي على نضج وحيوية الاقتصاد الاماراتي وأسواقه المالية، بالرغم من الأزمة المالية العالمية، التي تمثلت بأزمة هبوط أسعار البترول وغيرها من المتغيرات التي لم تهز ابداً ذلك العرش الاقتصادي في دولة الامارات الشامخة الفتية الحاضنة لكل المبدعين والناجحين.

إن تلك القفزات المتتالية التي تشهدها الإمارات على المستوى الاقتصادي في ظل أزمة خانقة على مستوى العالم، إنما هي قفزات تضاف إلى مثلها الكثير من قصص النجاح والإبداع التي قدمتها الدولة على مختلف الأصعدة خلال فترة قياسية شهد لها العالم أجمع بنجاعتها ونجاحها وقدرتها على محاكاة واقع حافل بالإنتاج والتميز والاستثمار بالإنسان ليكون معول بناء لدولة استحقت الريادة عن جدارة واستحقاق.

فدولة الامارات هي دولة الشباب والحداثة كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله»، ليكون ذلك الشعار بمثابة ضوء أخضر لمواصلة شق طريق الانجازات، والسير في قطار بلا فرامل نحو الابداع والوصول الى القمة بفضل اولئك الشباب الذين امتلئوا بكل أسباب الارادة والاصرار.

بل إن ذلك الانتعاش والتميز الذي تواصل الأسواق الإماراتية تسجيله في هذا الوقت العصيب على الجميع، إنما يؤكد بشكل قاطع ويثبت حكمة مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي أكد فيها على أن الدول ليست بحجمها وتعداد سكانها بل تقاس بإرادة شعوبها، وهي تلك الإرادة الصلبة التي ترسخت عند ابناء الدولة من أجل الوصول الى العالمية، وكما يعلم الجميع انه عبر التاريخ هناك الكثير من الدول صغيرة الحجم وضعت لنفسها اسماً مرموقاً وتمكنت من حجز موقع متميز لها على الخارطة العالمية.

إنني مليء بكل أسباب السعادة، كوني أصبحت جزء من هذا السوق المالي النشيط والحيوي، في هذه الدولة المُبدعة، التي قدمت قيادتها الحكيمة وشعبها الطيب كل نماذج العطاء والطيبة والإنفتاح على الاقليم والعالم كله، وفتح الآفاق وبناء الجسور مع ذوي الكفاءة واصحاب الريادة.

إن ذلك النموذج الإبداعي الإماراتي والذي تجسد بنتائج متعددة كان أهمها، اعتماد جواز السفر الإماراتي كأحد أهم الجوازات العالمية، واكثرها قوة وفاعلية، انما يعتبر تحصيل حاصل لما تم  ذكره سالفاً، من أجل الوصول الى دولة رائدة عالمياً بكل المستويات تماشياً مع الرؤية الثاقبة لعام 2020.

إن جل أمنياتي الحالية، تتمثل بمواصلة تحقيق الطفرات داخل السوق المالي، ليتسنى لنا جلب المزيد من الاستثمارات الخارجية الفاعلة، واستقطابها لتحافظ على عنصر الابداع والابتكار الذي طالما اعتبرته الدولة أحد اهم اهدافها للمرحلة القادمة.

وهنا لا بد أن انتهز هذه الفرصة لأثمن وأعبر عن احترامي واعتزازاي الشخصي بهيئة الأوراق المالية في الدولة، التي تسعى لحماية السوق، وضمان تميزه ونجاحه، على كل المستويات.

كما أود أن أعرب عن سعادتي البالغة بما رأيته من استعداد وحرص واهتمام عند الكثير من اصدقائي في شركات عالمية عملاقة، حينما ابدوا رغبتهم الجامحة وجاهزيتهم للولوج في الاستثمار بالدولة، والانفتاح على شركاتها الرائدة في المنطقة، وهنا فإنه من الأهمية البالغة أن يشكل ذلك الحرص عند مثل تلك الشركات، فرصة مواتية لإعتماد انجع الطرق لجذب المستثمرين وتلك الشركات العملاقة من خلال تسهيل اجراءات جذبهم انطلاقاً من مبدأ المرونة واقتداء بنهج الشباب الذي تبنته الدولة العتيدة في كل اعمالها.

وختاما نسأل الله العلي القدير أن يلهمنا كل أسباب العزيمة والإرادة لمواصلة العمل باخلاص ووفاء  على نهج البناء والرفعة بما ينسجم مع رؤية القيادة الحكيمة المعطاءة في هذا الوطن الجميل بأهله الطيبين، وعمار يا امارات الخير.